نشرت صحيفة "
فايننشال تايمز" الأمريكية، افتتاحية، قالت فيها إنّ: "القادة الأجانب يقومون ومنذ أسابيع بالضغط على رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، لوقف حربه الكارثية في
غزة، وبدلا من ذلك أمر مجلسه الأمني المصغر، الجيش، بخوض عملية جديدة في القطاع الممزق والسيطرة عليه بالكامل".
وأبرزت الافتتاحية، التي ترجمتها "عربي21" أنّه: "من شأن الخطة الجديدة أن تلحق المزيد من الموت والدمار بـ2.1 مليون فلسطينيا داخل القطاع المحاصر. وهذا يعني مقتل المزيد من المدنيين وتهجير مئات الفلسطينيين، قسرا، مرّة أخرى، حتّى في الوقت الذي تطارد فيه المجاعة، القطاع المحاصر".
وأضاف: "لن تكون هذه سوى البداية، ومن المرجح أن تكون الأهداف التالية هي المناطق الحضرية في وسط غزة حيث لم تنتشر القوات الإسرائيلية على نطاق واسع بعد، حيث يعتقد أن حماس تحتجز أسرى إسرائيليين هناك".
وأردف: "بتأييده للخطة يقول نتنياهو للعالم الذي يزداد استئياءه منه أنه لا يهتم بما يقول، بل ويلوّح له بعلامة الاحتقار والتحدّي المعروفة في بريطانيا (رفع السبابة والإصبع الأوسط وراحة اليد للداخل)، كما أنه يتجاهل نصائح قادته العسكريين ورغبات عائلات الأسرى وغالبية الإسرائيليين".
وأضافت
الصحيفة أنّ: "توسيع مجال الحرب، سيكون كارثيا على إسرائيل والفلسطينيين. وسيعرض حياة الأسرى لدى حماس. وسيعني ذلك تعبئة آلاف من جنود الاحتياط وإرهاق جيش منهك وتعريض المزيد من أرواح الإسرائيليين للخطر. كما سيزيد من تآكل المكانة الأخلاقية لإسرائيل".
وأوردت أنّ: "الدولة اليهودية، فقدت ومنذ زمن طويل أي مبرر لمواصلة عدوانها، مع تزايد الأدلة على جرائم الحرب ومقتل عشرات الآلاف من الفلسطينيين. ومع ذلك، يصر نتنياهو على أن مهمته هي "النصر الكامل" على حماس: ويعني بهذا تحرير الأسرى ونزع سلاح غزة، وضمان السيطرة الإسرائيلية على القطاع".
واستدرك: "لكنه لم يقدم قط خطة متماسكة تتجاوز تدمير القطاع وتهجير الفلسطينيين قسرا. وقبل الإعلان عن التوسع الأخير، كان ما يقرب من 90% من غزة خاضعا لأوامر إخلاء إسرائيلية أو داخل مناطق عسكرية".
وتقول "فايننشال تايمز" إنّ: "نتنياهو لم يفكر جديا قط في أي بديل محتمل. فقد عكفت بريطانيا وفرنسا ودول عربية على صياغة خطة تتوخّى تشكيل لجنة من التكنوقراط الفلسطينيين، بدعم من السلطة الفلسطينية، لحكم غزة، على أن تشرف على الأمن الشرطة المحلية وأفراد من السلطة الفلسطينية".
واسترسلت: "قد طرحوا فكرة نشر قوة دولية "لتعزيز الاستقرار" في القطاع. والأهم من ذلك، أن الدول العربية انضمت إلى حلفائها الأوروبيين في الاعتراف علنا بضرورة تخلي حماس عن السلطة ونزع سلاحها. ومع أن الخطة ليست مثالية، وقد لا تكون قابلة للتنفيذ، لكنها أفضل بكثير من البديل الذي يعتزم نتنياهو السعي إليه".
وتابعت: "رفض وبشكل مستمر الجهود الأمريكية والعربية لضمان وقف إطلاق نار دائم وانسحاب القوات الإسرائيلية من غزة. وبدلا من ذلك، يقدم نتنياهو، الذي يحاكم بتهمة الفساد والمرتبط بالمتطرفين في ائتلافه الحاكم، مصالحه السياسية على مصالح الإسرائيليين".
وتعتقد صحيفة "فايننشال تايمز" أنّ: "الرئيس دونالد
ترامب هو الرجل الوحيد الذي يملك الثقل السياسي لمحاسبة نتنياهو. لكن بينما يبدو أن الرئيس الأمريكي قد أدرك أخيرا حجم المجاعة التي سببها استخدام إسرائيل للمساعدات كسلاح، فإنه إما غير راغب أو غير قادر على إجبار نتنياهو على إنهاء الحرب".
واختتمت
الافتتاحية بالقول: "هو في هذا، لا يخذل الفلسطينيين فحسب، بل إسرائيل أيضا. وتعتقد أن هناك فرصة فرصة ضئيلة لمنع تحول مخطط نتنياهو الكارثي الأخير إلى واقع. ويجب على ترامب، وحلفاء إسرائيل الآخرين، التحرك الآن لمنعه".