كشفت "القناة 12" العبرية عن تفاصيل خطة لاعتراض "أسطول الصمود العالمي"، المتجه إلى غزة في محاولة جديدة لكسر الحصار البحري المفروض على القطاع وإيصال مساعدات إنسانية. وتشمل الخطة الإسرائيلية خطوات عسكرية وأمنية متدرجة، وصولاً إلى مصادرة السفن أو حتى إغراقها.
تفاصيل الخطة
يضم الأسطول نحو 45 سفينة تبحر حالياً في المياه اليونانية، ومن المقرر أن تقترب خلال الأيام المقبلة من المناطق التي تسيطر عليها البحرية الإسرائيلية، وستتولى وحدة الكوماندوز البحري "شاييطت 13" مهمة السيطرة المباشرة على السفن، مع منح المشاركين خيار "الترحيل الطوعي"، فيما يُعتقل الرافضون ويتم التعامل مع السفن بالمصادرة أو الإغراق "بشكل منظم" لإرسال ما وصف بـ "رسالة ردع". بحسب القناة.
في وقت سابق، وصفت وزارة خارجية دولة الاحتلال، القافلة بأنها "أسطول حماس"، مهددة بأنها لن تسمح بوصولها إلى غزة. وأوضحت أنها عرضت على المنظمين تفريغ المساعدات في ميناء عسقلان لتسليمها عبر القنوات الإسرائيلية، لكن الاقتراح قوبل بالرفض.
من جهته، شدد وزير دولة الاحتلال جدعون ساعر على أن الحكومة "لن تسمح لسفن المساعدات بدخول منطقة قتال نشط"، معلناً أن إسرائيل وافقت على مقترح إيطالي بتفريغ الحمولة في ميناء قبرص لنقلها لاحقاً إلى غزة، إلا أن منظمي "أسطول الصمود" رفضوا، وهو ما اعتبره ساعر "دليلاً على رغبة القافلة في استفزاز إسرائيل وخدمة حركة حماس".
منظمو قافلة الصمود العالمية قالوا إنهم تلقوا معلومات استخباراتية موثوقة عن محاولات إسرائيلية لوقف الأسطول خلال الـ48 ساعة المقبلة، وقال متحدث باسمها: "نحن نحقق في مصدر هذه المعلومات، فإسرائيل تقول منذ أسابيع إنها ستفعل كل ما بوسعها لإيقاف هذه المهمة." وأضاف أن جميع المشاركين قد تعرضوا لتهديدات بالملاحقة القضائية بموجب قوانين مكافحة الإرهاب وأحكام سجن طويلة.
وأعلن ناشطون ضمن أسطول الصمود أنّهم سمعوا ليل الثلاثاء- الأربعاء دويّ انفجارات وسط تحليق عدّة طائرات مسيّرة على مقربة منهم قبالة سواحل اليونان، وكتب "أسطول الصمود العالمي" في بيان أنّ "عدّة طائرات مسيّرة أسقطت أجساماً مجهولة الهوية و(تمّ) تشويش الاتصالات، وسُمع دويّ انفجارات من عدد من القوارب". وأضاف "نحن نشهد هذه العمليات النفسية بشكل مباشر الآن، لكنّنا لن نسمح بأن يتمّ ترهيبنا".
ويتابع جيش الاحتلال الإسرائيلي عن كثب تقدّم الأسطول، الذي يُقدّر حالياً بأنه يبعد أربعة إلى خمسة أيام إبحار عن شواطئ غزة. وفي الوقت الراهن، تشير التقديرات الإسرائيلية إلى أن وصوله سيكون في بداية الأسبوع المقبل، وربما يتزامن مع لقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في البيت الأبيض، مما يزيد من الحساسية السياسية المحيطة بالحدث
وانطلق الأسطول مطلع آب/سبتمبر من إسبانيا بمشاركة ناشطين من عشرات الدول ، ويحمل مساعدات رمزية من الغذاء والدواء. ويصفه القائمون عليه بأنه "أكبر محاولة حتى الآن لكسر الحصار البحري"، ورغم التهديدات، شدد المنظمون على أن هدف القافلة "إنساني بحت"، وأنها ستواصل الإبحار نحو غزة.
وأرسلت كل من إيطاليا وإسبانيا سفناً حربية لمرافقة "أسطول الصمود" وحماية مواطنيهما والأوروبيين المشاركين على متنه، وذلك عقب تعرضه لهجمات في البحر المتوسط. وأكدت مدريد أن سفينتها المرافقة مجهزة للتدخل عند الحاجة، فيما شددت روما على أن تحركها يهدف إلى تأمين الحماية وتقديم الدعم الإنساني. وفي السياق ذاته، تعهّدت اليونان بضمان عبور آمن للقافلة داخل مياهها الإقليمية.
ومنعت دولة الاحتلال محاولتين سابقتين لنشطاء للوصول بحراً إلى غزة في حزيران/ يونيو، و تموز/ يوليو الماضيين. كما شهد 16 أيلول/ سبتمبر الجاري دعوة مشتركة من وزراء خارجية 16 دولة بضرورة احترام القانون الدولي وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى المدنيين في غزة.