ما زالت أصداء إقرار رئيس حكومة الاحتلال بنيامين
نتنياهو، بالعزلة السياسية التي تعيشها "إسرائيل" وحديثه المفاجئ عن "
اسبرطة"، يتردد في الأوساط
الاقتصادية التي شهدت عاصفة كبيرة، وأثارت مخاوف كبيرة لدى المستثمرون الإسرائيليين الذين يرفضون المراهنة على اقتصاد لا يؤمن به حتى زعيمه.
عيران هيلدسهايم المراسل الاقتصادي لموقع "
زمان إسرائيل"، ذكر أن "حديث نتنياهو عن العزلة السياسية والاقتصادية يتزامن مع واحدة من أكبر الأزمات في تاريخ
دولة الاحتلال، بعد أن تزايدت التهديدات الأمنية، وتبدد اتفاقيات سلام إقليمية، وتراجع مخطط الممرّ البرّي الذي يربط دول الخليج بأوروبا عبر الموانئ الإسرائيلية، بسبب الانقلاب القانوني، وأضرار الحرب على غزة".
وأضاف في مقال ترجمته "عربي21" أن "نتنياهو نفسه باع أوهامًا للعامة والمستثمرين بأن نهاية الكابوس وشيكة، من خلال مزاعمه عن أننا سنحتل رفح، سنقضي على السنوار، ستنتظرون التفاصيل النهائية قيد الإعداد في المفاوضات، ثم، في لحظة، بدّد آمالهم، وقال لهم عكس ذلك تمامًا في خطاب
اسبرطة، وبدلا من أن يبشرهم باقتصاد منفتح وعالمي ومزدهر، توعدهم بالحصول على اقتصاد معزول، واكتفاء ذاتي، وكأنه يقول بمعنى آخر، "استعدوا للبقاء وحدكم".
وأشار إلى أن "ردود الفعل على خطابه البائس لم تتأخر، فبعد دقائق منه، انخفضت مؤشرات سوق الأسهم الرئيسية بأكثر من 2.2% قبل أن تستقر في نهاية جلسة التداول، وخلافًا لآماله، فلم يهدأ الذعر حتى بعد أسبوع، حيث فقد مؤشر تل أبيب 125 أكثر من 3% من قيمته منذ ذلك المساء، وبشكل عام، فقد أكثر من 5% منذ الهجوم الفاشل في قطر الذي أبعد فرص التوصل إلى اتفاق استعادة المحتجزين مع حماس، كما ارتفع مؤشر الخوف في البورصة، الذي يعكس قلق المستثمرين، مؤخرًا بأكثر من 5.5%".
وأوضح أن "ما يجعل هذه الأرقام المقلقة دليلاً واضحاً على التدمير الذاتي الذي أحدثه نتنياهو هو مقارنتها بالأسواق العالمية، فبينما فرّ المستثمرون من تل أبيب، تدفقوا إلى وول ستريت، ومنذ الخطاب، ارتفع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 الأمريكي بنسبة 1.7%، ويثبت هذا الفارق بوضوح أن هذا ليس اتجاهاً عالمياً، بل حدث محلي فريد من نوعه، صنعه رئيس وزراء إسرائيلي، أبعد المستثمرين بكلماته عن الدولة، وجاءت محاولته لتصحيح الخطاب في اليوم التالي أكثر إثارة للشفقة".
وأضاف أن "المستثمرين لم يُبدوا اهتمامًا بمحاولة التعديل التي قام بها، ولم يطلبوا منه سماع تصريحات حول قوة الاقتصاد، بل عن أفق لإنهاء الحرب في غزة، توقعوا خطةً تُوازن بين أمن الدولة، والحفاظ على علاقات طبيعية مع العالم، بحثوا عن أمل يُشير لانتهاء هذه المرحلة الكئيبة، وبدء مرحلة إعادة الإعمار، المرحلة التي راهنوا عليها بأموالهم".
وتكشف هذه السطور أن المستثمرين الاسرائيليين الذين راهنوا على قوة دولة الاحتلال غير مستعدين للمراهنة على اقتصاد لا يُظهر فيه حتى زعيمه ثقة كافية، وبالتالي فإنهم اليوم بحاجة أكثر من أي إعلان اقتصادي أو أمني، عن سبب وجيه يجعلهم يضخون أموالهم في هذا الاقتصاد، وإلا فإنهم سيواصلون البحث عن ملاذ آمن جديد لأموالهم خارج دولة الاحتلال.