سياسة دولية

"كارلسون" يكسر المحظورات ويوجه أجرأ نقد للاحتلال الإسرائيلي (شاهد)

كارلسون يكسر المحظورات.. انتقادات حادة لـ"إسرائيل" ونفوذها داخل واشنطن- أكس
اعتبر أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية، خليل العناني، أنّ: "ما يقدمه الإعلامي الأمريكي اليميني المحافظ المعروف تاكر كارلسون٬ مؤخرا يمثّل تحولاً كبيراً في الخطاب الأمريكي تجاه الاحتلال الإسرائيلي"، مشيراً إلى أن كارلسون "تجاوز الخطوط الحمراء التي كانت تُعد من المحظورات داخل السياسة والإعلام الأمريكي قبل عامين فقط".

وقال العناني، في تعليقه على الحلقة التي بثها كارلسون واستمرت ساعة ونصف، إن الإعلامي الأمريكي "خصص أول 33 دقيقة لمونولوج منفرد وجه فيه انتقادات قاسية وغير مسبوقة لإسرائيل، متسائلاً عن جدوى استمرار الدعم الأمريكي غير المشروط لها، في وقت يزداد فيه الغضب الشعبي داخل الولايات المتحدة بسبب الحرب على غزة".

أسئلة بديهية كانت "تابو" في أمريكا
أوضح العناني أن كارلسون "طرح سلسلة من الأسئلة البديهية التي كانت حتى وقت قريب من المحرمات داخل أمريكا، مثل: لماذا تمنح واشنطن دعماً مالياً وعسكرياً ضخماً لدولة صغيرة مثل إسرائيل لا وزن لها؟ ولماذا تخاطر بعلاقاتها مع قوى كبرى مثل الصين والهند في سبيلها؟ ولماذا تسمح لإسرائيل بامتلاك هذا النفوذ الطاغي على الساسة الأمريكيين؟".

وأضاف: "كارلسون ذكر الأمريكيين بأن بلادهم قدمت لإسرائيل ما يزيد على 300 مليار دولار منذ تأسيسها، بينها 30 مليار في العامين الماضيين فقط، لتصبح أكبر متلق للمساعدات العسكرية الأمريكية في العالم، بواقع 4 مليارات دولار سنوياً على الأقل، بخلاف المساعدات الطارئة غير المعلنة".

اتهامات خطيرة بالتجسس والاختراق
أشار العناني إلى أنّ: "كارلسون ذهب أبعد من ذلك حين وصف الاحتلال الإسرائيلي بالدولة غير المهمة، ووصف علاقتها بواشنطن بأنها علاقة سامة وغير مفيدة"، لافتاً إلى أنه أعاد التذكير بقضية الجاسوس الأمريكي ـ الإسرائيلي جوناثان بولارد، قبل أن يكشف معلومة خطيرة تتعلق بوجود ضباط إسرائيليين داخل البنتاغون خلال الحرب الأخيرة على إيران في حزيران/ يونيو الماضي، حيث قاموا ـبحسب قوله ـ بإصدار أوامر مباشرة لجنود وضباط أمريكيين".

وقال العناني إنّ: "هذه التصريحات تمثل فضيحة كبرى لو صحت، وتكشف حجم الاختراق الإسرائيلي لأهم مؤسسات الأمن القومي الأمريكي".

شراء ولاءات المؤثرين بملايين الدولارات
تابع العناني أن كارلسون كشف عن "وثائق مسربة تؤكد تعاقد الاحتلال الإسرائيلي مع شركة أمريكية لتوظيف مؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي بميزانية تصل إلى 90 مليون دولار، مقابل الدفاع عن صورتها وترويج سرديتها في الولايات المتحدة، حيث يحصل بعض المؤثرين على 7 آلاف دولار عن المنشور الواحد، إضافة إلى رحلات مجانية إلى إسرائيل ولقاءات مع مسؤولين بارزين بينهم بنيامين نتنياهو".

وأشار إلى أن ذلك "يعكس حجم القلق الإسرائيلي من تآكل صورتها لدى الرأي العام الأمريكي، خاصة بين فئة الشباب والتيار اليميني، ما دفعها إلى محاولة شراء الولاءات وصناعة رواية بديلة".

وقال العناني إن كارلسون "هاجم أيضاً مؤسسة رابطة مكافحة التشهير (ADL)، مؤكداً أنها لم تُنشأ عام 1913 لمكافحة معاداة السامية كما تزعم، وإنما لقمع أي انتقاد للصهيونية أو لإسرائيل، وهو ما أفقد مفهوم معاداة السامية معناه الحقيقي في الوعي الأمريكي".

تحول داخل المشهد الأمريكي
ختم العناني بالقول إنّ: "ما جرى يمثّل تحولا مهما في النقاش العام داخل الولايات المتحدة، حيث أصبح نقد الاحتلال الإسرائيلي مشروعا وواجبا، بعدما كان من المحرمات المطلقة"، مشيراً إلى أن كارلسون، المعروف بانتمائه للتيار اليميني، "تحول بعد خروجه من فوكس نيوز إلى أحد أبرز الأصوات المعارضة للنفوذ الإسرائيلي في أمريكا، وهو ما جعله عرضة لحملات تشويه تتهمه بالعداء للسامية أو بالعمل لحساب قوى خارجية".