بدأت قوات
سوريا الديمقراطية "
قسد" حملة
تجنيد واسعة مستهدفة الشبان في محافظات الحسكة والرقة ودير الزور، في خطوة تظهر استعداداتها
لتصعيد قادم، في ظل الأنباء التي تتحدث عن تعثر تطبيق الاتفاق مع
الحكومة السورية.
وفي التفاصيل، اعتقلت دوريات تتبع لـ"قسد"
عشرات الشبان في مدينتي الرقة والحسكة، وساقتهم إلى معسكرات "الدفاع
الذاتي" لغرض تجنيدهم.
وأوضحت مصادر لـ"
عربي21" أن
"قسد" زادت من الحواجز العسكرية بهدف اعتقال الشباب ممن هم في سن الخدمة
العسكرية، وخاصة من أبناء العشائر العربية.
بدورها، أكدت الوكالة السورية للأنباء "سانا"
أن حملة التجنيد الإجباري استهدفت الشباب من مواليد عام 1999 حتى مواليد 2007،
وذكرت أن عدد الشبان الذين ساقتهم "قسد" للتجنيد الإجباري في الرقة بلغ
ما يقارب 22 شابا، في غضون يوم واحد.
وأضافت أن “قسد” تماطل في تنفيذ الاتفاق الذي وقعته
مع الرئيس السوري أحمد الشرع في 10 آذار/ مارس الماضي، والذي يقضي بدمج جميع
المؤسسات المدنية والعسكرية التابعة لقوات "قسد" ضمن إطار الدولة
السورية، بما فيها المعابر الحدودية وحقول النفط والغاز.
"قسد"
مرتبكة
ويرى السياسي الكردي المقرب من دمشق، علي تمي، أن
الهدف من هذه الاعتقالات العشوائية هو التضييق على الشبان الذين يمكن أن يحملوا
السلاح ضد "قسد" عند حدوث أي تصعيد مع الحكومة في دمشق.
وأكد لـ"
عربي21" أن حملات التجنيد من
"قسد" جاءت نتيجة الارتباك والخوف من قادم الأيام، وقال: "الأفضل
البحث عن الحلول المناسبة وتنفيذ اتفاق 10 آذار بدلاً من خيار التصعيد والمواجهة
وأعتقد ان مثل هذه الإجراءات تدفع المجتمع نحو مزيد من حالات الاحتقان والفوضى،
مختتماً بقوله: "الحرب على ما يبدو باتت مسألة وقت".
استعدادات للمواجهة
على النسق ذاته، أشار السياسي محمود الماضي وهو
الرئيس السابق للهيئة السياسية في الحسكة، إلى عدم التزام "قسد" باتفاق
10 آذار، وقال لـ"
عربي21": "ماطلت قسد في تنفيذ بنود الاتفاق،
وارتكبت سلسلة من الانتهاكات، تمثلت في ملاحقة واعتقال كل من رفع العلم السوري أو
احتفل بالنصر، بل حتى من عبّر عن دعمه لاتفاق 10 آذار نفسه".
كذلك بحسب الماضي، واصلت "قسد" الاعتداءات
العسكرية ضد مواقع الجيش السوري على خطوط التماس في تصعيد واضح يتنافى مع روح
الاتفاق، وأطلقت حملة تجنيد واسعة في المنطقة وأقامت حواجز في الشوارع والطرقات
ونفذت مداهمات للقرى بهدف تجنيد الشباب وزجهم في صفوفها تحسباً لأي عمل عسكري قد
تقوم به الدولة السورية خاصة بعد التصريحات التركية المتصاعدة ضد "قسد".
وأشار إلى أن ممارسات "قسد" تصاعدت في ظل
الاعتراف الدولي المتزايد بالقيادة السورية من قبل المحيط الإقليمي أو المجتمع
الدولي والذي تجلى بوضوح في مشاركة الرئيس السوري أحمد الشرع في اجتماع الجمعية
العامة للأمم المتحدة وما حظي به من تأييد وشرعية دولية، الأمر الذي أحرج
"قسد" التي كانت تراهن على المماطلة وانتظار تدخل خارجي يعيد خلط
الأوراق.
وقال الماضي، "مع تلاشي تلك الآمال باتت
"قسد" تدرك أن المسار السياسي يقوض سلطتها وينهي هيمنتها على موارد
المنطقة ولذلك تسعى اليوم بشكل واضح إلى تعبئة ميليشياتها عبر التجنيد الإجباري
استعدادا لمواجهة محتملة، غير آبهة بما قد يلحق المنطقة من دمار.
بدوره، يؤكد الخبير العسكري والاستراتيجي العميد عبد
الله الأسعد، أن "قسد" بدأت التحضيرات لمعركة قادمة مع الدولة السورية،
وخاصة بعد الإشارات عن قيام أمريكا بالتخلي عن دعمها، وتسليم هذا الملف من واشنطن
لأنقرة.
وأضاف لـ"
عربي21" أن "قسد"
تعاني من نقص في المقاتلين، والتجنيد يأتي لسد النقص، استعدادا لـ"الدفاع عن
النفس"، منهياً: "لا تمتلك "قسد" افتعال التصعيد بمواجهة
الدولة السورية وتركيا، وإنما تعتقد أن التجنيد قد يساعدها على الدفاع".
يذكر أن تركيا دفعت خلال اليومين الماضيين بتعزيزات
عسكرية إلى ريف حلب الشرقي، القريب من خطوط التماس مع "قسد" وتحديداً
إلى مطار كويرس العسكري.