أعلن تحالف
السودان التأسيسي التابع لقوات
الدعم السريع، الثلاثاء، مسؤوليته عن سلسلة هجمات جوية استهدفت مواقع حيوية في العاصمة
الخرطوم خلال الساعات الأولى من الصباح، بينها مصفاة نفط ومحطة كهرباء ومنشآت عسكرية.
وأوضح التحالف في بيان أن "الضربات الجوية الدقيقة والناجحة" التي نفذها سلاحه الجوي جاءت "ردا مباشرا على الاستهداف الإجرامي للمستشفيات والمنشآت المدنية في ولايتي دارفور وكردفان، بما في ذلك مدينة نيالا".
شنّت طائرات مسيّرة، فجر الثلاثاء، غارات استهدفت عدة مواقع استراتيجية في الخرطوم، بينها مصفاة للنفط ومحطة لتوليد الكهرباء ومصنع للأسلحة، وفق ما أفاد شهود عيان ومصادر محلية لوكالة فرانس برس.
ووقعت الضربات قرابة الخامسة صباحا، وطالت مجمع اليرموك للصناعات العسكرية شمال العاصمة، إلى جانب مصفاة الخرطوم ومحطة كهرباء المرخيات، وانتشرت صور على شبكات التواصل الاجتماعي أظهرت مواقع الانفجارات.
من جهته، قال مصدر عسكري للوكالة، طلب عدم الكشف عن اسمه، إن الهجمات شملت أيضا قاعدة وادي سيدنا الجوية، وتأتي هذه التطورات في مناطق تخضع لسيطرة الجيش منذ أيار/مايو الماضي.
وذكرت وسائل إعلام محلية، أن الهجوم على محطة كهرباء المرخيات أدى إلى تدمير عدد من المحولات الرئيسية، ما تسبب بانقطاع واسع للتيار الكهربائي في مناطق كبيرة من أم درمان وأجزاء متفرقة من مدن ولاية نهر النيل شمال السودان، في وقت تتواصل فيه المواجهات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
ويشهد السودان تصعيدا خطيرا في حرب الطائرات المسيّرة بين الجيش وقوات الدعم السريع، حيث تحولت المواجهات إلى مستوى أكثر عنفا عقب فترة من الهدوء النسبي خلال الأشهر الماضية.
وتشير بيانات الأمم المتحدة إلى أن الحرب المستمرة في السودان منذ نيسان/أبريل 2023 أسفرت عن مقتل أكثر من 20 ألف شخص وتشريد ولجوء نحو 15 مليوناً، في حين قدّرت تقارير صحافية أميركية العدد الفعلي للضحايا بنحو 130 ألف قتيل، ما يجعل الصراع من أخطر الأزمات الإنسانية الراهنة في العالم.
وأعلنت بعثة الأمم المتحدة لتقصي الحقائق، الجمعة، أن قوات الدعم السريع شبه العسكرية في السودان ارتكبت جرائم متعددة ضد الإنسانية خلال حصارها لمدينة
الفاشر في إقليم دارفور بغرب البلاد، في سياق الحرب الأهلية التي دخلت عامها الثالث.
وأوضح التقرير أن كلا من الجيش السوداني وقوات الدعم السريع تورطا في فظائع واسعة النطاق تصل إلى جرائم حرب، شملت عمليات قتل متعمد وعنف جنسي وعنف على أساس النوع، إلى جانب نهب وتدمير سبل العيش، وصولاً في بعض الحالات إلى حد الاضطهاد والإبادة.