حول العالم

جدل في فرنسا بعد منع 150 طفلا إسرائيليا من دخول حديقة

البيانات الرسمية الفرنسية تُدرج 1.570 حادثة العام الماضي تحت بند "معاداة للسامية"- إكس
أثار حادث منع نحو 150 طفلا إسرائيليا من دخول "بارك تيروبول" في منطقة البيرينيه جنوب فرنسا، جدلاً واسعاً، بعدما وُجهت اتهامات لمدير الحديقة بالتصرف بدوافع "معادية لإسرائيل".

وبحسب تقارير إعلامية فرنسية، فقد اعتقل مدير الحديقة فلوران شولاك (52 عاماً) بعدما قال إنه رفض السماح بدخول المجموعة الإسرائيلية "بسبب مبادئه الشخصية"، لكن شولاك نفى خلال التحقيق هذه الاتهامات، مؤكداً أن السبب يعود إلى "تجربة سيئة" مع زوار إسرائيليين العام الماضي، حيث لم يلتزموا بتعليمات السلامة بسبب "فجوات لغوية.


وفي المقابل، نشرت إدارة الحديقة على صفحتها في "فيسبوك" أن الإغلاق الذي حال دون دخول الأطفال كان نتيجة "فحوصات سلامة بعد العاصفة"، فيما أكد موظفون أن القرار كان احترازياً بسبب الطقس السيئ وليس له علاقة بالسياسة أو الدين، ونقلت صحيفة "لو باريزيان" الفرنسية خبرا مفاده، أن المنتجع سيغلق عقب العاصفة الشديدة لإجراء فحص كامل لمرافقه وهو فحص ضروري لضمان سلامة الوافدين.


وبينما تستمر التحقيقات مع صاحب المنتزه، أشارت الصحف المحلية إلى أنه لا يملك أي سوابق او سجل جنائي، وأنه نفى التهم الموجهة إليه خلال التحقيق، والتي تتعلق بـ"التمييز الديني في تقديم خدمة أو منتج"، وهي جريمة يعاقب عليها القانون الفرنسي بالسجن لمدة تصل إلى ثلاث سنوات.

وأثارت الحادثة ردود فعل رسمية، إذ دان وزير الداخلية الفرنسي برونو روتايو ما جرى، مؤكداً أن مثل هذه التصرفات لا تمثل "قيم الجمهورية" داعياً إلى رد قضائي حازم.

من جهتها، اعتبرت السفارة الإسرائيلية في باريس أن ما جرى "عمل كراهية جديد يستهدف الإسرائيليين وحتى الأطفال"، ووصفت الحادث بأنه يذكّر بـ"حقب مظلمة في التاريخ"، مطالبة بوقف موجة "معاداة السامية ومعاداة إسرائيل".

بدوره، قال يوناثان آرفي، رئيس المجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية في فرنسا، في تغريدة على منصة "إكس" أنه "على عكس ما قد يقوله بعض الإيديولوجيين ذوي النوايا السيئة، فإن هذا الفعل الجسيم ليس نقدا لسياسة معينة، بل هو كراهية عنيفة لإسرائيل".


وفي السياق، قالت بيرلا دانان، رئيسة المجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية في فرنسا عن فرع منطقة "لانغدوك-روسيو" في حديث لقناة "بي إف إم" الفرنسية: "نحن مذهولون ومصدومون، أصبحنا في مرحلة جديدة". وأضافت: "بدأنا بالكتابات على الجدران، والإهانات، والضرب، والآن أصبحنا نشهد حظر دخول على الكلاب واليهود".

وبحسب بيانات وزارة الداخلية الفرنسية، سُجلت 504 حوادث صنفت على أنها "معادية للسامية" بين كانون الثاني/يناير وأيار/ مايو هذا العام، بينها 323 اعتداءً جسدياً، وهو ما يشكل تراجعاً نسبياً عن العام الماضي لكنه ارتفاع كبير مقارنة بالسنوات السابقة.


ويأتي الحادث في سياق اجتماعي وسياسي متوتر، على خلفية الحرب الإسرائيلية المتواصلة في قطاع غزة المنكوب، وتصاعد التوتر بين باريس وتل أبيب، في أعقاب إعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون نيته الاعتراف بفلسطين خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة في أيلول/ سبتمبر المقبل.