نشر موقع "مراجعة نيويورك للكتب" (
نيويورك ريفيو أوف بوكس) مقالة للخبير الإسرائيلي عمير بارتوف، راجع فيها مجموعة من
الكتب التي صدرت عن
غزة واليهودية والعالم بعدها. وما جمع مراجعته هي أن ذاكرة
الهولوكوست تم استخدامها بشكل مشوه لتبرير سحق غزة والصمت المطلق الذي قوبل به هذا
العنف.
وبدأ مقالته بالتذكير بحادثة تاريخية في عام 1904،
حيث شن شعب الهيريرو في جنوب غرب أفريقيا الألمانية - ناميبيا حاليا - سلسلة هجمات
على مزارع ألمانية متفرقة في المنطقة. وكان الهيريرو يعتمدون، وهم جماعة رعوية
يبلغ تعدادها حوالي 80.000 نسمة، على قطعان ماشيتهم الضخمة في حياتهم الاقتصادية
والاجتماعية والثقافية، لكن المستوطنين الألمان الذين بدأوا بالوصول في أواخر
القرن التاسع عشر اعتدوا بشكل متزايد على مراعيهم.
وقد هاجم المتمردون العديد من المزارع، وقتلوا أكثر
من مئة مستوطن، معظمهم من النساء والأطفال. بالنسبة للمستوطنين، كان التمرد بمثابة
الدليل القاطع على ضرورة القضاء على شعب الهيريرو، الذين وصفوهم بـ"قرود
البابون".
وعجز الحاكم الألماني عن استعادة النظام، فلجأ إلى
برلين، التي أرسلت نحو 10,000 جندي. وبحلول آب/ أغسطس، كانوا قد سحقوا مقاتلي
الهيريرو. وفي تشرين الأول/ أكتوبر، أصدر القائد الألماني، الجنرال لوثار فون
تروثا، ما عرف بـ"أمر الإبادة" لمن تبقى.
"لم يعد الهيرويرو أبدا رعايا الدولة
الألمانية. فقد قتلوا وسرقوا وقطعوا آذانا وأجزاء أخرى من أجساد الجنود الجرحى،
وأصبحوا الآن جبناء جدا، ولا يرغبون في القتال بعد الآن، وعلى شعب الهيريرو مغادرة
البلاد في النهاية".
وكان أمر القائد: إذا رفضوا، فسأجبرهم على ذلك
بالمدفع الضخم، وسيتم إعدام أي فرد من الهيريرو
يعثر عليه داخل الحدود الألمانية، سواء كان بحوزته بندقية أو ماشية أو غير ذلك، ولن
أرحم النساء ولا الأطفال. وأُطلق النار على معظم الهيريرو أو ماتوا عطشا وجوعا في
الصحراء التي طردوا إليها. أُخذ عدة آلاف منهم إلى معسكرات العمل القسري.
وقال بارتوف إن المؤرخين تجاهلوا ولعدة عقود أول
إبادة في القرن العشرين. وتجاوز الهولوكوست الحادثة، ولم تعترف ألمانيا إلا في
2021 بمسؤوليتها عن الإبادة، حيث تحدثت عن معاناة شعب الهيريرو، وتعهدت بتعويضات
بقيمة مليار يورو، مع أن توزيع المال لا يزال محل جدل؛ لأن الحكومة الألمانية
تفاوضت مع حكومة نامبيا وليس شعب الهيرويرو نفسه، أو من تبقى منه.
لكن الإبادة التي حدثت في زاوية بعيدة من جنوب
أفريقيا تشترك وبشكل قريب مع التطهير العرقي والإبادة التي تقوم بها "إسرائيل"
في غزة. فقد تعاملت "إسرائيل" مع هجوم حماس في تشرين الأول/ أكتوبر 2023
بنفس الطريقة التي تعامل فيها المستعمرون الألمان مع تمرد الهيريرو قبل 119 عاما.
أي أنه تأكيد على وحشية الجماعة المسلحة وقسوتها المطلقة، وأن مقاومة
الاحتلال
الإسرائيلي دائما ما تتضمن القتل. وعليه يجب إخراج سكان غزة الفلسطينيين
برمتهم عن عالم الحضارة الأخلاقي.
فقد قال الجنرال الإسرائيلي غسان عليان (وهو درزي)
بعد الهجوم بوقت قصير: "يجب معاملة الحيوانات البشرية على هذا الأساس"،
مرددا بذلك تصريحات عدة مسؤولين إسرائيليين آخرين، بمن فيهم وزير الدفاع السابق يواف غالانت. وقال عليان في
رسالة فيديو باللغة العربية موجهة إلى حماس وسكان غزة: "لن يكون هناك كهرباء
ولا ماء [في غزة]، لن يكون هناك سوى دمار. أردتم الجحيم، فستحصلون عليه".
وعلى مدار السبعة عشر شهرا التالية، قتلت القوات
الإسرائيلية أكثر من 50,000 فلسطينيا، نسبة أكثر من 70% منهم من الأطفال والنساء،
وشوهت أكثر من 100,000 وفرضت على السكان المتبقين ظروفا من الحرمان والمعاناة
والألم اللاإنساني. وقد انتهى وقف إطلاق النار، الذي دخل حيز التنفيذ في 19 كانون
الثاني/ يناير فجأة في 18 آذار/ مارس، عندما رفضت "إسرائيل" الانتقال إلى
المرحلة الثانية من اتفاقها مع حماس، وشنت سلسلة من الهجمات أحادية الجانب أسفرت
بالفعل عن مقتل مئات المدنيين الفلسطينيين.
ويعلق بارتوف أنه من منظور آخر، فإن أحداث عامي
1904 و2023 تظل أقل تناسقا. ويمكن للألمان
تبرير إبادة الهيريرو؛ لأنهم اعتبروهم متوحشين، ونسوها لأنها ارتكبت بعيدا عن
أوروبا ضد مجموعة غير معروفة عموما خارج جنوب غرب أفريقيا.
وفي المقابل، يرتكب الإسرائيليون إبادة جماعية في
غزة لأنهم يعتبرون الفلسطينيين متوحشين، لكنهم برروا ذلك كرد فعل على إبادة جماعية
أخرى محتملة ستكون أشبه بالهولوكوست، والتي نفذها مسلحو حماس الذين كانوا يتدربون
على حل نهائي آخر.
وكان رئيس الوزراء السابق نفتالي بينيت واحدا من
كثيرين أصروا على أننا "نقاتل النازيين". وكتبت دينا بورات، مؤرخة
الهولوكوست، في صحيفة "هآرتس" في 21 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، أن حماس
"تزرع كراهية شديدة للشيطان الذي خلقته في مخيلتها، كما فعلت الأيديولوجية
النازية في عصرها". وفي استطلاع للرأي أجري في إسرائيل في أيار/ مايو 2024،
قال أكثر من نصف المشاركين إن هجوم حماس يمكن مقارنته بالهولوكوست.
وكانت إبادة الهيريرو جزءا من العنف القاتل الذي
مارسه المستعمرون الأوروبيون ضد السكان الأصليين في جميع أنحاء العالم. وكما كتب
الشاعر المعروف إيمي سيزير عام 1950، لم يعر الأوروبيون البيض اهتماما إلا عندما
"طبق هتلر على أوروبا إجراءات استعمارية كانت حتى ذلك الحين مطبقة حصريا"
على الشعوب المستعمرة في أماكن أخرى. لقد "تسامحوا مع النازية، التي برأتهم
منها، وغضوا الطرف عنها، وأضفوا عليها الشرعية"، حتى ارتدت إليهم كشوكة في ظل
الحكم النازي.
ويناقش بارتوف أن تفسير سيزار، تلميذ فرانز فانون، أن الهولوكوست يبدو كنتيجة خلاف عائلي أوروبي، بين سكان بيض، مع أن اليهود على رغم
اختلافهم واندماجهم في المجتمعات الأوروبية، ظل بياضهم محل شك من الغالبية
الأوروبية. إلا أن حقيقة إبادة اليهود في ألمانيا تركت آثارا واضحةً كثيرة، ما
جعل الألمان وغيرهم من الأوروبيين يفشلون في قمعها وتهميشها كما فعلوا مع إبادة
الهيريرو - أي فشلهم في رسم ما يسميه الألمان "خطا فاصلا"، يجعلها جزءا
من الماضي.
وبدلا من ذلك، أصبح الهولوكوست حدثا لا ينسى، ويجب
ألا يسمح بتكراره أبدا. وقد أوجدت عملية مواجهتها آلية لمكافحة الفظائع الأخرى، في
شكل نظام للقانون الإنساني الدولي، كما أرسى مثالا أخلاقيا.
وعلى مدى عقود من الزمن، كما كتب الباحث إنزو
ترافيرسو في كتابه "غزة تواجه التاريخ"، كان "الدين المدني"
لذكرى الهولوكوست بمثابة نموذج لتذكر عمليات الإبادة الجماعية والجرائم ضد
الإنسانية الأخرى، من إبادة الأرمن إلى الديكتاتوريات العسكرية في أمريكا
اللاتينية، إلى مجاعة هولودومور أو "القتل بالتجويع" في أوكرانيا إلى
البوسنة، وإلى الإبادة الجماعية للتوتسي في رواندا. لكن في الوقت نفسه، منح هذا
أيضا نوعا من الحرية المطلقة.
ففي كتابه "اليهودية بعد تدمير غزة"،
وهو سرد مؤثر لتحوله من مؤيد قوي لإسرائيل إلى ناقد شرس للصهيونية، يشير بيتر
بينارت إلى أنه في أعقاب الهولوكوست، ساد شعور بـ"البراءة الزائفة"
من "الحياة اليهودية المعاصرة المموه
بالهيمنة المستورة بالدفاع عن النفس". فالتذكر، كما يقول بارتوف، لا بد أن
يكون له عواقب، لا سيما عندما يصاحبه التزام مطلق بعدم السماح بحدوث الهولوكوست "أبدا". وعندما لا يصبح
"أبدا" مجرد شعار، بل جزءا من أيديولوجية الدولة، وعندما يصبح المنظور
الذي يحول كل تهديد وكل قضية أمنية وكل تحد لشرعية الدولة أو استقامتها إلى خطر
وجودي، فلا مجال للدفاع عن أولئك الذين واجهوا الفناء بالفعل.
إنها رؤية عالمية، كما يكتب بينارت "تتيح
حرية لا حدود لها للبشر المعرضين للخطأ".
ومن هنا، فبمجرد اعتبار مسلحي حماس صنوا للنازية اليوم، فما عليك إلا أن تتخيل إسرائيل كملاك منتقم،
يقتلع أعداءه بالنار والسيف.
ويقول
بارتوف إن الهولوكوست كان خلال طفولته وشبابه في إسرائيل، رمزا للعار والإنكار وحدثا
سيق فيه اليهود كالخراف إلى الذبح.
وعلى مر السنين، ومع تقدم الكاتب في السن، أصبح
شيئا مختلفا تماما: "قصة تضامن وفخر وبطولة يهودية. إن هذا الشعور بـ"لن
يتكرر أبدا" هو ما يسمح لمعظم اليهود الإسرائيليين برؤية أنفسهم يحتلون مكانة
أخلاقية عالية حتى وهم وجيشهم وأبناؤهم وبناتهم، وأحفادهم، يسحقون كل شبر من قطاع
غزة. وقد تم استعادة ذكرى الهولوكوست، بشكل معاكس، لتبرير كل من إبادة غزة والصمت
المطلق الذي قوبل به هذا العنف".
وإذا أخذنا بعين الاعتبار القتلى والجرحى والآلاف
المدفونين تحت الأنقاض والآلاف من الوفيات "غير المباشرة" بسبب تدمير
معظم المرافق الطبية والآلاف من الأطفال الذين لن يتعافوا أبدا من الآثار الطويلة
الأمد للجوع والصدمة، يمكننا بلا شك أن نستنتج أن إسرائيل أخضعت الشعب الفلسطيني
في غزة عمدا، ومعظمهم من اللاجئين المهجرين من فلسطين عام 1948 أو أحفادهم،
"لظروف معيشية تهدف إلى تدميرهم المادي كليا أو جزئيا"، كما ورد في
المادة الثانية (ج) من اتفاقية الأمم المتحدة للإبادة الجماعية لعام 1948.
ويقول بارتوف إن بقية العالم، وبخاصة حلفاء
إسرائيل الغربيين والجاليات اليهودية في أوروبا والولايات المتحدة سيضطرون لمواجهة
هذا الواقع لسنوات طويلة. فكيف أمكن، بعد ثمانين عاما من نهاية الهولوكوست وإنشاء
نظام قانوني دولي يهدف إلى منع تكرار مثل هذه الجرائم، أن تنفذ دولة إسرائيل، التي
تعتبر وتصف نفسها بأنها الرد على إبادة اليهود، إبادة جماعية للفلسطينيين مع إفلات
شبه كامل من العقاب؟ كيف نواجه حقيقة أن إسرائيل استندت إلى الهولوكوست لتقويض
النظام القانوني الذي وضع لمنع تكرار هذه "جريمة الجرائم هذه؟".
وتشكل الإبادة الجماعية في غزة خلفية لسلسلة من
النقاشات، لكنها ليست بالضرورة محورها، والتي بدأت قبل السابع من تشرين الأول/ أكتوبر،
وتصاعدت حدّتها بشكل كبير منذ ذلك الحين. ويركز بعضها على الإبادة الجماعية التي
لم تحدث، بدلا من تلك التي تجري أمام أعيننا.
لقد مزق
النزاع اليهودي الداخلي حول غزة المجتمعات والعائلات والصداقات. ففي أعقاب هجوم
حماس، يشعر العديد من اليهود، ليس فقط في إسرائيل، بل في الشتات أيضا بأنهم يعيشون
تحت تهديد الإبادة الجماعية، وينظرون إليها على أنها أسوأ أشكال الخيانة عندما
يقول أي شخص، ناهيك عن أحد أتباع دينهم، إن إسرائيل، وليس الفلسطينيين، هي التي
ترتكب الإبادة الجماعية.
ويتطلب فهم العنف والغضب والشعور بالضعف الناتج عن
هذه النزاعات مواجهة التاريخ الإسرائيلي والفلسطيني بأكمله، وهو تحد حاولت عدد من
الكتب الحديثة، بطرق مختلفة، مواجهته.
ففي كتابه
"العالم بعد غزة"، يبدأ بانكاج ميشرا من القرن التاسع عشر. ويشير فيه
إلى أجواء الخيانة والإلحاح التي ميّزت الصهيونية في العقود التي سبقت إنشاء إسرائيل،
مستدعيا بتعاطف عذابات الإنسان المقتلع روحيا، والذي، وفقا لأحد كتاب الصهيونية
الأوائل ماكس نورداو، "فقد منزله في الغيتو، و... حرم من منزل في وطنه
الأم"، [و] لم يكن من الممكن شفاؤه إلا بالعيش بين أقرانه.
إلا أن
ديدير فاسين يضع المسألة بطريقة أقوى في كتابه "التحلل الأخلاقي: كيف فشل
العالم بمنع تدمير غزة"، مع أن عنوانه الفرنسي هو "التحلل الأخلاقي
الغريب" وبدأه قائلا: "إن الموافقة على إبادة غزة قد خلقت فجوة هائلة في
النظام الأخلاقي العالمي" و"أكثر من مجرد تخل عن جزء من الإنسانية
وسيسجل التاريخ الدعم المقدم لتدميرها".
ويتساءل فاسين: كيف يعقل، مع استثناءات نادرة، أن
"أرواح المدنيين الفلسطينيين تعتبر
بالنسبة للقادة السياسيين والشخصيات الفكرية في الدول الغربية الرئيسية، أقل قيمة
بمئات المرات من أرواح المدنيين الإسرائيليين"؟ وكيف نفسر "حظر
المظاهرات والاجتماعات المطالبة بسلام عادل؟" و لماذا "تعيد معظم وسائل
الإعلام الغربية السائدة، دون تأكيد مستقل، إنتاج رواية الأحداث التي يرويها معسكر
المحتلين، بينما تشكك باستمرار في رواية الشعب الذي يقع عليه الاحتلال؟"،
ولماذا "يغض الكثير ممن كان بإمكانهم التحدث ناهيك عن الوقوف في المعارضة،
أنظارهم عن إبادة أرض وتاريخها، ومعالمه ومستشفياتها، ومدارسها ومساكنها، وبنيتها
التحتية وطرقها، وسكانها - بل ويشجعون في كثير من الحالات على استمرارها؟".
ويتابع أن "التناقض الظاهري في كل هذا هو
تبرير هذا التنازل الأخلاقي من جانب الدول باسم الأخلاق". فقد أعلنت الدول الأوروبية أن لديها واجبا أخلاقيا
تجاه اليهود وعليها ضمان أمنهم. فقد كان
هجوم 7 تشرين الأول/ أكتوبر عملا وحشيا يهدد وجود إسرائيل ذاته. وبالتالي، أصبح رد
الجيش الإسرائيلي ليس حتميا فحسب، بل ومشروعا أيضا. وكان تدمير غزة وجزء من سكانها
في الأساس أهون الشرين من أجل القضاء على شر أكبر - ألا وهو تدمير الدولة اليهودية
التي كانت حماس عازمة عليها. وفي هذه الظروف، فإن الحديث عن الجرائم التي يرتكبها
الإسرائيليون يشهد على أكثر أشكال العنصرية إثارة للريبة: معاداة السامية.
وينطبق هذا بشكل خاص إذا تم الاستشهاد بالإبادة
الجماعية للإشارة إلى مذبحة السكان الفلسطينيين، لأنه من غير المقبول أن يتهم
أحفاد شعب كان ضحية أكبر إبادة جماعية بارتكابها. وهذه، بالطبع، هي نظرة معظم
الإسرائيليين للأمور اليوم.
وبقبولها لهذه الحجة دون تمحيص وموافقتها على
إبادة غزة، تكون حكومات الولايات المتحدة وأوروبا الغربية قد قبلت، واستغلت، أيضا،
ذكرى زائفة عن الهولوكوست، وأعملت فهما مشوها لدروسها في الوقت الحاضر.
وفي النهاية، قد تكون التداعيات طويلة الأمد
لإبادة غزة هي أنها ستحرر إسرائيل وأخيرا من مكانتها كدولة فريدة متجذرة في
هولوكوست فريد. مع أن هذا لم يفد عشرات الآلاف من الضحايا الفلسطينيين، ولا ضحايا
هجوم حماس أو الرهائن القتلى والمحتضرين ولا عائلاتهم المشتتة. لكن الرخصة التي
طالما تمتعت بها إسرائيل، أرض الضحايا، وأساءت استغلالها، قد تكون على وشك
الانتهاء. وسيتاح لأبناء وبنات الجيل القادم إعادة التفكير في حياتهم ومستقبلهم،
بما يتجاوز ذكرى الهولوكوست، وسيضطرون لدفع ثمن خطايا آبائهم، وتحمل عبء الإبادة
الجماعية التي ارتكبت باسمهم.