تتفاقم المأساة
في قطاع
غزة يوما بعد يوم، حيث يواجه مليون طفل خطر الموت جوعا أو بسبب الأمراض،
وسط استمرار القصف الإسرائيلي والحصار الخانق الذي يمنع وصول
المساعدات الإنسانية.
وأطلقت منظمة
الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) تحذيرات خطيرة، مؤكدة أن الأطفال في القطاع
يكافحون من أجل البقاء، في ظل انعدام الضروريات الأساسية مثل الغذاء والمياه النظيفة
والخدمات الصحية.
منذ بدء الحرب،
تعرضت البنية التحتية في غزة لدمار واسع، مما جعل الحياة شبه مستحيلة، ويفتقر مئات
الآلاف من السكان، بمن فيهم الأطفال، إلى المياه النظيفة، بعد أن دمرت الغارات
الإسرائيلية محطات تحلية المياه وشبكات الصرف الصحي.
وأكدت التقارير
الدولية أن 90 بالمئة من المياه في القطاع غير صالحة للشرب، ما يعرّض السكان لخطر
انتشار الأوبئة والأمراض القاتلة مثل الكوليرا والتهابات الجهاز الهضمي.
إلى جانب أزمة
المياه، يعاني القطاع من انهيار شبه كامل في الخدمات الصحية. المستشفيات التي لا
تزال تعمل بالكاد تستطيع استقبال المرضى والمصابين، في ظل نقص حاد في الأدوية
والمعدات الطبية. الأطفال المصابون بسوء التغذية يملؤون الأروقة، حيث يواجهون
الموت البطيء بسبب عدم توفر العلاج والغذاء الكافي.
ويفرض الاحتلال
الإسرائيلي حصارًا خانقًا يمنع وصول الإمدادات الضرورية، رغم المناشدات الدولية،
لا تزال قوافل الإغاثة تواجه عراقيل تمنع وصولها إلى السكان، ما يزيد من تفاقم
الوضع الإنساني، وشددت اليونيسيف على أن الحل الوحيد لإنقاذ الأطفال في غزة يتمثل
في وقف إطلاق النار فورًا، وضمان وصول المساعدات دون قيود.
في ظل هذه
الظروف الكارثية، تتصاعد الدعوات لوقف الحرب وإنهاء معاناة المدنيين، لكن الغارات
الجوية والقصف المدفعي لا يزالان يحصدان المزيد من الأرواح. الأرقام القادمة من
غزة صادمة، حيث تجاوز عدد الشهداء عشرات الآلاف، غالبيتهم من النساء والأطفال،
فيما يواجه الناجون مستقبلاً مظلمًا في ظل استمرار الحصار والتدمير.