ازدادت ثقة
الأجهزة الأمنية الإسرائيلية بعدم مقتل أيٍّ من كبار الشخصيات المستهدفة في أعقاب
محاولة اغتيال قادة حماس في وقت سابق من هذا الأسبوع، وتشير التقديرات إلى أن
اثنين منهم ربما أصيبا، لكن حياتهما ليست في خطر، ما قد يفسر غيابهما عن الظهور
العلني في الأيام الأخيرة.
مراسل قناة "نيوز
١٢" العبرية، يارون أبراهام، قال أن:" الصاروخ الذي أُطلق على المجمع
أصاب جزءًا من المبنى، بينما كان كبار المسؤولين المستهدفين في جناح آخر. ورغم
إصابتهم جراء الانفجار، إلا أنه لم يُسفر عن وفاتهم".
وأضاف أبراهام
أنه من المحتمل ألا يكون كبار المسؤولين موجودين في المبنى وقتها، وحسب قوله،
يُشير بعض أفراد أمن حماس إلى أن هذا أمرٌ روتيني، إذ يُغيّر كبار المسؤولين
مواقعهم باستمرار، ولا يُستبعد احتمال تلقيهم تحذيرًا مُسبقًا دفعهم إلى مغادرة
المكان.
هذا يعني أن
كبار المسؤولين، الذين شنت إسرائيل هجومًا، لم يكونوا في الشقة إطلاقًا، بل كانوا
حراس أمن وضباطًا من الرتب الدنيا وأفرادًا من عائلاتهم فقط، والتفسير المُقترح هو
أن كبار قادة حماس تلقوا بلاغًا تحذيريًا مسبقًا.
بعد تصريحات
أبراهام، قدّم المراسل ألموغ بوكر تفاصيل الهجوم، كاشفًا أن مسؤولي الاستخبارات
الإسرائيلية كانوا يراقبون المبنى الذي تعرّض للهجوم منذ عام ٢٠١٤، وأشار أيضًا
إلى أنه منذ لحظة الهجوم، اختبأ جميع المستهدفين، وهم شخصيات بارزة في حماس، تحت
الأرض وانقطع اتصالهم بالعالم الخارجي، ثم تناول رد
قطر على الهجوم، مستشهدًا بمصدر أمني قال: "قطر تؤكد بالفعل أنها لن تتخلى عن
المفاوضات، ومسؤولو حماس لا يستبعدون العودة إلى المحادثات.
صحيفة
يديعوت
أحرنوت، أشارت إلى أن إسرائيل أطلقت صواريخ بعيدة المدى من البحر الأحمر باتجاه
الدوحة، في عملية لم يعد من الممكن إيقافها رغم رصد أنظمة الأقمار الصناعية
الأمريكية تلك الصواريخ والطائرات.
وكشفت صحيفة
وول ستريت جورنال في اقرير ها، أن الهدف من هذا المخطط، هو تمكين الرد السريع
وحرمان الولايات المتحدة من أي قدرة حقيقية على المقاومة في الوقت الفعلي، حيث توجهت
ثماني طائرات إف-15 وأربع طائرات إف-35 إلى البحر الأحمر، وأطلقت منها صواريخ
باليستية بعيدة المدى، مرت عبر المملكة العربية السعودية في طريقها إلى الدوحة.
وفقًا
للتقرير، أبلغت إسرائيل الجيش الأمريكي قبل دقائق فقط من الهجوم، دون تقديم
معلومات دقيقة عن الأهداف، إلا أن الإشارات الحرارية التي رصدتها الأقمار الصناعية
الأمريكية أدركت بأن الدوحة هي الهدف، ولكن في هذه المرحلة لم يعد من الممكن إيقاف
الهجوم، ونُقلت عن مصدر أمني أمريكي وصفه العملية بأنها "غير واردة بتاتًا".
وذكرت صحيفة
وول ستريت جورنال أيضًا أن طائرات إسرائيلية أطلقت أكثر من عشرة صواريخ على مكاتب
حماس في الدوحة من خارج المجال الجوي القطري، وتبلغ المسافة من تل أبيب إلى الدوحة
أكثر من 1800 كيلومتر، لكن كان بإمكان الطائرات الاقتراب بما يكفي لإطلاق صواريخ
موجهة بعيدة المدى.
أما صحيفة
واشنطن بوست، ونقلاً عن مصادر إسرائيلية، فأن الموساد عارض خطوة تصفية شخصيات
بارزة في
حماس في قطر، وبحسب الصحيفة، تردد رئيس الموساد، دادي برنياع، في تنفيذ
الخطة عبر عملاء ميدانيين، خوفاً من أن يؤثر ذلك سلباً على علاقة الموساد بقطر،
التي كانت وسيطاً رئيسياً للمفاوضات بين إسرائيل وحماس.
وتضيف الصحيفة العبرية، أن باحثين ومحللين في
إسرائيل، حذّروا من أن هذه الخطوة تُعزز التصور الإقليمي بأن إسرائيل تتصرف
كـ"دولة مارقة"، وفي الولايات المتحدة، أكّدوا أن الهجوم قد يُضرّ بجهود
إنشاء منظومة دفاع جوي مشتركة مع الدول العربية ضد إيران، لا سيما بالنظر إلى
الموقع المركزي لقطر، التي تستضيف آلاف الجنود الأمريكيين في قاعدة العديد، أي قد
تعرض مكانتها كشريك رئيسي للخطر.
بدوره، رأى مصدر قيادي في حركة حماس أن صوابية الإجراءات وترتيبات منظومة الأمن الحركية والقطرية سبب رئيسي في فشل محاولة الاغتيال التي نفذتها إسرائيل في الدوحة، ونفى المصدر تلقي أي مساعدة معلوماتية من أي جهة خارجية بخصوص الهجوم في الدوحة، قائلا:" العدو عجز عن إحداث أي خرق بشري أو تقني في طاقم الحماية الأمني الحركي والقطري".