حول العالم

المخدرات في تونس تهدد جيلا كاملا.. المدمنون تضاعفوا 5 مرات

تشير إحصائيات سنة 2024 إلى أنّ نحو 656 ألف مراهق تونسي جربوا المخدرات على الأقل مرة في حياتهم- جيتي
أفصحت وزارة العدل التونسية عن إحصائيات بشأن قضايا المخدرات في البلاد والتي تعكس ارتفاعا وصف بالخطير، مؤكدة أن الانقطاع المبكر عن التعليم والبطالة والتفكك الأسري هي الأسباب الرئيسة لهذه الظاهرة.

وقالت الوزارة، إن عدد السجناء بسبب هذه القضايا وصل إلى 10 آلاف، فيما بلغت قضايا الترويج والاستهلاك نحو 26 ألف قضية، وكشف باحثون تونسيون عن تضاعف عدد الشباب المدمنين على المخدرات خمس مرات خلال العقد الأخير، 

وأكد الباحث في علم الاجتماع خليفة القربي، أن ظاهرة الإدمان في صفوف الشباب التونسي باتت مفزعة وتستدعي تسريع الاستثمار في الوقاية أكثر من العلاجـ وأضاف لإذاعة موزاييك: "أرقام المعهد الوطني للإحصاء حول الإدمان أظهرت أن عدد الشباب المدمن تضاعف خمس مرات في الفترة الممتدة من 2013 حتى 2023، إذ ارتفعت نسبة الشباب المدمن من 1.3 بالمئة إلى 8.9بالمئة".


وتابع القربي: "تؤكد الدراسات أن ظاهرة الإدمان متفشية لدى الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و18سنة، ليبلغ متوسط عمر المدمنين 17 سنة وثلاثة أشهر، 30 بالمئة منهم إناث، و40 بالمئة منهم تلاميذ".

من جهته، اعتبر عضو المكتب الوطني للمنظمة التونسية للتربية والأسرة هشام الحاجي، أن "المقاربة الأمنية، رغم دورها في الحد من تجارة المخدرات، لكنها غير كافية للحد من ظاهرة الإدمان لدى الشباب"، وأضاف قائلا: "الانقطاع المبكر عن التعليم والبطالة والتفكك الأسري من أبرز عوامل تفشي ظاهرة إدمان المخدرات في صفوف الشباب"، داعيا إلى توفر إحاطة مجتمعية للحد من الظاهرة وذلك بالإدماج المهني والتدريب والتشجيع على ممارسة الرياضة.

وفي وقت سابق، قال الباحث في علم الاجتماع معاذ بن نصير في تصريح لموزايبك، إن نسبة المدمنين في تونس بلغت سنة 2025 حوالي 9.2 بالمئة من الشباب،  أغلبهم من الفئة العمرية بين 13 و18 عاماً، وتشير إحصائيات سنة 2024 وفق بن نصير، إلى أنّ نحو 656 ألف مراهق تونسي جربوا المخدرات على الأقل مرة في حياتهم، بينهم 65 ألف مدمن فعلي، كما أبرز بن نصير أنّ 41 بالمئة من هذه الفئة جربوا المخدرات بدافع التجربة والفضول، في حين أنّ 52 بالمئة دخلوا في الإدمان بتأثير مباشر من أصدقاء السوء أو منطق الانتماء إلى مجموعة الرفاق.

ويربط الباحث بين الإقبال المتزايد على المخدرات وبين الوضع الاجتماعي والاقتصادي الصعب. فالمخدرات، خصوصاً الأنواع الرخيصة مثل "الحبوب المهلوسة"، تمنح نشوة مؤقتة وسهلة المنال مقارنة بمخدرات باهظة مثل الكوكايين أو الهيروين، وأشار إلى أنّ هشاشة المنظومة التربوية، وضعف الرقابة الأسرية، وضغط البطالة والتهميش كلها عوامل تغذي هذه الظاهرة.

ولا تقتصر تداعيات الظاهرة على صحة المدمنين فقط، بل تمتد إلى ارتفاع نسب الجريمة المرتبطة بالعنف والسرقة وتفكك النسيج الأسري نتيجة الإدمان وما يسببه من أزمات إضافة إلى إرهاق المنظومة الصحية في مواجهة حالات الإدمان المزمنة.

وفي أيلول/ سبتمبر الماضي، بدأت السلطات التونسية سلسلة تحقيقات لتفكيك شبكة ضخمة تقف خلف تهريب شحنة مخدرات يبلغ وزنها حوالي نصف طن في ميناء رادس كانت مخبأة في حاوية تتضمن أجهزة كهربائية منزلية، وهي أكبر شحنة مخدرات في تاريخ البلاد.