أثار اجتماع وزير الخارجية والمغتربين السوري أسعد الشيباني، ورئيس جهاز الاستخبارات، مع وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمير، في باريس لمناقشة
ملفات تتعلق بالجنوب السوري وتعزيز الاستقرار في المنطقة، غضبا شعبيا، ورفضا للطبيع مع
الاحتلال الإسرائيلي خاصة في ظل العدوان على غزة المستمر منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
وكشف مصدر حكومي
لقناة
"الإخبارية" الرسمية أن النقاشات التي جرت بوساطة أمريكية، ركزت على خفض
التصعيد العسكري ومنع التدخلات الخارجية في الشأن السوري، إضافة إلى البحث في آلية
لإعادة تفعيل اتفاق فك الاشتباك لعام 1974، بما يضمن وقف التوغلات الإسرائيلية داخل
الأراضي السورية.
وبحسب المصدر، شدد
الجانبان في ختام الاجتماع على التمسك بوحدة الأراضي السورية ورفض أي مشاريع تستهدف
تقسيم البلاد، مع التأكيد على أن محافظة السويداء "جزء لا يتجزأ من
سوريا"،
وأن أبناء الطائفة الدرزية يشكلون مكوناً أصيلاً في النسيج الوطني السوري.
كما ناقش الوفدان الوضع
الإنساني المتدهور في الجنوب، حيث اتفقا على توسيع نطاق المساعدات الموجهة لسكان السويداء
والبدو بهدف التخفيف من وطأة الأوضاع المعيشية الصعبة التي فاقمتها أعمال العنف الأخيرة،
واتفقا الأطراف على تشكيل مجموعة عمل ثلاثية (سورية – أردنية – أمريكية) لدعم وقف إطلاق
النار في السويداء.
ويأتي اجتماع باريس
بعد أيام من لقاء الوزير الشيباني في عمان يوم 12 أب/ أغسطس مع نظيره الأردني أيمن
الصفدي والمبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا توماس باراك، بهدف التنسيق المشترك حول
وضع حد للاعتداءات الإسرائيلية والتدخل في الشؤون الداخلية لدول المنطقة.
كما سبقت هذا الاجتماع
لقاءات مماثلة بين المسؤولين السوريين والإسرائيليين في باريس أواخر تموز، يوليو الماضي، إضافة إلى
لقاءات سرية جرت في العاصمة الأذربيجانية باكو، بحسب ما نقلت وكالة "فرانس برس"
عن مصادر دبلوماسية.
تأتي هذه التحركات
الدبلوماسية غير المسبوقة على وقع موجة عنف دامية في السويداء منذ 13 تموز/ يوليو،
أسفرت عن مقتل أكثر من 1600 شخص، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.
واختتم المصدر الحكومي
السوري تصريحه بالتأكيد على أن الجانبين السوري والإسرائيلي اتفقا على مواصلة العمل
لخفض التوتر في الجنوب السوري، ومنع انزلاق المنطقة إلى "مواجهة مفتوحة"،
في إطار جهود أوسع يقودها وسطاء دوليون للحفاظ على أمن المنطقة واستقرارها.