توغلت قوات
الاحتلال الإسرائيلي في المناطق الغربية من بلدة بيت لاهيا، شمال قطاع
غزة، وسط قصف عنيف من المدفعية والطيران والزوارق الحربية طال مختلف أنحاء القطاع ما أدى إلى 100 شهيد على الأقل، بينما أكدت وزارة الصحة أن عدد
الشهداء وصل إلى 250 شهيدا خلال الـ48 ساعة الماضية.
وأكد المتحدث باسم الدفاع المدني الفلسطيني في غزة محمود بصل، إن طواقم الإسعاف انتشلت منذ فجر الجمعة، 50 شهيدا ويوجد أكثر من 50 آخرين تحت الأنقاض جراء قصف "إسرائيل" 11 منزلا مأهولا شمال القطاع.
وأفاد بصل بأن "هناك 50 شهيدا تم انتشالهم جراء القصف الإسرائيلي وما يزيد على 50 آخرين تحت أنقاض المنازل، ويوجد مناطق لم تستطع طواقم الإسعاف الوصول إليها بعد"، بحسب ما نقلت وكالة "الأناضول".
وأضاف أن الجيش الإسرائيلي قصف 11 منزلا مأهولا شمال قطاع غزة، واستهدف مسعفين خلال محاولتهم إنقاذ جرحى وانتشال قتلى الغارات العنيفة الأخيرة.
وأشار إلى أن هناك جثامين لشهداء جراء الغارات الإسرائيلية ما زالوا في طرقات بلدتي بيت لاهيا وجباليا ومخيم جباليا وبلدة بيت حانون شمال القطاع، ولا تستطيع طواقم الإنقاذ الوصول إليها بسبب كثافة القصف.
ولفت إلى أن المناطقة الغربية والشمالية لبلدة بيت لاهيا تشهد توغلًا بريًا، تزامنًا مع قصف مدفعي عنيف متواصل، واصفاً الوضع في المنطقة بـ"الصعب والخطير".
بدورها، قالت حركة حماس في بيان، إن الاحتلال يواصل تصعيده الدموي في قطاع غزة، عبر مجازر متتالية وقصف وحشي، مستخدما سياسة الأرض المحروقة والقصف المكثف والعشوائي للأحياء السكنية، ومخيمات النزوح، والمستشفيات، والمساجد، والمراكز الإيوائية، في محاولة يائسة لفرض معادلات الاستسلام على شعبنا الصامد.
ولفتت الحركة إلى أن الاحتلال "ارتكب خلال الساعات الماضية مجازر مروعة، راح ضحيتها أكثر من 250 شهيداً ومئات الجرحى، بينهم أطفال ونساء وعائلات بأكملها، في شمال وجنوب قطاع غزة".
وذكرت أن "مجازر الاحتلال المتصاعدة بحق المدنيين؛ تُجسِّد إصرار حكومة الإرهابي نتنياهو على المضي في تنفيذ جريمة الإبادة الجماعية في غزة، دون أدنى اكتراث بالقوانين أو بأدوات المساءلة والعدالة الدولية".
وشددت على أن "شعبنا يواجه إبادة جماعية موثقةً بالصوت والصورة وعلى مرأى ومسمع العالم، في ظل غياب تام لأي تحرك فعّال من قبل الأمم المتحدة ومؤسساتها، وفي مقدمتها مجلس الأمن الدولي، في مشهدٍ يعكسُ فشلاً سياسياً وأخلاقياً وإنسانياً غير مسبوق".
وطالبت حركة حماس الدول العربية والإسلامية بتحمُّل مسؤولياتها الدينية والقومية والإنسانية تجاه الشعب الفلسطيني، والتحرّك الفاعل والضغط لوقف المجزرة الوحشية، وفرض إدخال المساعدات الإنسانية في ظل مجاعة تفشّت في كل أرجاء القطاع.
وتأتي هذه المجازر بالتزامن مع زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للمنطقة، التي بدأها في السعودية الثلاثاء، ومن ثم قطر ومن المقرر أن يختتمها الجمعة من الإمارات، حسب المعلن أمريكيا.
وقال ترامب في تصريح أدلى به من السعودية، الثلاثاء، إن "الشعب الفلسطيني في غزة يستحق مستقبلاً أفضل".
وفي اليوم الثالث من زيارته، الجمعة، أقرّ ترامب بوقوع المجاعة في القطاع، متعهداً بـ"الاهتمام بأمرها"، وذلك في ظل الحصار الإسرائيلي الخانق والمستمر منذ أكثر من شهرين.
وقال: "يجب الاعتناء بقطاع غزة، فالناس هناك يتضورون جوعا".
وتسبب القصف العنيف، من نزوح مئات العائلات، من مناطق بيت لاهيا، ظل ظروف صعبة، وانعدام المأوى، بعد تركهم خيامهم في المنطقة.
من جانبه قال مراسل القناة 12 العبرية، إن الانفجارات العنيفة في الساعة الأخيرة في غلاف غزة، عبارة هجمات واسعة النطاق الجيش في شمال قطاع غزة، كجزء من توسيع رقعة القتال.
وأشار إلى أن أصوات القصف تسمع حتى في بئر السبع، ويبلغ العديد من الأشخاص أن منازلهم تهتز من شدة الانفجارات.