سياسة عربية

المرصد الأورومتوسطي: قصف مجمع ناصر مصيدة محسوبة وليس عملًا عشوائيًا

تنديد عربي ودولي بمجزرة مجمع ناصر بغزة ومطالبات بمحاسبة إسرائيل - أكس
اتسعت دائرة الإدانات الدولية لاستهداف جيش الاحتلال الإسرائيلي مجمع ناصر الطبي في خان يونس، والذي أسفر عن استشهاد ما لا يقل عن 20 فلسطينيا بينهم 4 من العاملين في القطاع الطبي و5 صحفيين، وسط دعوات للتحقيق الفوري ومحاسبة إسرائيل على ما وُصف بـ"جريمة حرب".


فبعد كندا والصين اللتان أعربتا عن فزعهما إزاء استهداف المجمع الطبي، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن هذا القصف "غير مقبول بتاتًا"، مشددا على أن "تجويع شعب بأكمله جريمة يجب أن تتوقف فورا، وفي الموقف ذاته، أعرب وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي عن شعوره بـ"الفزع"، مطالبا بوقف إطلاق النار وحماية المدنيين والصحفيين, أما ألمانيا، فأكدت أنها "مصدومة" من مقتل صحفيين ومسعفين، ودعت إلى تحقيق فوري وإتاحة دخول الإعلام الأجنبي المستقل إلى غزة.

المستشفيات ليست هدفًا
على الصعيد الأممي، قالت الأمم المتحدة إن "المستشفيات ليست هدف", فيما دعا الأمين العام للمنظمة، أنطونيو غوتيريش إلى تحقيق "فوري ونزيه"، في حين قالت المتحدثة باسم مفوضية حقوق الإنسان إن:" قتل الصحفيين يجب أن يشكل صدمة للعالم ويدفع إلى المحاسبة".


وفي السياق ذاته، أكد مدير منظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، أن الهجمات على مؤسسات الرعاية الصحية تفاقم معاناة سكان غزة الذين "يتضورون جوعا"، بالمقابل، وصف المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، فيليب لازاريني، القصف بأنه محاولة "لإسكات الأصوات الأخيرة التي توثّق موت الأطفال بصمت وسط المجاعة"، منتقدا "التقاعس الدولي الصادم.

جريمة مركّبة لمصيدة محسوبة
أما المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، فقد قال إنَّ: "الغارة التي شنّها الجيش الإسرائيلي، على مجمع ناصر الطبي في خانيونس لم تكن عشوائية، بل نُفّذت بتوجيه استخباري دقيق بهدف قتل الطواقم الصحفية والطبية"، حيث وثَّق فريق الأورومتوسطي الميداني رصد تحليق مسيّرة إسرائيلية على ارتفاع منخفض جدًا في سماء مجمع ناصر الطبي قبل استهداف المكان، وهو ما مكن الجيش من الحصول على معلومات تفصيلية حول طبيعة المكان وهوية الضحايا.


وأوضح أنَّ هذا النمط لا يشكّل حادثًا منفردًا بل سياسة إسرائيلية متكرّرة وموثّقة في مواقع متعددة خلال الإبادة الجماعية. وشدد الأورومتوسطي على أنَّ ما جرى جريمة متعدّدة الأركان؛ إذ استهدف الجيش مرفقًا طبيًا محميًا، وقتل طبيبًا وصحفيين أثناء أداء مهامهم، واستهدف مرضى خلال محاولات إسعافهم، وقتل وأصاب عناصر من الدفاع المدني أثناء قيامهم بواجب الإنقاذ.


ويوم الاثنين ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي مجزرة مروعة على الهواء مباشرة، بعد أن قصفت مبنى الطوارئ في مجمع ناصر الطبي وسط مدينة خانيونس، وتعمدت قوات الاحتلال قصف مبنى الطوارئ مرتين متتاليتين، رغم الاكتظاظ في المكان وعمليات الإخلاء التي تنفذها الطواقم الطبية للمصابين في الاستهداف الأول، ما تسبب في ارتفاع حصيلة الشهداء والجرحى.




جنود شاركوا بالمجزرة ..."تمت بأمر من القيادة العليا"
من جهتها, أفادت قناة عبرية، أن جنودا إسرائيليين شاركوا بمجزرة مستشفى ناصر جنوب قطاع غزة، حيث أقروا بأن الهجوم تمت المصادقة عليه من قبل القيادة العسكرية العليا، وقالت القناة 14 العبرية: "من خلال فحصنا لتفاصيل الهجوم على مستشفى ناصر، يتضح جليا أن مقاتلينا تصرفوا كما هو مطلوب منهم.


وتأتي هذه المجزرة بعد أيام من اغتيال الاحتلال صحفيي الجزيرة أنس الشريف ومحمد قريقع، لتضاف إلى حصيلة متصاعدة من الجرائم الإسرائيلية منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، والتي خلّفت حتى الآن أكثر من 62 ألف شهيد و158 ألف جريح، معظمهم من النساء والأطفال، إضافة إلى آلاف المفقودين ومجاعة أودت بحياة المئات, وبحسب وزارة الصحة في غزة، ارتفعت حصيلة الشهداء الصحفيين إلى 246 صحفيا.