جددت القاهرة، الأربعاء، تأكيدها رفض أي مخطط يستهدف
تهجير الفلسطينيين من أراضيهم، معتبرة أن التهجير من قطاع
غزة "خط أحمر" لا يمكن السماح بتجاوزه، مهما كانت الضغوط أو السيناريوهات المطروحة.
وقال رئيس الهيئة العامة للاستعلامات
المصرية، ضياء رشوان، في تصريحات لقناة القاهرة الإخبارية، إن الموقف المصري ثابت ولم يتغير، موضحا أن إسرائيل تدرك جيدا أن خطة السلام الأمريكية—المعروفة إعلاميا بـ"خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب"—نصت صراحة على عدم جواز إجبار الفلسطينيين على مغادرة أراضيهم، بما يشمل سكان قطاع غزة.
أهل غزة أصحاب الأرض
وشدد رشوان على أن القانون الدولي والقرارات الأممية المستقرة تؤكد أن الأراضي الفلسطينية يسكنها أهلها، مضيفا: "أهل غزة هم أصحاب هذه الأرض، ليسوا ضيوفا ولا نازحين من بلد آخر".
وأكد أن حق الفلسطينيين في البقاء في أرضهم حق أصيل وراسخ في القانون الدولي، وأن أي محاولة لفرض التهجير تعتبر جريمة حرب تتحمل سلطة الاحتلال مسؤوليتها الكاملة.
وأشار إلى أن خطة ترامب، وتحديدا بندها الثاني عشر، أكدت أن "لا أحد يجبر على المغادرة، ومن يغادر طوعا له الحق في العودة"، مضيفا أن مصر تبنت الموقف ذاته قبل صدور الخطة بعامين، ودعت آنذاك إلى تشجيع الفلسطينيين على البقاء في أراضيهم وتحسين ظروف حياتهم.
اظهار أخبار متعلقة
خطة مصر لإعمار غزة
وأوضح رشوان أن هذا المبدأ كان الأساس في طرح مصر لـ"خطة التعافي وإعادة الإعمار" في غزة، والتي عرضت على القمة العربية ـ الإسلامية وحظيت بموافقة جماعية.
واعتبر أن هذه الخطة هي الرد العملي على الروايات الإسرائيلية ومحاولاتها لترويج سيناريوهات تستهدف تهجير الفلسطينيين أو تحميل مصر مسؤولية فتح معبر رفح من الجانب الفلسطيني.
وأكد رشوان أن الشائعات الإسرائيلية بشأن التنسيق مع مصر لفتح معبر رفح أمام خروج الفلسطينيين ليست جديدة، موضحا أن تل أبيب دأبت خلال الحرب على بث هذه الادعاءات "لإلقاء المسؤولية على الآخرين".
وأضاف أن الاحتلال تعلم جيدا أن "خطة ترامب" الموقعة عليها، والتي حظيت بضمانات مصرية وقطرية وتركية وأمريكية، تشدد على عدم جواز تهجير سكان غزة قسرا أو طوعا تحت الضغط.
وتابع موضحا: "التسريب الذي يتحدث عن فتح المعبر أمام خروج الفلسطينيين هو محاولة لتحميل مصر خطة إسرائيلية مرفوضة ومدانة عالميا".
لا تنسيق أحادي لفتح معبر رفح
ونفى رشوان بشكل قاطع وجود أي تنسيق بين القاهرة وتل أبيب لفتح معبر رفح من الجانب الفلسطيني فقط، قائلا: "هذا لم يحدث إطلاقا، ولا أظن أنه سيحدث مستقبلا".
وأكد أن مصر كانت تفتح المعبر من الجانبين، وأنها سمحت خلال حرب 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 بدخول الجرحى والمصابين والطلبة، كما سمحت في الوقت ذاته لآلاف الفلسطينيين العالقين في مصر بالعودة إلى غزة.
واعتبر رشوان أن المزاعم الإسرائيلية بشأن فتح المعبر "لا أساس لها من الصحة"، مشددا على أن مصر تعتبر التهجير—سواء كان قسريا أو تحت ظروف ضاغطة تدفع الناس بها للمغادرة—أمرا مرفوضا بالكامل ومساسا مباشرا بالأمن القومي المصري.
مصر ثابتة في دعمها للقضية الفلسطينية
واختتم رشوان بالتأكيد على أن القاهرة تلتزم بدعم الحقوق الفلسطينية غير القابلة للتصرف، وعلى رأسها حق العودة، ورفض التهجير، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وأشار إلى أن مصر كانت طرفا رئيسيا في "الوثيقة الشاملة" التي وقعت في تشرين الأول/أكتوبر الماضي بين مصر والولايات المتحدة وتركيا وقطر، بمشاركة رئيس النظام المصري عبد الفتاح السيسي ونظرائه دونالد ترامب ورجب طيب أردوغان وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد.
وتسعى الوثيقة إلى تثبيت وقف إطلاق النار بين حركة حماس والاحتلال الإسرائيلي، وضمان الإفراج عن المحتجزين والأسرى من الطرفين، وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.