نشرت صحيفة "
الغارديان" البريطانية، مقالا، للصحفية إليزابيث ريبانز، قالت فيه إنهم: "لم يكونوا يعلمون في البداية أن محمد زكريا أيوب المعتوق لديه احتياجات صحية قائمة. لكن تفاصيل حالته الطبية لا تُخفّف من معاناته أو معاناة أطفال آخرين في
غزة".
وأبرزت الصحيفة، في
المقال الذي ترجمته "عربي21" أنّه: "بين نيسان/ أبريل ومنتصف تموز/ يوليو من هذا العام، نُقل أكثر من 20,000 طفلا في غزة إلى المستشفيات لتلقي العلاج من
سوء التغذية الحاد، منهم 3,000 طفل يعانون من سوء تغذية حاد، وفقا للتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، وهي مبادرة عالمية تضم في عضويتها وكالات تابعة للأمم المتحدة مثل منظمة الصحة العالمية وبرنامج الأغذية العالمي واليونيسيف، بالإضافة إلى منظمات غير حكومية ومعاهد بحثية".
وتابعت: "خلال هذه الفترة، وفي الأسابيع التي تلت ذلك، نشرت صحيفة "الغارديان" العديد من صور الأطفال الجائعين، بينهم 20 طفلا على الأقل في حالة هزال. لكن صورة واحدة، ظهرت على الصفحة الرئيسية للموقع في 23 تموز/ يوليو وعلى غلاف النسخة المطبوعة في اليوم التالي، أثارت جدلا".
وأضافت: "كانت الصورة قوية ومؤسفة: صبي يبلغ من العمر 18 شهرا، محمد زكريا أيوب المعتوق، بين ذراعي والدته؛ ظهره العاري نحيل، وحفاضاته عبارة عن كيس بلاستيكي أسود. نشرت هذه الصورة، بالإضافة إلى صور أخرى للطفل نفسه، على نطاق واسع من قبل المؤسسات الإخبارية الكبرى".
"اتهم أحد الصحفيين، وسائل الإعلام التي نشرت الصور بفعل ذلك "لترويج كذبة حول المجاعة". وقال إنّ تقريرا طبيا صدر في أيار/ مايو 2025 كان قد اطلع عليه ذكر أن الصبي مصاب بالشلل الدماغي. وكتب بتاريخ 27 تموز/ يوليو إن هذا لم يكن وجه المجاعة بل وجه طفل يحتاج إلى مكملات طبية متخصصة منذ ولادته".
وبحسب
الصحيفة الأمريكية، فإن دولة الاحتلال الإسرائيلي، تمنع الصحافيين الأجانب من دخول غزة، ما يعني أنهم يعتمدون على الصحفيين المحليين، بمن فيهم المصورون، الذين يعملون في ظروف صعبة وخطيرة. وتتلقى صحيفة "الغارديان" حوالي ألف صورة يوميا من غزة، مقدمة من وكالات صور رئيسية أو عبرها. أما صور محمد، فقد وصلت عبر وكالة "جيتي" من وكالة الأناضول التركية الحكومية.
واسترسلت: "في أعقاب هذه الاتهامات، نشرت الأناضول مقالا نقلا عن سوزان معروف، الطبيبة التي تعالج الصبي في مستشفى أصدقاء المريض في مدينة غزة، قولها إن الأطباء هناك شخصوا حالته في الشهر السابق بسوء تغذية متوسط بالإضافة إلى مشاكل صحية خلقية، بما في ذلك مضاعفات في الدماغ وضمور في العضلات؛ ولكن هذه المشاكل لم تؤثر بشكل كبير على وزنه، حتى استنفدت المكملات الغذائية في المستشفى. وقالت إنه أصيب منذ ذلك الحين بسوء تغذية حاد".
وأردفت: "على نحو منفصل، وزّعت الأناضول صورة من سرير محمد تظهر صورة له قبل أن يفقد وزنه. وقالت والدة محمد إنه انخفض من 9 كغم إلى 6 كغم في الأسابيع الأخيرة".
وأوردت: "في أزمة الجوع، يشهد الخبراء على أن الأطفال وأولئك الذين يعانون من حالات طبية قائمة هم من بين الأكثر عرضة للخطر. ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، من بين 63 حالة وفاة مرتبطة بسوء التغذية سجلت في تموز/ يوليو، كان 24 طفلا دون سن الخامسة. وهذا يمثل 38%، في حين أن الأطفال دون سن الخامسة يشكلون حوالي 15% من إجمالي سكان غزة".
ومضت بالقول: "قد يكون للأطفال الذين يعانون من اضطرابات النمو احتياجات غذائية خاصة. قال أحد أطباء الأطفال، الذي تحدّث مع الصحفية للاستفسار عن الخلفية، إن التشخيص غالبا ما يكون صعبا في البيئات التي لا تتوفر فيها أدوات الكشف المبكر، ما يعني أنه في حالة الشلل الدماغي، على سبيل المثال، لا يتم التشخيص النهائي أحيانا إلا في سن الثانية".