حول العالم

"إندبندنت" تنشر قائمتها السنوية لأبرز المدافعين عن البيئة

تسجيل مستويات قياسية من الحرارة والجفاف والحرائق حول العالم- جيتي
نشرت صحيفة "إندبندنت" البريطانية قائمتها السنوية الثانية التي تشير إلى أبرز النشطاء والمبتكرين حول العالم في مواجهة التغير المناخي، وذلك بالتزامن مع انعقاد "أسبوع المناخ" في نيويورك.

وتؤكد الصحيفة، أن القائمة لا تهدف إلى ترتيب الأسماء أو مقارنتها، وإنما تكريم الأشخاص والجهات التي ساهمت بجهود ملموسة، سواء عبر مبادرات حديثة لافتة أو التزام طويل الأمد لإيجاد حلول عملية لأزمة المناخ.

وأشارت "إندبندنت" إلى أن نشر القائمة يأتي في وقت يسجل فيه العالم مستويات قياسية من الحرارة، مع تفاقم موجات الجفاف والحرائق والفيضانات في دول عدة، وسط تحذيرات من بلوغ نقاط تحول خطيرة في النظام البيئي العالمي.

وأوضحت أن القائمة شملت أسماء من مجالات مختلفة بينها الفنون والموضة والعلوم والسياسة، إضافة إلى شركات ناشئة ورواد أعمال بيئيين، وتهدف إلى إبراز قصص ملهمة تؤكد أن التحرك ما زال ممكنا لمواجهة آثار التغير المناخي.


وأكدت الصحيفة أن أزمة المناخ تزداد إحكامًا مع تحطيم درجات الحرارة للأرقام القياسية، حيث كشفت الأبحاث أن عام 2024 كان الأعلى حرارة على مستوى العالم بعد رقم قياسي مماثل في 2023، وسجلت المملكة المتحدة هذا العام أحر ربيع وصيف منذ بدء رصد البيانات عام 1884، مع موجات حر متعددة تسببت بالجفاف والحرائق.


وبدوره، أشار وزير الدولة البريطاني لأمن الطاقة وصفر انبعاثات الكربون إد ميليباند، في أول خطاب رسمي له عن حالة المناخ والطبيعة، إلى أبحاث تُظهر أن المملكة المتحدة من أكثر الدول "استنزافًا للطبيعة" في العالم، قائلا: "هذه حقائق غير مريحة ومثيرة للتفكير، ويجب ألا نخطئ: علينا أن نتحرك في مواجهة أزمة المناخ والطبيعة... لأنه لا يوجد قطاع أو جزء من مجتمعنا محصّن من تلك المخاطر".


ولفتت "إندبندنت" إلى اختلاف المواقف خارج بريطانيا، موضحة أن شكوك الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب أدت إلى تراجع المبادرات البيئية، مع ازدياد الاعتماد على الوقود الأحفوري. وأشارت إلى أن فلورida واجهت أسوأ موجة جفاف منذ 24 عامًا أثرت على كامل الولاية، فيما أدت حرائق لوس أنجلوس في كانون الثاني/يناير إلى تشريد آلاف الأشخاص ومقتل المئات.

كما بينت الصحيفة أن حتى الدول الإسكندنافية شهدت موجات حر شديدة هذا الصيف، في وقت يرى فيه العلماء أن الفقدان السريع لجليد البحر في القطب الجنوبي يُسرّع من تفاقم المشكلة نحو "نقطة اللاعودة"، بعواقب عالمية لا يمكن عكسها.

وأكدت أن الصورة قد تبدو قاتمة، لكنها ليست بلا أمل، إذ شدد المذيع البريطاني المخضرم ديفيد أتينبورو في فيلم وثائقي عن المحيطات على قدرة البيئة على تجديد نفسها. وأضافت أن مجموعة من الأشخاص تكرس حياتها لإنقاذ البيئة قبل فوات الأوان وإقناع الآخرين بضرورة تغيير سلوكياتهم، وهؤلاء يشكلون جوهر قائمة "المئة مناخ".


وأوضحت الصحيفة أن القائمة ليست مرتبة حسب الأهمية ولا تقارن بين الأشخاص أو المؤسسات، بل تعترف بالتزامهم ومساهماتهم المختلفة، سواء كانت حديثة وملموسة أو طويلة الأمد. وأشارت إلى أنها طلبت من قرائها ترشيح خمسة "أبطال مجهولين" في العمل المناخي.

وختمت إن نشر القائمة جاء بالتزامن مع "أسبوع المناخ" في نيويورك، الذي تستضيف فيه حدثها الخاص "Climate 100"، متضمنا كلمة رئيسية لغريغ جاكسون مؤسس ومدير شركة "Octopus Energy"، ودعت للتعرف على الشخصيات الملهمة التي تواجه أعظم تحديات كوكب الأرض.