وقّعت
الصين الجمعة اتفاقا لإقامة هيئة تحكيم دولية في
هونغ كونغ هدفها أن تكون مشابهة لهيئات مثل محكمة العدل الدولية.
وشارك 32 بلدا في تأسيس المنظمة، وحضر الحفل ممثلون عن 50 دولة و20 منظمة دولية.
ودعت الصين الدول الموقعة على الاتفاقية إلى التصديق عليها في بلدانهم ووضعها حيز التنفيذ في أقرب وقت، كما دعا بلدان العالم للانضمام إلى المنظمة الجديدة.
ما اللافت في الأمر؟
ستكون "إيوميد" أول منظمة قانونية حكومية دولية مكرسة لحل النزاعات الدولية من خلال الوساطة وتسوية المنازعات بالوسائل السلمية، في حين أن المنظمات الموجودة حاليا وتعنى بالنزاعات هي مستقلة، أو مدعومة حكوميا بشكل جزئي.
ماذا يعني هذا للصين؟
عززت الصين في السنوات الأخيرة انخراطها في المسائل الدولية فوسّعت نفوذها في هيئات دولية مثل الأمم المتحدة ومنظمة الصحة الدولية.
كما تعتبر هذه المبادرة بمثابة محاولة من بكين لترسيخ موقع هونغ كونغ كمركز أعمال، رغم فرض بكين عام 2020 قانونا صارما للأمن القومي قوّض الثقة في حياد النظام القضائي في المدينة.
أبرز الحاضرين
وكانت موريتانيا، وإندونيسيا، وباكستان، ولاوس، وكمبوديا، وصربيا، وبيلاروسيا، وكوبا من بين الدول التي حضرت حفل التوقيع.
كيف بدأت الفكرة؟
◼ في عام 2022، بادرت الصين ونحو 20 دولة ذات توجهات متقاربة بشكل مشترك إلى تأسيس المنظمة الدولية للوساطة.
◼ في شباط/ فبراير 2023، تم إنشاء المكتب التحضيري في هونغ كونغ.
◼ في تشرين الأول/ أكتوبر 2024، جرت مفاوضات بشأن اتفاقية تأسيس المنظمة في هونغ كونغ، وتم خلالها اتخاذ قرار بأن يكون مقر المنظمة في منطقة هونغ كونغ الإدارية الخاصة.
◼ في 30 أيار/ مايو 2025، تم توقيع الاتفاقية في هونغ كونغ.
◼ من المتوقع أن تكتمل أعمال تجديد مبنى مركز شرطة وان تشاي القديم، الذي سيضم مقر المنظمة، خلال الأشهر القليلة القادمة.
◼ من المتوقع أن تبدأ المنظمة الدولية للوساطة عملياتها الرسمية بحلول أواخر عام 2025 أو أوائل عام 2026.
ماذا قالوا؟
◼ قال وزير الخارجية الصيني وانغ يي، إن "إيوميد" تُعد منفعة عامة قانونية مهمة لتحسين الحوكمة العالمية وتهدف إلى سد الفجوة في آليات الوساطة الدولية.
◼ أضاف الوزير أن هونغ كونغ، التي لديها نظام متوافق مع القانون الأنجلو ساكسوني والقانون الأوروبي القاري، تتمتع بظروف مناسبة للوساطة، مؤكدا أن المنظمة ستعزز المكانة الدولية للمدينة.
◼ قالت أستاذة القانون في جامعة هونغ كونغ، إن "إيوميد" سيكون لديها القدرة على التوسط في النزاعات بين الدول، أو بين دولة ومواطن من دولة أخرى، أو في النزاعات التجارية الدولية.
◼ قال الرئيس التنفيذي لمنطقة هونغ كونغ جون لي كا تشيو إن المنظمة الدولية للتنمية الدولية ستتمتع بوضع مماثل لمحكمة العدل الدولية وسيؤدي إلى تضخيم نفوذ هونغ كونغ في الوساطة الدولية ويعزز سمعتها كولاية قضائية محايدة قائمة على سيادة القانون تربط بين التقاليد القانونية الشرقية والغربية.
◼ قال الرئيس المؤسس لمؤسسة هونغ كون داريل نج، إن إنشاء المقر الرئيسي للمنظمة في هونغ كونغ هو تصويت مدوي على الثقة في نظام القانون العام والنظام القانوني القوي والبيئة القانونية ثنائية اللغة، والاتصال الدولي، للمدينة، كما أنه يشهد على مكانة هونغ كونغ الفريدة كمركز قانوني ومالي عالمي موثوق به لحل النزاعات الدولية.
◼ قال وزير العدل في هونغ كونغ، بول لام، إن إنشاء المنظمة الدولية للتنمية المستدامة جاء في الوقت الذي تحاول فيه قوى خارجية معادية إلغاء تدويل هونغ كونغ وإلغاء وظائفها.
مؤسسات وسيطة أخرى
International Mediation Institute
مقرها لاهاي، وهي منظمة غير ربحية تأسست لتعزيز معايير الوساطة عالميا. لا ترتبط مباشرة بحكومات، بل تعمل مع وسطاء محترفين ومستشارين، وتعمل على جمع الأطراف المعنية معا.
Singapore International Mediation Centre
مقرها سنغافورة، تأسست بدعم من وزارة العدل السنغافورية، لكنها تعمل كمؤسسة مستقلة. تركز على جعل سنغافورة مركزا عالميا للوساطة التجارية الدولية.
Civil Mediation Council
مقرها لندن، وهي أكبر منظمة غير حكومية تهدف إلى تعزيز الوساطة في القضايا المدنية داخل المملكة المتحدة. تركز على اعتماد الوسطاء وتدريبهم وتوفيرهم للجمهور البريطاني.
Australian Mediation Association
منظمة أسترالية تركز على تعزيز دور الوساطة عبر مجموعة من الوسطاء وخبراء حل النزاعات، وتقدم الاستشارات الخاصة، وتعمل على تدريب الوسطاء والمفاوضين للشركات والأفراد لتجنب النزاعات.