رفع الحائز على جائزة
نوبل للسلام، الناشط الحقوقي الأرجنتيني أدولفو بيريز إسكويفل، وعدد من المنظمات الحقوقية، دعوى قضائية أمام المحكمة الفيدرالية في بلاده للمطالبة باعتقال رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين
نتنياهو في حال زيارته الأرجنتين.
وقال إسكويفل (93 عاما) في تصريحات لوكالة الأناضول، إن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة أودى بحياة نحو 20 ألف طفل، مشددا على أن الفلسطينيين يستهدفون عمدا من قبل جنود الاحتلال.
وأضاف: "إذا جاء نتنياهو تلبية لدعوة الرئيس خافيير ميلي، سنعبر عن احتجاجنا بكل تأكيد، ونأمل ألا يأتي".
وأشار الحقوقي المخضرم إلى أن الأرجنتين تعترف بقرارات المحكمة
الجنائية الدولية، وهي ملزمة بتطبيق ما يصدر عنها من أحكام، في إشارة إلى مذكرتي الاعتقال الصادرتين عام 2024 بحق نتنياهو ووزير الحرب السابق يوآف غالانت، بتهم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في فلسطين.
لكن إسكويفل أوضح أن احتمال زيارة نتنياهو لبوينس آيرس يبقى قائما، بعدما أعلنت حكومة ميلي أنها لن تلتزم بتنفيذ قرارات المحكمة الدولية. وانتقد في هذا السياق مواقف الرئيس الأرجنتيني، واصفا تحالفه الوثيق مع الاحتلال الإسرائيلي والولايات المتحدة بأنه "لا يبشر بالخير للديمقراطية".
كما وجه إسكويفل انتقادات حادة لسياسة الولايات المتحدة في دعم الاحتلال الإسرائيلي عبر استخدام الفيتو في مجلس الأمن، معتبرا أن ذلك يشكل "أكبر عقبة أمام حل الأزمة".
واستحضر تجربته في العراق قائلا: "لقد اختلقوا الأكاذيب لتبرير غزو العراق. قضيت 12 يوما في بغداد خلال الحرب، ورأيت بأم عيني الدمار والنهب وسرقة المتاحف، وما شهدناه في مستشفى الأطفال كان مفجعا".
وتطرق أيضا إلى التباين داخل الجالية اليهودية في الأرجنتين بشأن الحرب على غزة، قائلا: "ليس كل اليهود يؤيدون هذه الإبادة الجماعية. فمواقف دولة إسرائيل لا تعكس بالضرورة آراء جميع اليهود. على سبيل المثال، الممثل اليهودي نورمان بريسكي انتقد بشدة جرائم غزة، وتعرض لهجمات بدعوى معاداة السامية".
من هو أدولفو بيريز إسكويفل؟
وُلد إسكويفل عام 1931 في بوينس آيرس لعائلة من أصول إسبانية، وكرس حياته للدفاع عن حقوق الإنسان في أمريكا اللاتينية. وخلال سبعينيات القرن الماضي اعتقلته الديكتاتورية العسكرية في الأرجنتين، وتعرض للتعذيب والاحتجاز في أماكن سرية.
نال جائزة نوبل للسلام عام 1980 تكريما لنضاله السلمي في مواجهة الأنظمة العسكرية، وظل منذ ذلك الحين من أبرز الأصوات المدافعة عن القضايا الحقوقية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية.