تداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو، يتحدث فيه الناطق العسكري لكتائب
القسام، "
أبو عبيدة" في خطاب سابق عن أثر استشهاد قادة المقاومة.
وقال "أبو عبيدة" إن استشهاد القادة في المعركة لا يضعف معنويات المقاتلين كما يظن الاحتلال، بل يعزز صمودهم ويرسخ قناعاتهم بأن دماء قادتهم طريقٌ للنصر.
وأضاف: "لقد كان لرحيل قائد من قادتنا وقع مغاير تماماً لما سعى إليه العدو، إذ اعتبره المجاهدون علامة خير وبشارة انتصار، وقدوة ملهمة على درب الجهاد والمقاومة. وهذا هو سر قوتنا وعنفوان مقاتلينا بفضل الله وتأييده."
وأشاد أبو عبيدة بالقائد الشهيد محمد
الضيف "أبو خالد"، وبإخوانه من القادة والمجاهدين الذين ارتقوا، قائلاً إن دماءهم الزكية ستكون وبالاً على الاحتلال حتى زواله عن أرض
فلسطين ومقدساتها. وختم: "إنه لجهاد نصر أو استشهاد، ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين."
وزعم وزير حرب جيش الاحتلال الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، الأحد، أن جيش الاحتلال وجهاز "الشاباك" نجحا في اغتيال أبو عبيدة خلال قصف جوي استهدف مدينة غزة، واصفاً العملية بـ"الإعدام المثالي"، ومتوعداً بالمزيد من عمليات الاغتيال ضد قادة
حماس.
لكن رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، أبدى حذراً في تأكيد النتيجة، قائلاً: "ما زلنا لا نعرف النتيجة النهائية، وآمل أنه لم يعد معنا." وأضاف في جلسة حكومية: "إعلان حماس عن اغتيال أبو عبيدة تأخر"، في إشارة إلى قناعته بنجاح العملية.
من جانبها، أفادت قناة "كان" العبرية بأن الجيش استهدف "قيادياً مركزياً في حركة حماس" بالتعاون مع "الشاباك"، فيما كشف موقع "واللا" أن قادة الاحتلال يعيشون حالة ترقب بعد استهداف بناية سكنية بمحيط ملعب فلسطين في حي الرمال، حيث ما زال العديد من الشهداء تحت الأنقاض وفق ما أكد الدفاع المدني الفلسطيني.
وتصف وسائل الإعلام الإسرائيلية أبو عبيدة بأنه ثاني أقوى شخصية في حماس، والعقل المدبر لحربها النفسية منذ عملية "طوفان الأقصى".
وبرز لأول مرة عام 2002 كقائد ميداني، قبل أن يتولى منصب الناطق الرسمي باسم القسام بعد الانسحاب الإسرائيلي من غزة عام 2005.
وكان أول ظهور علني له عام 2006 حين تلا بياناً عسكرياً بعد عملية أسر الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط شرق رفح. ومنذ ذلك الحين، أصبح الواجهة الإعلامية للكتائب، ملتزماً بظهور عسكري مقنع بوجه مغطى بكوفية حمراء، وبخطاب موحّد عبر رسائل صوتية ومرئية.
وتكررت محاولات الاحتلال لاغتياله خلال حروبه المتعاقبة على غزة في أعوام 2008 و2012 و2014، وصولاً إلى معركة "طوفان الأقصى" التي اندلعت في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، حيث كثفت تل أبيب استهدافها له، دون أن تؤكد أي من محاولاتها السابقة نجاحها.