سلط هجوم جماعة
الحوثي اليمنية، على مطار بن
غوريون، الضوء على الحديث عن مصطلح يستخدمه
الاحتلال، للتعبير عن عقيدته للدفاع عن
أجوائه، وهو "طبقات الدفاع" الجوي.
ورغم أن الاحتلال يتغنى بامتلاكه قدراته دفاعية
مكونة من عدة طبقات، كما يطلق عليها، أو إمكانيات صاروخية وفقا المديات، إلا أنها
جميعا فشلت في التصدي للصاروخ، الذي سقط في أحد ساحات مطار بن غوريون الملاصقة
لأحد مباني الركاب، في ضربة هزت الاحتلال وألحقت به خسائر كبيرة جراء إلغاء شركات
طيران دولية رحلاتها إليه.
فما الذي نعرفه عن طبقات الدفاع الجوي
للاحتلال؟.. نستعرض في التقرير التالي تفاصيلها:
تقوم قدرات الدفاع الجوي للاحتلال على 5 ركائز،
من منظومات مختلفة، لكل منها خصائص ومميزات وطريقة للعمل، وهي القبة الحديدية،
مقلاع داوود، السهم "آرو حيتس 2"، السهم "آرو حيتس 3"،
"برق 8 وباتريوت"، منظومة "ثاد".
القبة الحديدية:
منظومة دفاع جوي اعتراضية، مخصصة للصواريخ قصيرة
المدى، وقذائف المدفعية والهاون، التي تطلق من مسافات قريبة، وتتعقب مقذوفات لمدى
بين 70- 200 كيلومتر.
يعمل نظام رادار القبة الحديدية، على تحليل
المقذوفات المنطلقة، من خلال السرعة والحجم، وإجراء حسابات للاتجاه، وفي حال توصل
إلى أنه يتجه لمنطقة مأهولة، يتم إطلاق الصاروخ الاعتراضي، أما في حال أظهرت
الحسابات إطلاقه نحو منطقة مفتوحة أو إلى البحر، فإنه يجري تجاهله.
ورغم ترويج الاحتلال لهذه المنظومة، إلا أنها
شهدت إخفاقات كبيرة، وتعرضت للشلل في عملية طوفان الأقصى، بسبب تكتيك اتبعته
المقاومة من خلال الإغراق بكثرة الضربات الصاروخية، التي شتت القدرة الرادارية على
الرصد والتعامل، فضلا عن كلفة الصاروخ الواحد للاعتراض والتي تعتبر مكلفة للغاية
مقارنة بالصواريخ منخفة التكلفة التي تطلقها المقاومة.
مقلاع داوود:
نظام دفاع صاروخي اعتراضي مخصص للصواريخ متوسطة
المدى، حتى 300 كيلومتر، ويأتي في مستوى أعلى من القبة الحديدية، والمنظومة الأعلى
منه السهم بنوعيه، لسد الثغرة بينهما في مديات
الصواريخ المطلقة.
أنتج الاحتلال منظومة مقلاع داوود، لصد الصواريخ
الباليستية ومحلية الصنع متوسطة المدى، عبر آلية دفاعية على مرحلتين، ليحل مكان
منظومتي باتريوت 104، وهو أم آي أم هوك 23 الأمريكية.
وكان الهدف، توفير آلية صاروخية للتعامل مع
تطوير القسام مديات صاروخية أطول، وخاصة تلك التي ضربت صفد والصواريخ التي يملكها
حزب الله وتطال مسافات بعيدة في الأراضي المحتلة.
آرو-حيتس 2و3:
منظومتا دفاع جوي، من إنتاج مشترك بين الاحتلال
والولايات المتحدة، يعمل على اعتراض الصواريخ الباليستية، في طبقة التراتوسفير،
وهي الغلاف الجوي القريب من الأرض.
وتعمل آلية الاعتراض على رصد الهجوم الصاروخي
الإقليمية، عبر الرادار، ثم إطلاق الصاروخ الاعتراضي لحيتس سواء من طراز 2 أو 3 وفقا
للطبقة الجوية التي يرد اعتراضه بها، ويقوم على الاصطدام المباشر بالصاروخ الباليستي
وتفجيره، بخلاف المنظومات الأخرى التي تملك رأسا منفجرا يتفعل على مقربة من
المقذوف لتدميره في الجو.
برق 8:
منظومة دفاع جوي، بحر وأرض جو، من إنتاج مشترك
بين الاحتلال والهند، تم تطويره على شاكلة صواريخ سام، من أجل التصدي لأهداف
متحركة مختلفة، مثل الطائرات والمروحيات والصواريخ المضادة للسفن والطائرات بدون
طيار، إضافة إلى الصواريخ الباليستية، وصواريخ كروز المجنحة.
يعمل الصاروخ وفقا للمحرك المضاف إليه، حسب
المدى، وهو قادر على إصابة أهداف على ارتفاع 150 كيلومترا، عبر التتبع من خلال
الرصد الراداري، والقدرة على المناورة بانفصار المحرك الأول عن الصاروخ، واستمرار
الرادار بتشغيل المحرك الثاني للمناورة وتفجير نفسه بالهدف.
منظومة "ثاد":
منظومة ثاد الأمريكية، لم تكن ضمن طبقات الدفاع
الجوي للاحتلال، لكن الولايات المتحدة منحتها إياها، بعد فشل منظوماتها المختلفة
في صد الهجوم الصاروخي الإيراني، العام الماضي، والذي وصلت من خلال عشرات الصواريخ
إلى قواعد الاحتلال، وألحقت بها أضرارا كبيرة.
المنظومة تعمل لإسقاط الصواريخ الباليستية في
الارتفاعات العالية النهائية من الغلاف الجوي، بعد الرصد الإقليمي لانطلاقها، حيث
يوجه الرادار الصواريخ للصعود إلى خارج الغلاف الجوي، بمدى يصل إلى نحو 200
كيلومتر، وبتقنية الاصطدام المباشر من أجل التدمير، حيث لا يملك الصاروخ رأسا
متفجرا، ويعتمد على قدرته الحركية لإحباط الصاروخ الباليستي المهاجم.
وتتكون المنظومة من سلسلة معقدة من التقنيات،
وفريق فني كامل لتشغيلها، من رادار عالي الدقة، ومنصات إطلاق متحركة، ومركز قيادة
وتحكم وبطاريات متعددة للإطلاق الصاروخي.