سياسة عربية

إثيوبيا تدشن سد النهضة بعد 14 عاما وسط خلاف مع مصر والسودان

تشييد السد بدأ في عام 2011 بتكلفة تقدر بنحو 4.2 مليار دولار - جيتي
افتتح رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، الثلاثاء، مشروع سد "النهضة" على النيل الأزرق، بعد مسيرة إنشائية استمرت ما يقارب 14 عاما من التشييد والجدل السياسي، وسط خلافات حادة مع مصر والسودان حول ملء السد وتشغيله.

وذكرت وكالة الأنباء الإثيوبية الرسمية أن آبي أحمد أشرف على مراسم الافتتاح التي أقيمت بحضور عدد من القادة الأفارقة، من بينهم رئيس جيبوتي إسماعيل عمر جيله، ورئيس جنوب السودان سلفا كير ميارديت، والرئيس الصومالي حسن شيخ محمود، بالإضافة إلى رئيس كينيا وليام روتو.

وأكد آبي أحمد في كلمة ألقاها بالمناسبة أن السد يمثل "نصرا تاريخيا للشعب الإثيوبي"، مشيرا إلى أن المشروع لم يكن سهلا في ظل التحديات الداخلية والضغوط الخارجية، لكنه "أصبح واقعا يرمز لسيادة إثيوبيا وإرادة أبنائها في التنمية".

وقالت الوكالة في تقريرها: "على عكس العديد من المشاريع الإفريقية الكبرى التي تعتمد على الديون الخارجية، مُوِّل سد النهضة بالكامل تقريبًا من قِبل الشعب الإثيوبي".

ومن ناحية أخري احتفل الإثيوبيون من مختلف بافتتاح سد النهضة الإثيوبي الكبير، عقب الإعلان عن حفل الافتتاح، حيث خرج الإثيوبيون في جميع أنحاء البلاد إلى الشوارع للتعبير عن فرحتهم.




غياب مصري وسوداني
ورغم إعلان آبي أحمد مسبقًا عن توجيه دعوة رسمية إلى مصر والسودان لحضور الافتتاح، غاب ممثلو البلدين عن الحفل، ويعكس هذا الغياب استمرار الخلافات بين الأطراف الثلاثة بشأن قواعد الملء والتشغيل، وهي القضايا التي فشلت جولات التفاوض المتعددة برعاية الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة في حلها.

وترى مصر أن السد يشكل تهديدا مباشرا لأمنها المائي، إذ تعتمد بنسبة تزيد عن 95 بالمئة على مياه النيل، وفي المقابل، تؤكد إثيوبيا أن السد مشروع تنموي سيولد أكثر من 5 آلاف ميغاواط من الكهرباء، ما يساهم في دعم الاقتصاد المحلي وتوفير الطاقة لدول الجوار، أما السودان، فبينما يأمل في الاستفادة من تنظيم تدفق المياه وتقليل الفيضانات، فإنه يخشى من التأثيرات المحتملة على سدوده وأمنه المائي.

مشروع مثير للجدل
بدأ تشييد السد في عام 2011 بتكلفة تقدر بنحو 4.2 مليار دولار، ليكون أضخم مشروع مائي في القارة الإفريقية، وقد تم خلال السنوات الماضية تنفيذ مراحل متتابعة من الملء، رغم اعتراضات القاهرة والخرطوم، وأكدت أديس أبابا أنها التزمت بالملء الرابع والأخير العام الماضي، ما مهد الطريق أمام التشغيل الكامل للسد.