أعاد
مشروع رياضي غير
تقليدي، يحمل اسم "الألعاب المحسّنة"
(Enhanced Games)،
الجدل القديم حول
تعاطي المنشطات في الرياضة إلى الواجهة، بعدما أعلن القائمون عليه
تنظيم دورة متعددة المنافسات في مدينة
لاس فيغاس الأمريكية في أيار/ مايو 2026، تسمح
للرياضيين باستخدام العقاقير والمنشطات دون أي قيود أو اختبارات كشف.
وتحظى الفكرة يقودها
رجل الأعمال الأسترالي آرون دي سوزا، الذي يرى أن للرياضيين الحق الكامل في اتخاذ قراراتهم
بشأن أجسادهم، بعيدا عن القواعد التقليدية التي تفرضها الاتحادات الدولية المشروع بدعم
صندوق استثماري يضم شخصيات بارزة مثل دونالد ترامب الابن ورائد الأعمال الملياردير
بيتر ثيل، فيما تصل قيمة الجوائز المالية المعروضة إلى مليون دولار، فضلًا عن مكافآت
إضافية لمن يحطم أرقامًا قياسية عالمية.
ومن أبرز الأسماء التي
أعلنت مشاركتها بالفعل، السباح البريطاني بن براود، المتوج بميداليات في بطولات العالم
والألعاب الأولمبية، ليصبح أول رياضي من المملكة المتحدة ينضم رسميًا إلى "الألعاب
المحسّنة". براود صرّح لهيئة الإذاعة البريطانية" بي بي سي" قائلاً:
"قد يستغرق الأمر أكثر من عشر سنوات من البطولات العالمية لتحقيق عائد مالي يوازي
ما سأكسبه هنا من مشاركة واحدة".
لكن المشروع يواجه
عاصفة من الانتقادات، فقد وصف رئيس الاتحاد الدولي لألعاب القوى سيباستيان كو المشاركة
بأنها "تصرف أحمق"، مؤكداً أن أي رياضي ينخرط فيها قد يتعرض لعقوبات قاسية
تصل إلى الحظر الطويل الأمد. أما الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات (WADA) فقد اعتبرت الحدث "خطيرًا وغير مسؤول"، محذّرة من تهديده لمبدأ
النزاهة وتكافؤ الفرص، وكذلك من مخاطره الصحية على الرياضيين.
وفي بريطانيا، عبرت
مؤسسة أكواتيكس جي بي عن "خيبة أملها العميقة" من قرار براود، وأكدت تمسّكها
بقيم الرياضة النظيفة. كما أعلنت هيئة UK Sport أنها تراجع بشكل عاجل مدى أهلية السباح للحصول
على التمويل العام بعد خطوته المثيرة للجدل.
من جهته، أقر براود
بالمخاطر الصحية قائلاً: "هناك وصمة مرتبطة بهذه المواد، لكن لا أحد يُجبر على
تناولها. المشاركة قرار شخصي بالكامل". بينما يؤكد المنظمون أن الرياضيين سيخضعون
لفحوصات طبية شاملة قبل المنافسات، مع وعود بمكافآت مالية "من الدرجة الأولى"
وتقدير يوازي حجم المخاطرة.
وبينما يرى مؤيدو المشروع
أنه قد يفتح الباب أمام "تحطيم الأرقام القياسية بلا قيود"، يعتبره منتقدوه
"خطوة تجارية بحتة" قد تشرعن تعاطي المنشطات وتضرب مفهوم الرياضة العادلة
في الصميم. ومع اقتراب موعد الإطلاق، يبقى السؤال الأهم: هل ستنجح "الألعاب المحسّنة"
في فرض نفسها كواقع رياضي جديد، أم ستبقى مجرد تجربة مثيرة للجدل محكومة