سياسة عربية

حزب الله: حصرية السلاح لا تعنينا.. والمبعوث الأمريكي يهدد بوقف الدعم عن لبنان

اتّهم من يدعون إلى حصرية السلاح بأنهم "يخدمون إسرائيل"- الأناضول
أكد عضو المجلس السياسي "لحزب الله" اللبناني، محمود قماطي، أنّ: "شعار حصرية السلاح لا يعني حزب الله"، مشدداً على تمسك الحزب بسلاحه باعتباره جزءاً من "الاستراتيجية الدفاعية لحماية لبنان"، وذلك وفق تعبيره.

وقال قماطي عبر تصريحات إعلامية، إنّ: "لبنان مهدد من كل الجهات؛ وأن التخلي عن سلاح المقاومة يهدد بزوال الوطن"، على حد قوله.  فيما اتّهم من يدعون إلى حصرية السلاح بأنهم "يخدمون إسرائيل"، واصفاً هذه الدعوات بأنها "كلام خطير يضرب الوحدة الوطنية"، ويرتبط ـ بحسب رأيه ـ بـ"مخططات الخارج" ضد لبنان.

بالموازاة مع ذلك، شدّد المبعوث الأمريكي الخاص إلى لبنان، توم برّاك، على أن بلاده مستعدة لتقديم الدعم للبنان فقط "في حال التزمت الحكومة اللبنانية بفرض احتكار الدولة للسلاح"، في إشارة مباشرة إلى وجوب إنهاء الوضع القائم الذي يسمح بوجود سلاح خارج إطار الدولة.

وأكد برّاك، خلال زيارته إلى بيروت هذا الأسبوع، أنّ "الجيش اللبناني هو الجهة العسكرية الشرعية الوحيدة"، معتبراً أن استمرار وجود سلاح بيد جهات غير رسمية "يشكل تحدياً لا يمكن قبوله".

وفي منشور له عبر موقع التواصل الاجتماعي "إكس"، قال المبعوث الأمريكي إن "قضية سلاح حزب الله يجب أن تُحل داخلياً"، لكنه شدد على أن "لبنان أمام فرصة جديدة لمستقبل خالٍ من قبضة حزب الله"، معتبراً أن "لا فرق بين الجناح السياسي والعسكري للحزب"، ومؤكداً أن واشنطن تصنفه "منظمة إرهابية أجنبية".


وخلال زيارته إلى بيروت، أجرى برّاك سلسلة لقاءات مع مسؤولين لبنانيين، ناقش خلالها الورقة الأمريكية المتعلقة بحصرية السلاح والإصلاحات المطلوبة من الحكومة اللبنانية. 

ورداً على سؤال وجهه له البطريرك الماروني، مار بشارة بطرس الراعي، بشأن مآلات جولته، اكتفى برّاك بالقول: "لا أعلم كيف ستكون النهاية"، في إشارة توحي بغموض المرحلة المقبلة.

في سياق متصل، نفى حزب الله ما يتم تداوله من أخبار حول استعداد الحزب للتصادم مع الدولة اللبنانية، محذراً من أجندات مشبوهة تسعى إلى خلق البلبلة وزعزعة الاستقرار في لبنان.‏

وقالت العلاقات الإعلامية في حزب الله إن الحزب ينفي "بشكل قاطع ما ورد على قناتي العربية والحدث من أخبار نُسبت ‏إلى حزب الله حول جهوزيته للتصادم مع الدولة اللبنانية وإلى غير ذلك من أكاذيب".

وأكدت العلاقات الإعلامية، في بيان، أن "تلك الأخبار ‏والمعلومات هي عاريةً عن الصحة جملةً وتفصيلًا، وهي محض افتراءات مختلقة من مخيلة تلك ‏القنوات وخدمة لأجندات مشبوهة تسعى لخلق البلبلة وزعزعة الاستقرار في لبنان".‏

وفي موازاة التصعيد السياسي، يواصل الاحتلال الإسرائيلي غاراته الجوية على جنوب لبنان، رغم اتفاق وقف إطلاق النار المعلن. وقد أعلنت تل أبيب الخميس الماضي أنها نفذت ضربات استهدفت "مواقع عسكرية لحزب الله"، في تصعيد يهدد بتفجير الجبهة الجنوبية مجدداً.

في 8 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، شن الاحتلال الإسرائيلي عدوانا عسكريا على الأراضي اللبنانية، تطور لاحقا إلى حرب واسعة النطاق انطلقت فعليا في 23 أيلول/ سبتمبر 2024، وأسفرت عن سقوط أكثر من أربعة آلاف قتيل ونحو 17 ألف جريح، وفق تقديرات رسمية.

وفي 27 تشرين الثاني/ نوفمبر من العام ذاته، دخل اتفاق لوقف إطلاق النار بين "حزب الله" والاحتلال الإسرائيلي حيّز التنفيذ، إلا أن قوات الاحتلال الإسرائيلية قد خرقت الاتفاق أكثر من ثلاثة آلاف مرة، ما أدّى إلى مقتل 260 شخصا وإصابة 563 آخرين، بحسب بيانات رسمية لبنانية.

وفي تحدٍ صريح لبنود اتفاق التهدئة، نفذ جيش الاحتلال الإسرائيلي انسحابا جزئيا من جنوب لبنان، بينما واصل احتلال خمس تلال لبنانية كان قد سيطر عليها خلال الحرب الأخيرة.