نشرت صحيفة "معاريف" تقريراً قالت فيه إن المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية، علي خامنئي، يصر على أن التوصل إلى أي اتفاق مع الولايات المتحدة أو إسرائيل أمر "مستحيل"، في حين يواصل الرئيس السابق حسن
روحاني الدعوة إلى خفض التوترات مع واشنطن والدخول في اتفاقات مع الغرب، مؤكداً أن "
إيران يجب أن تعزز علاقاتها مع العالم".
وبحسب ما ذكرت صحيفة "معاريف"، فإنه وبالتوازي مع تقارير تشير إلى تجاهل البيت الأبيض لطلبات إيران باستئناف المفاوضات، جدد الرئيس الإيراني السابق حسن روحاني، الرئيس الحادي عشر والثاني عشر للبلاد، دعوته إلى خفض التوتر مع الولايات المتحدة ومواصلة المفاوضات مع الغرب، وذلك وفقاً لتقرير قناة إيران الدولية.
وأعتبرت الصحيفة أن روحاني من الشخصيات المرشحة لقيادة الثورة في إيران، والتي ستؤدي إلى سقوط النظام وتغيير مسار الجمهورية، مشيرة إلى أنه كان سابقًا أحد كبار المفاوضين النوويين، ووُقّع الاتفاق النووي خلال فترة رئاسته، ووصفت روحاني بأنه أصبح مصدر القلق الأكبر للحرس الثوري بعدما كان رئيسا في عهد خامنئي.
وأوضحت أن روحاني قال لمستشاريه العام الماضي: "إذا استطعنا تقليص علاقاتنا مع أوروبا وجيراننا، الشرق والغرب، وحتى التوترات مع أمريكا، إذا كان ذلك يخدم مصالحنا، فما المانع من ذلك؟ لا، لا مشكلة، إنه ضروري وواجب علينا".
وأضاف روحاني: "علينا أن نعزز علاقاتنا مع العالم، ونتحاور مع أي طرف يبدي استعداداً للتفاوض، إذا كان ذلك يحقق مصلحة البلاد ويحمي المصالح الوطنية والأمن القومي".
وتطرق روحاني إلى تبادل الهجمات بين إيران وإسرائيل، حتى قبل عملية "الأسد الصاعد"، مشيراً إلى أن "لإسرائيل حساباتها الخاصة، وإذا لم ترغب أمريكا في ذلك، فلا بأس".
وناقش روحاني قبل نحو أسبوعين مع مستشاريه تطورات الوضع بعد العملية، ووصف المفاوضات مع الولايات المتحدة بأنها "ضرورية وملزمة".
ورأى روحاني أن ضمان بقاء إيران وازدهارها يستدعي من الحكام "العودة إلى الشعب وفتح المجال أمام إصلاحات هيكلية تستند إلى صوته" قبل فوات الأوان.
ودعا روحاني مستشاريه إلى إعداد "استراتيجية وطنية جديدة" تقوم على إرادة الشعب وتركز على تنمية إيران وتعزيز مكانتها، محذراً من أن تجاهل هذه الخطوات قد يدفع البلاد إلى مزيد من خطر الحرب، وذلك وفقاً للتقارير أشارت اليها الصحيفة.
ونقلت معاريف عن تقرير قناة "إيران إنترناشيونال"، إن تركيز روحاني على المفاوضات مع الولايات المتحدة يأتي في وقت كشف فيه نائب وزير الخارجية، مجيد تخت روانجي، خلال اجتماع خاص مع مسؤولين في وسائل إعلام مطبوعة وإلكترونية، أن البيت الأبيض يتجاهل رسائل
طهران بشأن استئناف المفاوضات.
كما أفادت صحيفة "معاريف" بأن المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية، علي خامنئي، هاجم مؤيدي المفاوضات المباشرة مع الولايات المتحدة، مؤكداً أن "المشكلة الأساسية المتمثلة في عداء أمريكا" لقضايا مثل المفاوضات المباشرة "غير قابلة للحل".
وأضاف خامنئي أن "المؤسسات الصهيونية" و"المؤسسات الأمريكية" تسعى إلى "إثارة الفتنة بين الناس وتعدد الأصوات والانقسام في البلاد".
وأشارت الصحيفة إلى أن جبهة الإصلاح، وقبل تصريحات خامنئي، ركزت على معاناة الشعب الإيراني في ظل "حالة من اليأس والقلق"، مؤكدة ضرورة اتخاذ خطوات مثل التعليق الطوعي لبرنامج تخصيب اليورانيوم والانفتاح النسبي على المستويين السياسي والاقتصادي.
وختمت صحيفة "معاريف" تقريرها بأن هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة للجمهورية الإسلامية، وبما ينسجم مع مواقف خامنئي، أعلنت أن "أي نوع من الانقسام والخلاف" حول الوضع الراهن في البلاد يُعد "بلا شك لعبة في ملعب إسرائيل وأمريكا".
وتكشف المواقف المتعارضة بين روحاني الذي يدعو إلى الانفتاح وخفض التوتر مع الغرب، وخامنئي الذي يتمسك بخطاب المواجهة ورفض التفاوض مع واشنطن، عن انقسام داخلي عميق في إيران، وسط تساؤلات حول مستقبل النظام وقدرته على مواجهة الضغوط الداخلية والخارجية المتزايدة.