صحافة دولية

تحقيق يكشف أسرار صفقة شرائح "ذكاء اصطناعي" بين عائلتي ترامب وويتكوف مع الإمارات

الصفقة قادها طحنون بن زايد شقيق رئيس الإمارات مع ويتكوف- جيتي
كشفت صحيفة نيويورك تايمز في تحقيق عن صفقات مربحة بين عائلتي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ومبعوثه إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، من جهة، والإمارات من جهة أخرى، تتعلق بالعملات المشفرة والذكاء الاصطناعي.

ويظهر التحقيق أن طحنون بن زايد مستشار الأمن القومي في الإمارات وشقيق رئيسها، وستيف ويتكوف أقاما شراكة تجارية عززت ثروة ترامب.

ولفتت إلى أنه في المقابل أدى الاتفاق بين ويتكوف وطحنون إلى منح الإمارات إمكانية الحصول على أحدث شرائح الذكاء الاصطناعي الأمريكية.

وبحسب التحقيق، قامت إحدى شركات طحنون، باستثمار بمبلغ 2 مليار دولار في شركة عملات رقمية ناشئة اسمها "وورلد ليبرتي فاينانشال World Liberty Financial"، أسسها أفراد من عائلتي ترامب وويتكوف.

علاوة على ذلك، أبرمت صفقة أخرى بعد أسبوعين فقط، سمحت فيها واشنطن لأبو ظبي بشراء مئات آلاف من أحدث شرائح الذكاء الاصطناعي الأمريكية.

وقالت الصحيفة، إن صفقة البيع التي ما تزال معلقة ستتيح "للدولة الصغيرة في الشرق الأوسط الوصول إلى تكنولوجيا يمكن أن تشكل الاقتصاد العالمي، بل وتغير طريقة خوض الحروب".

ويشير التحقيق إلى عدم وجود دليل على صفقة تبادلية، لكن التزامن أثار شبهات تضارب مصالح. ويلفت إلى "تورط مسؤولين وشركات كبرى مثل بينانس في هذه الشبكة المعقدة".

وقالت الصحيفة، هذا الصيف، قام ويتكوف، بزيارة إلى ساحل سردينيا، وهو امتداد للبحر الأبيض المتوسط يعج باليخوت الفاخرة، وعلى متن إحدى تلك السفن الفاخرة، التقى بطحنون الذي يتحكم في 1.5 تريليون دولار من الثروة السيادية الإماراتية.

ولفتت إلى أنه على مدار أشهر قليلة، بات ويتكوف وطحنون، يثريان ترامب وعائلته ودائرته المقربة بحسب تحقيق الصحيفة.

ووجدت الصحيفة، أن الاتفاقيات كانت متشابكة بطرق لم تنشر من قبل، وأنها أثارت مخاوف بشأن تضارب المصالح حتى من قِبل أعضاء إدارة ترامب.

وأشارت إلى أن بعض مسؤولي إدارة ترامب، حاولوا الحد من صفقة الرقائق، لكن تدخلا غير متوقع من المحرضة المحافظة لورا لومر غير ديناميكيات القوة داخل البيت الأبيض لصالح الإمارات.

ةأنكر ممثلو البيت الأبيض وشركة وورلد ليبرتي أي صلة بين الصفقتين، ووصفت متحدثة باسم الإدارة صفقة العملات المشفرة بأنها "لا علاقة لها على الإطلاق بأي عمل حكومي".

صرحت وورلد ليبرتي في أيار/مايو أن ويتكوف سيسحب استثماراته بالكامل من الشركة. وأظهرت وثيقة إفصاح نشرت السبت أنه حتى آبل/أغسطس، لا يزال لديه مصلحة مالية في الشركة، على الرغم من أنها لم تكشف عن قيمتها. صرحت المتحدثة باسم البيت الأبيض في بيان لها أن ويتكوف "لا يزال في طور التخارج".

وقالت الصحيفة، إن ترامب، كان في قلب الصفقتين، وهو رئيس استخدم سلطته لإثراء نفسه بطرق لا سابقة لها في العصر الحديث، على الأقل في الولايات المتحدة. إنها تذكرنا أكثر بعادات الأعمال في الخليج العربي، حيث يختلط كسب المال والحوكمة في أيدي العائلات الحاكمة.


وأشارت الصحيفة إلى أنه "لطالما اتسم طحنون، 56 عاما، بغموض يلفه، بسبب مشكلة في عينه، حيث نادرا ما يرى بدون نظارة شمسية، حتى عند لقائه بقادة العالم".

ولسنوات، شغل طحنون منصب مستشار الأمن القومي لدولة الإمارات، محاطا برفاق من بينهم جاسوس بريطاني سابق ورئيس وزراء لبنان السابق، وتورط في فضيحة تجسس عام 2019، عندما اتضح أن عملاء استأجرتهم الإمارات كانوا يستهدفون نشطاء حقوق الإنسان، بمن فيهم أحمد منصور، الذي اخترقوا جهاز مراقبة أطفاله للتجسس على عائلته.

وبحلول عام 2023، تولى الشيخ طحنون أيضا دورا جديدا، بصفته المنسق الرئيسي وراء الثروة السيادية للعائلة المالكة، مع أكثر من تريليون دولار من الأموال الحكومية تحت تصرفه، عبر شركة G42، وهي مؤسسة مترامية الأطراف يتحكم بها شخصيا باستخدام الذكاء الاصطناعي، وتقوم بالأعمال والمشاريع المتطورة في علم الجينات والحوسبة السحابية.

ولكن مع تزايد انتشار تقنيات الذكاء الاصطناعي، اتضح أن مجموعة G42 تفتقر إلى أداة بالغة الأهمية: أقوى شرائح حاسوب في العالم. وصممت هذه التقنية بشكل أساسي من قبل شركات أمريكية، وخاصة شركة Nvidia. وكانت سياسات التصدير الأمريكية قد حدت من مبيعاتها إلى دول أجنبية معينة لمنع إساءة استخدام هذه التقنية.

وتواصل طحنون مع البيت الأبيض في عهد بايدن، سعيا للحصول على هذه الشرائح. وشمل التواصل اجتماعا رفيع المستوى مع جينا رايموندو، وزيرة التجارة في عهد الرئيس جوزيف بايدن، على متن يخت الشيخ الفاخر، وفقا لمسؤولين أمريكيين سابقين.

وكانت شركة Nvidia متحمسة لبيع منتجاتها في سوق جديدة، لكن مسؤولي الأمن القومي في إدارة بايدن وبعض مسؤولي الاستخبارات الأمريكية ساورتهم شكوك جدية.

وقالت الصحيفة إن الإمارات أجرت تدريبات مشتركة مع الجيش الصيني، وأقامت شركة طحنون شراكات واسعة مع شركات تكنولوجية صينية، ولذلك شعر الأمريكيون بالقلق، ويومها وكيل وزارة التجارة في عهد بايدن آلان ستيفنز، أخبر طحنون أنه لا يمكن مشاركة التكنولوجيا بين أمريكا والصين، وقال له بالتحديد: "عليك أن تختار".