أكدت حركة
حماس أن خطاب رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين
نتنياهو في مقر
الأمم المتحدة والذي قاطعته معظم وفود العالم، يعكس عزلة تل أبيب، مشددة على أن الشعب الفلسطيني لن يسمح له بزرع "حكومة عميلة" في القطاع.
وقالت حماس في بيان لها الجمعة،: "من المفارقات أن يُسمح لمجرم حرب مطلوب للمحكمة الجنائية الدولية أن يحاضر في الأمم المتحدة عن العدالة والإنسانية والحقوق، وهو من ينتهكها ويخترقها يوميا في
غزة".
وشددت على أن "أكاذيب نتنياهو المكررة وإنكاره الفاضح لجرائم الإبادة والتهجير والتجويع التي ارتكبها هو وجيشه الفاشي بحق أهلنا في غزة، لن تغير من الحقائق الراسخة التي وثقتها التقارير الأممية والدولية".
وأكدت حماس أن "تكرار دعايته السوداء وأكاذيبه حول أحداث 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 ما هو إلا هروب إلى الوراء بعد تهاوي هذه الدعاية المضللة أمام الرأي العام العالمي".
ومنذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، ترتكب "إسرائيل" إبادة جماعية بغزة بدعم أمريكي، خلفت 65 ألفا و549 شهيدا و167 ألفا و518 مصابا، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة أزهقت أرواح 442 فلسطينيا بينهم 147 طفلا.
وشددت الحركة على أن "ما أعلنه نتنياهو بشأن سعيه للسيطرة على قطاع غزة وزرع حكومة عميلة فيه، هو وهم خالص لن يتحقق، ولن يسمح به شعبنا الفلسطيني الذي أثبت دائما صلابته ورفضه لكافة أشكال الوصاية والتبعية".
والخميس، قالت صحيفة "هآرتس" العبرية إن الإدارة الأمريكية بلورت خطة لتعيين رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير، على رأس إدارة مؤقتة لتسيير شؤون غزة.
وذكرت "هآرتس" أن الخطة الأمريكية تتضمن إشراف بلير على عملية إعادة إعمار غزة وإدارتها، بمشاركة قوات دولية تتولى مهمة مراقبة وحماية حدود القطاع.
من جهة ثانية، اعتبرت حماس أن استخدام نتنياهو مصطلح "معاداة السامية" بات "شماعة مهترئة لتبرير رفضه للمواقف الدولية المنددة بجرائم الإبادة والتجويع التي يرتكبها منذ 23 شهرا".
واتهمت نتنياهو بتعريض حياة الأسرى الإسرائيليين في غزة للخطر، وقالت: "لو كان حريصا فعلا على أسراه لأوقف قصفه الوحشي ومجازر الإبادة الجماعية وتدمير مدينة غزة، لكنه يكذب ويواصل تعريضهم للقتل".
وشددت على أن نتنياهو وحده المسؤول عن تعطيل التوصل إلى اتفاق يضمن إطلاق سراح الأسرى من خلال "تعنته وإصراره على استمرار العدوان، وانقلابه على الاتفاق الموقع في يناير/ كانون الثاني الماضي، ومحاولته الفاشلة باغتيال وفد التفاوض في قطر، الوسيط الدولي".
وأضافت الحركة أن "محاولاته التباكي على أسراه، واستعراضه السخيف بادعاء مخاطبتهم عبر مكبرات الصوت، تجسد عقلية استعمارية مريضة".
وتقدر تل أبيب وجود 48 أسيرا إسرائيليا بغزة، منهم 20 أحياء، بينما يقبع بسجونها نحو 11 ألفا و100 فلسطيني يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، قتل العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.
بدوره، أعرب القيادي في حركة حماس غازي حمد، عن استعداد الحركة للخروج من حكم قطاع غزة.
وفي مقابلة مع شبكة "سي إن إن" الأمريكية، شدد حمد على أن "حماس جزء من النسيج الفلسطيني ولا يمكن استبعادها"، مضيفا: "كما قلتُ مرارا وتكرارا، نحن مستعدون للخروج من حكم غزة، وليس لدينا مشكلة في هذا".
وجاءت تصريحات حمد بالتزامن مع طرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خطة من 21 بندا لإنهاء الحرب على غزة، خلال لقاء مع قادة دول عربية وإسلامية باجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
وبحسب القناة الإسرائيلية "12"، تشمل الخطة بنودا منها تشكيل إدارة لغزة في مرحلة ما بعد الحرب لا تضم حركة "حماس"، وإنشاء قوة أمنية مشتركة من فلسطينيين وجنود من دول عربية وإسلامية.
إضافة إلى تمويل عربي وإسلامي لإعادة إعمار غزة وتسيير شؤونها، مع مشاركة جزئية للسلطة الفلسطينية في إدارتها.
يأتي ذلك فيما يصر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على أن أهداف الحرب تتمثل في "إطلاق سراح جميع المختطفين، والقضاء على القدرات العسكرية والسلطوية لحماس، وضمان ألا تشكل غزة تهديدا لإسرائيل بعد الآن، بما يعني أن حماس لن تكون موجودة".