وقع الرئيس الأمريكي دونالد
ترامب، الخميس الماضي، أمراً تنفيذياً يقضي بإتمام صفقة بيع أصول تطبيق
تيك توك الأمريكية إلى اتحاد يضم غالبية مستثمرين أمريكيين، في خطوة نحو
الاستحواذ النهائي، رغم أن العملية لم تكتمل بعد.
وقال ترامب خلال فعالية في المكتب البيضاوي إنه أجرى اتصالاً هاتفياً مع الرئيس
الصيني شي جينبينغ الجمعة الماضية، مؤكداً أن المحادثة كانت "جيدة للغاية"، وأضاف: "تحدثنا عن تيك توك وأمور أخرى، وأعطانا الضوء الأخضر للصفقة".
ووفق نائب الرئيس جيه.دي فانس، تبلغ قيمة الشركة الأمريكية الجديدة حوالي 14 مليار دولار، وهو أول كشف عن السعر الرسمي للتطبيق الشهير لمقاطع الفيديو القصيرة.
كما أشار فانس إلى أن ترامب أجل تنفيذ القانون الذي يحظر التطبيق ما لم يُباع للأجانب حتى 16 كانون الأول/ديسمبر الجاري لاستكمال الإجراءات المطلوبة، مع احتمال الحاجة لموافقات تنظيمية من الحكومتين الأمريكية والصينية.
وأكد ترامب أن التطبيق سيكون "مُدارا أمريكيا بالكامل"، بمشاركة رجال الأعمال مايكل ديل٬ وروبرت مردوخ٬ وعدد من كبار المستثمرين.
وأشار إلى أن تيك توك يمتلك نحو 170 مليون مستخدم في الولايات المتحدة، وهو ما اعتبره أحد العوامل التي ساهمت في فوزه بالانتخابات السابقة، معتبرا أن الحسابات الرسمية على المنصة تعكس أهمية التطبيق في التواصل المباشر مع الجمهور الأمريكي.
خلفيات المستثمرين والارتباط بالاحتلال
ويُثير ملف المستثمرين الجدد مخاوف واسعة تتعلق بإمكانية تقييد المحتوى المناهض للاحتلال الإسرائيلي.
ومن أبرز الأسماء المطروحة روبرت مردوخ وابنه لاكلان، مالكا شبكة فوكس نيوز اليمينية ومجموعة نيوز كورب الإعلامية، إلى جانب مايكل ديل، المرتبط بدعم الجيش الإسرائيلي بالتقنيات والبيانات، ولاري إليسون المدير التنفيذي لشركة أوراكل، المعروف بقربه من ترامب وعلاقاته مع الحكومة الإسرائيلية في مجال التكنولوجيا والبنية التحتية العسكرية.
وقد أوردت تقارير أن الأسماء المذكورة مرتبطة بشكل مباشر أو غير مباشر بمؤسسات تدعم جيش الاحتلال الإسرائيلي، ما يثير القلق من احتمال حجب أو تقييد المحتوى الذي يوثق الانتهاكات الإسرائيلية في غزة منذ تشرين الأول/أكتوبر 2023، وهو أحد الأسباب التي دفعت بعض أعضاء الكونغرس الأمريكي، بمن فيهم الديمقراطي رجا كريشنامورثي والسيناتور الجمهوري جوش هاولي، إلى دعم حظر التطبيق أو الضغط لإدارته تحت سيطرة أمريكية كاملة.
قلق من تأثير السيطرة على الرأي العام
ورغم السيطرة المحتملة على التطبيق، يرى محللون أن تيك توك وحده لن يكون كافياً لقلب اتجاه الرأي العام الأمريكي، خصوصاً بين الشباب.
ووفق مقال للكاتب روس باركان في مجلة نيويورك، فإن قمع المؤثرين المدافعين عن
فلسطين وحذف محتوى الحرب لن يمنع استمرار وصول المعلومات من منصات أخرى مثل يوتيوب وريديت وإكس، مؤكداً أن الأمريكيين دون سن الأربعين أبدوا ميلًا متزايدًا نحو الموقف النقدي من الاحتلال الإسرائيلي، وهو اتجاه يصعب تغييره على المدى القريب.
ويأتي هذا التطور في إطار قانون أمريكي صدر في كانون الثاني/يناير الماضي، يُلزم شركة بايت دانس الصينية ببيع حوالي 80% من أصول تيك توك في الولايات المتحدة لمستثمرين أمريكيين، وإلا سيتم حجب التطبيق، بدعوى حماية بيانات المستخدمين الأمريكيين.
ومنذ عودة ترامب إلى السلطة المفترضة في ولايته الثانية، تم تأجيل تنفيذ الحظر مراراً، تمهيداً للصفقات التي تتيح إبقاء التطبيق تحت إدارة أمريكية مع السيطرة على بيانات المستخدمين.