تقدمت القوات السورية الحكومية في مناطق بريف السويداء، تزامنا مع الاشتباكات بين فصائل درزية، وعناصر من العشائر البدوية في المنطقة.
وأعلنت وسائل إعلام سورية حكومية التقدم في بلدتي المزرعة، وولغا في الريف الغربي للسويداء، في وقت أصدرت فيه وزارة الداخلية بيانًا، أعربت فيه عن قلقها البالغ إزاء الاشتباكات الدامية التي شهدتها المحافظة، ما أسفر عن مقتل أكثر من 30 شخصًا وإصابة حوالي 100 آخرين.
وأكدت الوزارة أن دخول قوات الأمن الداخلي ووحدات من وزارة الدفاع إلى المحافظة جاء في إطار المهمة الوطنية لوقف إراقة الدماء، وضبط الأمن، وفرض الاستقرار، بعد تصاعد الاشتباكات بين مجموعات مسلحة درزية وأخرى بدوية.
في سياق متصل، وجه وزير الدفاع السوري، اللواء المهندس مرهف أبو قصرة، بيانًا إلى عناصر الجيش السوري في السويداء، حثهم فيه على حماية المواطنين والوقوف كحاجز بينهم وبين "العصابات الخارجة عن القانون" التي تسعى لزعزعة الأمن.
وأكد أبو قصرة على ضرورة الحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة من "عبث اللصوص وضعاف النفوس"، مشددًا على أن أي تقصير سيُسجل وأي تهاون سيُحاسب.
وكان متحدث وزارة الداخلية السورية نور الدين البابا، قال الاثنين، إن قوات الأمن والجيش تعرضت لغدر بعد دخولها محافظة السويداء جنوب البلاد لفض اشتباك بين أطراف مسلحة، ما اضطرها إلى استخدام القوة لفرض القانون.
وقال البابا إن "قوات سورية دخلت لفض النزاع في السويداء، لكنها تعرضت لغدر، ما أسفر عن شهداء وجرحى وأسرى من قوات الأمن (لم يحدد العدد)".
وأضاف أن "الحكومة ردت بقوة على عمليات الغدر التي طالت عناصر الأمن والجيش بما يضمن تحقيق الوحدة الوطنية".
فيما دعت وزارة الخارجية جميع الأطراف في السويداء إلى "تحكيم العقل" والمسارعة بتسليم السلاح إلى الدولة.
دعوة لوقف التوتر
بدورها، أصدرت الرئاسة الروحية للمسلمين الموحدين
الدروز بيانا، قالت فيه إنه "طلبنا من البداية وقف إطلاق النار والتهدئة ولا نرغب بسفك الدماء".
وأضافت "لا نقبل بأية فصائل تكفيرية أو منفلتة أو خارجة عن القانون، ونحن مع القانون وسيادة الدولة ومن البداية لم نمانع بتنظيم المحافظة وترتيب أسسها وشرطتها من أبنائها ومن الشرفاء".
وشددت على أن الرئاسة الروحية للدروز "مع السلم والتفاهم السلمي والدبلوماسي، ومتأكدون أن الحكومة في دمشق توافقنا على ذلك".
كما دعت إلى وقف فوري لإطلاق النار، مشددة على أن "علاقتنا مع الحكومة لم ولن تنقطع".
عدوان إسرائيلي
في ذات السياق، شن جيش
الاحتلال الإسرائيلي، الاثنين، 3 غارات جوية على ريف السويداء جنوبي
سوريا، بعد دخول قوات حكومية إلى المنطقة لفض نزاع مسلح أسفر عن قتلى وجرحى.
وقالت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا": "شن طيران الاحتلال الإسرائيلي اليوم (الاثنين) ثلاث غارات استهدفت محيط بلدتي المزرعة وكناكر في ريف محافظة السويداء".
وأوضحت الوكالة أن الغارات الإسرائيلية أسفرت عن وقوع خسائر مادية.
وأشارت إلى أن الغارات جاءت بعد أن "شهدت محافظة السويداء خلال اليومين الماضيين اشتباكات بين مجموعات خارجة عن القانون أسفرت عن وقوع قتلى ومصابين، فيما دخلت قوات وزارتي الداخلية والدفاع إلى القرى والبلدات المتأثرة بهذه التطورات الدامية، لفض الاشتباك وحماية المواطنين وممتلكاتهم".
وفي وقت سابق الاثنين، قال الجيش الإسرائيلي، في بيان، إنه "هاجم عدة دبابات (دون تحديد الجهة التي تتبع لها) في منطقة قرية سميع بالسويداء جنوب سوريا".
وفي بيان لاحق، ذكر الجيش: "تم رصد عدة دبابات في المنطقة بين السيجين وسميع وهي تتحرك نحو منطقة السويداء جنوب سوريا".
وتابع: "هاجم الجيش هذه الدبابات لعرقلة وصولها إلى المنطقة"، زاعما أن "وجود تلك الوسائل في جنوب سوريا قد يشكل تهديدا لإسرائيل".