أثار استهداف
الاحتلال الإسرائيلي الأخير لقيادات وفد التفاوض التابع لحركة المقاومة الإسلامية
"
حماس" داخل الأراضي
القطرية، جدلاً واسعًا حول مستقبل وجود الحركة في المنطقة،
في وقت تتجه فيه أنظار المتابعين إلى احتمالية انتقال بعض قادتها نحو دول أخرى، من
بينها
المغرب، الذي سبق أن استقبل وفودا من الحركة الفلسطينية في مناسبات سابقة.
واعتبر المحلل السياسي
سعيد بركنان خلال تصريح لــ"
هسبريس" المغربي أن العملية الأخيرة تكشف عن
"مشروع عالمي" يسعى إلى إنهاء وجود التنظيمات المسلحة خارج إطار الدول، والمحيطة
بالاحتلال الإسرائيلي.
وأوضح أن هذا التوجه
ليس جديدًا، بل يظهر في نماذج مختلفة: "روسيا أنهت مجموعة فاغنر ودمجت القوات
في سوريا داخل الدولة، وفي المنطقة يجري العمل على تصفية حزب الله عسكريًا، وحاليًا
يستهدف الاحتلال الإسرائيلي قيادة حماس عبر
اغتيالات فردية".
وشدد بركنان شدد على
أن المغرب، شأنه شأن دول عربية أخرى، من غير المرجح أن يقدم على احتضان قادة الحركة،
معتبرًا أن "الاحتمال الأقوى هو توجههم نحو إيران".
في المقابل، يرى أوس
الرمال، رئيس حركة التوحيد والإصلاح، أن تاريخ العمليات الإسرائيلية ضد القيادات الفلسطينية
يجعل كل الاحتمالات قائمة. وقال في تصريحه للصحفية المغربية "إسرائيل سبق أن اغتالت
أبو جهاد في تونس سنة 1988 رغم الضمانات، واليوم لا شيء يردعها عن استهداف قادة حماس
في أي بلد"، مشيرا إلى أن استقبال المغرب لوفود الحركة في السابق جرى في ظروف
سياسية مغايرة، مؤكدًا أن "أي قرار حالي بهذا الشأن لا يمكن أن يتخذ إلا في أعلى
مستويات القيادة المغربية".
وتأتي التصريحات
مع تصعيد للاحتلال الإسرائيلي وكذلك تصريحات قوية قوية لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو،
الذي خاطب قطر ودولاً أخرى قائلاً: "إما أن تطردوا الإرهابيين أو تحاكموهم، وإذا
لم تفعلوا سنتكفل نحن بالأمر". كلمات رأى مراقبون أنها تعكس دعمًا أمريكيًا غير
مشروط لسياسات تل أبيب، ما يجعل استضافة قيادات حماس اليوم خطوة محفوفة بالمخاطر لأي
دولة عربية.
ويذكر أن نسيان /
إبريل الماضي رفضت السلطات المغربية منح وفد من حركة حماس تأشيرة الدخول حيث صرح الأمين
العام لحزب العدالة والتنمية المغربي عبد الإله بن كيران بأن الوفد لم يحصل على تأشيرة
لدخول المغرب، بعد أن كان مقررا أن يحضر افتتاح المؤتمر الوطني التاسع للحزب.