رفض المتحدث الرسمي باسم طالبان،
ذبيح الله مجاهد، بشكل قاطع دعوة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لاستعادة
قاعدة باغرام في أفغانستان، جاء ذلك خلال مقابلة مع شبكة "
سكاي نيوز" البريطانية، أكد مجاهد قائلا: "لن يسمح الأفغان أبدا بأن تسلم أرضهم لأي طرف تحت أي ظرف من الظروف".
وذكر مجاهد أن الحكومة الأفغانية أجرت محادثات مع الولايات المتحدة بشأن إعادة فتح السفارة الأفغانية في واشنطن والسفارة الأمريكية في كابل، وأضاف: "لقد ناقشنا هذا الأمر ونرغب في رؤية إعادة فتح السفارات في كل من كابل وواشنطن"، وأوضح مجاهد أن طالبان لا تعاني من مشكلة شرعية، قائلا: "ليست روسيا وحدها من اعترفت بالإمارة الإسلامية علنا، هناك عدة دول أخرى قدمت الاعتراف، وإن لم يكن علنيا".
وعن انقطاع الإنترنت الذي دام 48 ساعة، قال مجاهد إنه لا يعرف سبب الانقطاع ولم يعلق على ما إذا كانت الحكومة قد أمرت به، مؤكدا: "لم نتلق أي اتصال رسمي من وزارة الاتصالات، لذلك لسنا في موقف يمكننا من التعليق".
وفيما يخص الوضع الأمني والاقتصادي، قال مجاهد إن أفغانستان شهدت "سلاما واستقرارا نسبيا تحت حكومة موحدة مع تحسينات في الأمن وعلامات واضحة على التعافي الاقتصادي"، وعن ارتفاع سوء التغذية بشكل كبير، حيث يعيش 90 بالمئة من الأطفال دون سن الخامسة في فقر غذائي وفقا لليونيسف، أرجع مجاهد هذا الوضع إلى "عقود من الصراع وغزوتين كبيرتين دمّرتا بنية أفغانستان التحتية واقتصادها"، مشيرا أيضا إلى تأثير التخفيضات الضخمة في المساعدات الدولية.
وفي أيلول/سبتمبر الماضي، صعد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من لهجته بخصوص قاعدة باغرام الجوية، قائلا إنه إذا لم تُعد أفغانستان القاعدة لى سيطرة الولايات المتحدة فإن أمورا سيئة ستحدث، سبق ذلك تصريحات له أشار فيها إلى أن القاعدة تمتلك موقعها الاستراتيجي القريب من الصين، وأضاف: "هي على بعد ساعة من المكان الذي تصنع فيه الصين أسلحتها النووية"، في إشارة إلى إمكانية استخدامها ضمن استراتيجية أوسع لمواجهة التمدد العسكري الصيني، وهو ادعاء كان قد كرره في آذار/ مارس الماضي، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة "أعطت طالبان القاعدة إياها دون مقابل.
وفي ذات السياق قال مسؤول أمريكي، لوكالة رويترز، إنه لا يوجد "تخطيط نشط" حالياً لاستعادة القاعدة، وإن أي تحرك كهذا سيستوجب عمليات لوجيستية معقدة وكلفة مرتفعة لإعادة إصلاح البنية التحتية للقاعدة، إضافة إلى تأمين محيطها ضد التهديدات، وأضاف: "لا أرى كيف يمكن أن يحدث ذلك بشكل واقعي"، مشيراً إلى أن القاعدة ستكون جيبًا أميركيًا معزولًا في بلد غير ساحلي.
بدوره، دعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الدول الغربية إلى تغيير نهجها تجاه أفغانستان ورفع العقوبات المفروضة عليها، معتبرًا أن السياسات الغربية الحالية تساهم في تفاقم الأوضاع الإنسانية والاقتصادية في البلاد.
وقال لافروف خلال افتتاح الجولة السابعة من محادثات "صيغة موسكو" بشأن أفغانستان، إن "النهج العدائي الذي تتبعه الدول الغربية ما يزال يخلق مشكلات خطيرة في أفغانستان"، مضيفًا أن الغرب "يواصل احتجاز الأصول المالية السيادية للأفغان وفرض القيود على القطاع المصرفي"، داعيًا إلى "تصحيح هذا المسار التصادمي وإعادة ما تم الاستيلاء عليه وتحمل مسؤولية إعادة إعمار أفغانستان بعد الصراع وتعويض الأضرار التي لحقت بها خلال العقد الماضي".