أعلنت الحكومة
اللبنانية، الأربعاء، تغيير اسم طريق رئيسي في قلب
بيروت، من "جادة حافظ الأسد" إلى "جادة
زياد الرحباني"، وذلك في خطوة اعتبرها عدد من المتابعين للشأن العام المحلّي: "مؤشرا على نهاية حقبة سياسية، عقب الإطاحة بحكم عائلة الأسد في سوريا"، فيما اعترض آخرين عن القرار.
وكانت سوريا خلال عهد رئيس النظام السابق حافظ الأسد، ثم نجله بشار الأسد، تتواجد بشكل عسكري واسع في لبنان، إذ تحكّمت بمفاصل الحياة السياسية فيه، وذلك قبل أن تسحب قواتها منه، خلال العام 2005 تحت ضغوط شعبية داخلية وأخرى دولية، بعد اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري.
إلى ذلك، أعلن وزير الإعلام اللبناني، بول مرقص، الثلاثاء، عن موافقة الحكومة على "تعديل اسم الجادة الممتدة من طريق المطار باتجاه نفق سليم سلام من جادة حافظ الأسد الى جادة زياد الرحباني"، وهو نجل الفنانة فيروز وأحد أبرز المحدّثين في الموسيقى والمسرح في لبنان خلال العقود الماضية، الذي توفي في 26 تموز/ يوليو عن عمر ناهز 69 عاما.
وفي حديثه لوكالة "فرانس برس"، قال الممثل المسرحي، زياد عيتاني: "كمسرحي سأكون بالتأكيد منحازا لاسم أي فنان على زعيم سياسي، فكيف إذا كان اسم الزعيم مرتبطا بحقبات مظلمة أثمرت مجازر وارتكابات واغتيالات مثل حكم الأسد؟".
وفي منشور على موقع التواصل الاجتماعي "أكس"، كتب النائب مارك ضو الذي انتخب خلال عام 2022 في عداد نواب من خارج الطبقة السياسية التقليدية، "حافظ الأسد إلى مزبلة التاريخ، زياد الرحباني اسم لجادة المطار الى الأبد".
تجدر الإشارة إلى أنّ قرار تغيير اسم الجادة قد تزامن مع قرار الحكومة اللبنانية تكليف الجيش بوضع خطة من أجل نزع سلاح
حزب الله قبل نهاية العام، في قرار غير مسبوق يعكس تغير موازين القوى داخليا وإقليميا. كما سبق للسلطات أن أزالت تمثالا لحافظ الأسد وآخر لنجله باسل، من منطقة البقاع (شرق) بعيد انسحاب القوات السورية عام 2005.
وفي السياق نفسه، من بين الآراء المعارضة للقرار الحكومي اللبناني، ما كتبه المحلّل السياسي المعروف بقربه من حزب الله، فيصل عبد الساتر على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي "أكس": "تغيير اسم جادة الرئيس حافظ الاسد إلى أي اسم آخر مرفوض جملة وتفصيلا لأنه ناتج عن كيدية سياسية".
في المقابل، رجّت مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، بعدد من المنشورات المُرحّبة بالقرار، بين من قال: "هذا أكثر قرار أسعدني بين قرارات الحكومة، لأن زياد الرحباني يمثّل لبنان كله"، وبين من أبرز: "أشعر بالراحة لأن هذا دليل على أن الحقبة انتهت ولا رجوع للحكم السوري".