صحافة إسرائيلية

تحذير سعودي إماراتي: الحرب ستعود بسبب تنازلات الوسطاء تجاه نزع سلاح حماس

السعودية والإمارات يصنفان حماس ضمن المنظمات الإرهابية- جيتي
ذكرت صحيفة "إسرائيل اليوم" أن السعودية والإمارات والبحرين حذروا من انهيار وقف إطلاق النار في غزة بسبب تنازلات الوسطاء تجاه رفض حماس نزع سلاحها.

ونقلت الصحيفة عن مصادر سياسية عربية وأمريكية، أن دعوات في هذا السياق صدرت من الدولتين الخليجيتين من المحور السني المعتدل إلى البيت الأبيض وراعيي الاتفاق، ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر.

وأشارت التحذيرات إلى سلوك حماس "منذ وقف إطلاق النار، والذي يتضمن القضاء بشكل منهجي على معارضيها في العشائر المتنافسة، والمظاهرات المسلحة في الشوارع، وجمع الحماية من التجار المحليين، والتصريحات القوية من قبل كبار مسؤوليها ضد نزع السلاح".

وحذرت السعودية خلال مناشدة لواشنطن وفق الصحيفة، من أنه في حال عدم وجود رد أمريكي حاسم، وتغيير مسار الوسطاء (مصر وقطر وتركيا) لتطبيق بنود الاتفاق مع حماس، فإن السعودية لن تكون جزءا من العملية المتبقية.

وأكد مصدر دبلوماسي سعودي لصحيفة "إسرائيل اليوم" أن هذه الرسائل قد نُقلت للأمريكيين.

وبحسب قوله، دأبت السعودية على التحذير وتوضيح موقفها منذ أشهر من استحالة حلٍّ ناجع لحرب غزة ومستقبلها، وللفلسطينيين عمومًا، دون استبعاد حماس من المعادلة.


وتساءل: "لقد ألحقت هذه المنظمة أضرارًا جسيمة بالشعب الفلسطيني، بحربٍ أسفرت عن مقتل عشرات الآلاف من أبنائه، وتدمير قطاع غزة بأكمله، والآن تُصرّ على الحفاظ على المقاومة؟".

وأضاف أن هذه "المقاومة جلبت كارثةً أشدّ فظاعة من النكبة. ومن الواضح تماما أنها ستُحبط أي قوةٍ تدخل القطاع لفرض النظام، سواء فلسطينية أو عربية أو دوليةً. ومن الواضح تمامًا أنه ما لم يكن هناك تحركٌ حقيقيٌّ لإزالة نفوذ حماس وسيطرتها في القطاع، فلن تكون هناك فرصةٌ لإعادة تأهيلها".

وتشير الرسائل التي نقلت إلى الأميركيين صراحة إلى أن السعوديين يخفضون مستوى المحادثات المتعلقة باستمرار تنفيذ خطة ترامب، ومن المشكوك فيه للغاية أن يشاركوا في المؤتمر الذي تخطط مصر لعقده الشهر المقبل لبحث إعادة الإعمار بحسب "إسرائيل اليوم".

كما تتحدث الإمارات بنهج مماثل، لكنها تستثمر بالفعل موارد كبيرة في إعادة تأهيل نازحي غزة، مُركزةً تحذيراتها على المناطق الخاضعة لسيطرة حماس وتشير رسائلها إلى أنها ستواصل عمليات إعادة الإعمار في مناطق جنوب قطاع غزة الخاضعة للسيطرة العسكرية الإسرائيلية.

وأوضحت الصحيفة أن الإمارات تُصرّح بأنها لن تُشارك في إعادة إعمار مناطق أخرى، طالما لم تكن هناك خطة لنزع سلاح حماس وتولي قوات دولية السيطرة المدنية والأمنية الكاملة - كما هو منصوص عليه في خطة ترامب.

ووفق الصحيفة، فإن "عدم مشاركة بن سلمان وبن زايد في قمة شرم الشيخ كان بسبب عودة قطر، الداعمة لجماعة الإخوان المسلمين، وحماس إلى الواجهة".

في رسائلهم إلى الأمريكيين، لم يُشر السعوديون إلى قطر بالاسم، بل حذّروا من أن النفوذ المتزايد "للدول التي تُقوّض الاستقرار في المنطقة" سيُعيق مسار الازدهار الذي تحدّث عنه ترامب.

وصرح مصدر دبلوماسي عربي لصحيفة "إسرائيل اليوم" بنبرة لاذعة للغاية: "في خطابيه أمام البرلمان الإسرائيلي وفي شرم الشيخ، تحدّث ترامب عن نهاية عصر الإرهاب والكراهية، لكن شعبه يُمجّد من يُشجّعون ذلك تحديدًا - الكراهية والإرهاب - بأموالهم ومن خلال وسائل إعلامهم".

وفي وقت سابق كشف مصدر سعودي لذات الصحيفة، عن تحذيرات من أن قطر ستساعد حماس على البقاء والعودة عندما تكون جاهزة، والآن تُعبّر عن هذه التحذيرات في رسائل رسمية وشبه رسمية إلى السعوديين.