شهدت فعاليات المؤتمر
الدولي السادس للأكاديمية الأوروبية للتمويل والاقتصاد الإسلامي في إسطنبول جلسة علمية
بعنوان "
إعادة الإعمار في
غزة فريضة شرعية وضرورة اقتصادية"، شارك فيها نخبة
من العلماء والخبراء لبحث الأسس الشرعية والاقتصادية لعمارة الأرض وإعادة بناء المناطق
المنكوبة.
في كلمته، شدد رئيس
الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، علي
القره داغي، على أن "العمران مقصد أساسي
من مقاصد الشريعة الإسلامية وجزء من وظيفة الإنسان كخليفة في الأرض"، موضحاً أن
تحقيق هذا المقصد يتطلب "كفتين أساسيتين": التدين الصحيح الذي يضبط السلوك
ويحمي من الفساد، والعمران الظاهر والباطن الذي يشمل البناء المادي والتنمية العلمية
والابتكار.
وانتقد القره داغي
بشدة الاحتلال الإسرائيلي لما ارتكبه من "فساد شامل ودمار ممنهج في غزة"
شمل البشر والحجر والمستشفيات والمساجد ودور العبادة والبنية التحتية، قائلاً إن ذلك
"يمثل أوسع صور الفساد في الأرض التي توعد القرآن مرتكبيها بأشد العقوبات".
وأضاف أن "غزة
هي الخندق الأول والأخير للأمة في مواجهة المفسدين في الأرض"، داعياً الحكومات
والعلماء وأصحاب الأموال إلى "موقف قوي شامل سياسي واقتصادي وعسكري لوقف العدوان
وإزالة الفساد"، مؤكدا أن إعادة إعمار غزة والبلاد المدمرة الأخرى هو "واجب
شرعي وإنساني" يفرضه القرآن والسنة وواقع الأمة.
من جانبه، أكد عبد
الرحمن يسري، أستاذ الاقتصاد والتمويل الإسلامي، أن "العدل هو الأساس الذي
تقوم عليه عمارة الأرض"، مشيراً إلى أن أي إعمار لا يقوم على استرداد الحقوق وتحقيق
العدالة الاجتماعية يظل ناقصاً، مهما بنيت من مدن أو بنى تحتية، وقال إن "الإنسان
هو الأصل في الإعمار"، وأن مشاريع إعادة بناء غزة يجب أن تنطلق من تمكين الإنسان
الفلسطيني وحماية حقوقه.
واستعرض يسري بعض التصورات
المطروحة لإعادة إعمار القطاع، مشيراً إلى تقديرات تشير إلى أن الخطة قد تمتد لعشر
سنوات بتمويل من مؤسسات مالية دولية ودول خليجية تحت إشراف الأمم المتحدة والبنك الدولي،
لكنه شدد على أن نجاح هذه الجهود مرهون بوقف العدوان ورفع الحصار وتوفير ضمانات دولية
حقيقية، محذراً من أن "المشروعات الإصلاحية والمساعدات كثيراً ما تفشل إذا لم
تتوافر لها بيئة سياسية وأمنية عادلة".
ويذكر أن المؤتمر الدولي
السادس للأكاديمية الأوروبية للتمويل والاقتصاد الإسلامي يعقد يومي 26 و27 إيلول / سبتمبر 2025 بجامعة إسطنبول صباح الدين زعيم،
ويشارك فيه خمسون باحثاً من عشرين دولة لبحث التجارب الإسلامية في إعادة الإعمار والتنمية
المستدامة في مناطق النزاعات والكوارث.