سياسة دولية

الاحتلال يحذر من اتصالات بهدف التجسس لصالح إيران.. "عرضت رواتب وحماية"

تزايد أعمال التجسس بين إيران و"إسرائيل" بعد حرب الـ12 يوما في حزيران/ يونيو الماضي- جيتي
تلقى العديد من الإسرائيليين مكالمات هاتفية تحتوي على رسائل مسجلة بلغة عبرية ركيكة تتضمن تهديدات ومحاولات لتجنيدهم للتجسس، ورسائل تهدف إلى تخويف متلقي المكالمة.
وأعلنت الشرطة الإسرائيلية في بيان لها أن "مئات الإسرائيليين" أفادوا بتلقيهم مكالمات هاتفية من رقم مجهول السبت، يعرض خلال المتحدث تجنيدهم في منظمة إيرانية.


ونُشر تسجيل مزعوم لإحدى هذه المكالمات الهاتفية على موقع Ynet الإخباري الإسرائيلي. وفي التسجيل، يُخبر صوت آلي المستمع أن "المخابرات الإيرانية تبحث عن عملاء مؤهلين"، ويعرض "راتبًا تنافسيًا وأمنًا شاملًا".


وفي هذا الصدد، أعلنت المديرية الوطنية للأمن السيبراني في إسرائيل أن "هذه مجرد محاولة تخويف لا تسبب أي ضرر لجهاز الهاتف"، ووفقا لبيان المديرية، تأتي هذه المكالمات من أرقام تبدأ بالأرقام: "03-6817*** 03-3067***"، وقالت شرطة دولة الاحتلال إن هذه المكالمات تهدف إلى إثارة الهلع بين الإسرائيليين في زمن الحرب، وهي "محاولات من قبل أجهزة المخابرات الإيرانية" لتجنيد مواطنين إسرائيليين في البلاد وخارجها من أجل تعزيز أنشطة جمع المعلومات الاستخباراتية في "إسرائيل".


وفي العام الماضي، أعلنت السلطات الإسرائيلية اعتقال عدد غير مسبوق من الإسرائيليين بتهمة التجسس لصالح إيران، زُعم أن بعض المجندين جُندوا عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث أفادت التقارير أن إيران أرسلت رسائل عشوائية إلى حسابات في "تيليغرام" على أمل قبول بعض عروض التجنيد، وفقًا للشرطة آنذاك.

وصرّح عوديد علام، المسؤول السابق في الموساد، لشبكة CNN في كانون الأول/ ديسمبر، أن إيران مهتمة بتوسيع دائرة المتورطين أكثر من اهتمامها بتجنيد عملاء مهرة، وقال علام: "يقولون لأنفسهم: حسنًا، إذا فشلنا هنا، فسننتقل إلى المرحلة التالية. ولا يكترثون حقًا بالنتيجة".

منذ بداية الحرب على غزة في 7 تشرين الأول/ أكتوبر ، حققت الشرطة الإسرائيلية في أكثر من 25 قضية تجسس مرتبطة بإيران، مما أسفر عن اعتقال حوالي 46 شخصًا، وفقًا لما ذكره دين إلسدون، المتحدث باسم الشرطة، لشبكة CNN هذا الأسبوع.

وتصاعدت وتيرة أعمال التجسس بين إيران وإسرائيل، بعد دخولهما في حرب استمرت 12 يوما في حزيران/يونيو الماضي، والسبت صدر حكم إعدام ضد شخصين في إيران، على خلفية تهم بالتجسس لصالح جهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد).


وفي تموز/ يوليو الماضي، دشنت دولة الاحتلال حملة إعلانات تحث الإسرائيليين على مقاومة إغراءات إيران للتجسس لحسابها، وتحذرهم من أن العواقب أكبر بكثير من أي مكافأة مالية، وحسب وكالة رويترز، تحمل الحملة اسم "أموال سهلة، تكلفة باهظة – لا تساعدوا العدو الإيراني"، وقد أعدها جهاز الأمن الداخلي (شين بيت) والمديرية الوطنية للدبلوماسية العامة.

في المقابل، أثار رصد إيران لعشرات الخلايا التجسسية التابعة لإسرائيل جدلاً واسعًا، في ظل الحديث عن مدى قدرة جهاز "الموساد" الإسرائيلي على اختراق إيران، وفي تقرير لصحيفة "هآرتس"، جاء فيه أن عملاء إسرائيليين، بالتعاون مع متعاونين محليين، أنشأوا قاعدة عسكرية سرية داخل إيران لتخزين الأسلحة المهربة قبل بدء حرب الـ12 يوما، كما أكدت مجلة "ذا أتلانتيك" أن العملية اعتمدت بشكل كبير على إيرانيين جندهم الموساد، ووصفتها بأنها أكبر اختراق منذ تفجير مفاعل نطنز.