سياسة عربية

الكنيست يصادق رمزيا على خطة ترامب.. وائتلاف نتنياهو يقاطع الجلسة

لبيد: هذه أول فرصة لإظهار وحدة الكنيست حول خطة الرئيس الأمريكي - الأناضول
لبيد: هذه أول فرصة لإظهار وحدة الكنيست حول خطة الرئيس الأمريكي - الأناضول
شارك الخبر
قاطع أعضاء الائتلاف الحاكم في الاحتلال الإسرائيلي، بزعامة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الأربعاء، جلسة التصويت البرلماني على قرار يدعم خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء الحرب المستمرة في غزة منذ عامين، في تحرك رأت فيه المعارضة محاولة لإحراج نتنياهو وكشف الانقسامات داخل حكومته اليمينية المتشددة.

وجاء التصويت بمبادرة من زعيم المعارضة يائير لبيد، ليكتسب طابعا رمزيا أكثر من كونه خطوة ملزمة، خاصة أن نتنياهو كان قد أعلن سابقا تأييده للخطة بعد اتفاق وقف إطلاق النار الذي جرى التوصل إليه مع حركة "حماس" في تشرين الأول/أكتوبر الماضي.

وشارك في الجلسة أقل من ثلث أعضاء الكنيست البالغ عددهم 120 عضوا، إذ صوت 39 نائبا لصالح القرار دون تسجيل أي أصوات معارضة. وقال لبيد، في منشور عبر منصة "إكس" مرفقا بصورة تجمعه بترامب: "إسرائيل الآن تؤيد وتعتمد رسميا خطة الرئيس ترامب".

وكان التصويت يحمل احتمالية إحراج لنتنياهو، خاصة في حال أبدى بعض شركائه في الائتلاف اعتراضهم على الخطة، التي تتضمن الإشارة إلى إمكانية إقامة دولة فلسطينية، وهو ما ترفضه الحكومة الإسرائيلية الحالية. وقد ظهر ذلك في تصرفات بعض أعضاء الليكود، إذ قاطع نائب من الحزب الجلسة مرارا، بينما حضر نائب آخر دون أن يشارك في عملية التصويت.

وفي تشرين الأول/أكتوبر الماضي، استقبل الكنيست ترامب بتصفيق حار خلال خطاب ألقاه أمامه بعد أيام من دخول وقف إطلاق النار في غزة حيز التنفيذ. وبعد أسبوعين فقط، صوت البرلمان في قراءة أولى لصالح ضم الضفة الغربية المحتلة، بأغلبية 25 صوتا مقابل 24، رغم إعلان ترامب أن إسرائيل لن تقدم على خطوة كهذه.

وفي السياق ذاته، وصف نائب الرئيس الأمريكي جيه. دي. فانس، الذي كان يزور تل أبيب حينها، تصويت الضم بأنه "سخيف" ويمثل "إهانة"، في تعبير يعكس التوتر بين إدارة ترامب وبعض خطوات الائتلاف اليميني في تل أبيب.

اظهار أخبار متعلقة


وخلال الجلسة، أعرب لبيد عن استغرابه لغياب نتنياهو قائلا: "أعترف بأنني مندهش وأشعر بخيبة أمل لأن رئيس الوزراء نتنياهو ليس هنا". وأضاف: "هذه أول فرصة للكنيست لنقول للرئيس ترامب، وللعالم، ولأنفسنا إننا متحدون حول هدف مشترك… لكن نتنياهو اختار المقاطعة. إنه أمر مؤسف".

وينص القرار الرمزي على أن "الكنيست الإسرائيلي يقرر قبول واعتماد خطة الرئيس الأمريكي ترامب المكونة من 20 نقطة". 

ووفق مصادر في المعارضة، فإن هدف الخطوة هو "تحدي نتنياهو وإحراجه" أمام إدارة ترامب مع كشف التصدعات داخل حكومته، خاصة أن المقترح سيحال لاحقا إلى لجنة الشؤون الخارجية والأمن، حيث يرجح أن يرفضه الائتلاف الحاكم.

ورغم أن نتنياهو أعلن تأييده العلني للخطة أثناء زيارته البيت الأبيض في أيلول/سبتمبر الماضي٬ ورحب باعتماد مجلس الأمن الدولي لها في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، فإن حكومته لم تناقش الخطة بشكل رسمي حتى الآن، ولم تصوت عليها بعد تطبيق المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار، التي شملت انسحابا إسرائيليا جزئيا من غزة مقابل إعادة الأسرى وإطلاق سراح عدد من الفلسطينيين المعتقلين.

وتتضمن المرحلة الثانية من الخطة الأمريكية مسارا يؤدي إلى "تقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية"، إلى جانب الدعوة لقيام سلطة فلسطينية إصلاحية تتولى حكم غزة.

لكن نتنياهو، رغم تبنيه الخطة أمام المجتمع الدولي، ما يزال يكرر موقفه الرافض لإقامة دولة فلسطينية. وقد هاجم شريكه اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش الخطة، مطالبا نتنياهو في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي عبر منصة "إكس" بأن يصوغ "ردا مناسبا وحاسما يوضح للعالم أن الدولة الفلسطينية لن تقام على أرض إسرائيل". كما أعلن وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير وأعضاء آخرون من اليمين المتطرف أنهم سيعارضون مقترح لبيد.

وتتواصل بذلك ضغوط المعارضة على نتنياهو، الذي يجد نفسه بين تأييده العلني لخطط ترامب وبين رفض حلفائه المتطرفين لأي مسار يؤدي إلى إقامة دولة فلسطينية
التعليقات (0)

خبر عاجل