أعلنت وزارة الخارجية
الصينية، الجمعة، أن
وزير الخارجية وانغ يي سيزور
روسيا الأسبوع المقبل، في خطوة تأتي في ظل مساعي
الولايات المتحدة وأوروبا لإيجاد حلول لإنهاء الحرب المستمرة في أوكرانيا منذ نحو
أربع سنوات.
وقالت المتحدثة باسم الوزارة، ماو نينغ، إن
وانغ سيشارك يومي الاثنين والثلاثاء في الجولة العشرين من المحادثات حول التعاون
الاستراتيجي والأمني بين بكين وموسكو، مشيرةً إلى أن
الزيارة تأتي بدعوة من سكرتير
مجلس الأمن الروسي سيرغي شويغو.
وأضافت نينغ أن الوزير الصيني سيجري
"تبادلاً شاملاً لوجهات النظر حول القضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام
المشترك"، من دون أن تذكر الحرب في أوكرانيا بشكل صريح.
وتأتي الزيارة بعد عشرة أيام من طرح الرئيس
الأميركي دونالد ترامب خطة من 28 نقطة تهدف إلى إنهاء النزاع الأوكراني، والتي
اعتُبرت في نسختها الأولية منحازة لموسكو قبل أن تُجري الولايات المتحدة والدول
الأوروبية تعديلات جوهرية عليها في جنيف بحضور أوكرانيا. وردّ الرئيس الروسي
فلاديمير بوتين يوم الخميس بأن الجيش الروسي لن يوقف القتال إلا إذا وافقت كييف
على الانسحاب من الأراضي التي أعلنت موسكو ضمّها، محذراً من استيلاء روسيا عليها
"بالقوة" في حال رفضت ذلك.
وتواجه الصين انتقادات غربية متزايدة، إذ
اتهم وزير الدفاع الفنلندي، أنتي هاكانين، بكين في منتصف نوفمبر بـ"تمويل
المجهود الحربي الروسي"، معتبرًا ذلك تحديًا لحلف الناتو. وفي المقابل، تؤكد
الصين أن تعاونها مع روسيا في مجالات الاقتصاد والتجارة والطاقة "طبيعي
ومشروع"، وأنها لا تزود موسكو بمعدات قد تُساهم عسكرياً في الصراع. وتعد
الصين أكبر مشترٍ للوقود الأحفوري الروسي، بما في ذلك النفط ومنتجاته، مما يعزز
مكانتها كحليف اقتصادي وسياسي مهم لموسكو.
ويأتي هذا التحرك الصيني في إطار
علاقات
استراتيجية متينة، إذ حضر الرئيس الصيني شي جينبينغ في الثالث من سبتمبر عرضًا
عسكريًا ضخمًا في بكين إلى جانب بوتين والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، في
استعراض للقوة العسكرية والدبلوماسية يعكس تقاربًا استراتيجيًا متزايدًا بين موسكو
وبكين.
ويُنظر إلى زيارة وانغ يي بأنها قد تكون
فرصة لتنسيق المواقف بين الصين وروسيا في ملفات دولية وإقليمية حساسة، خصوصاً في
ضوء الضغوط الغربية المستمرة ومحاولات الوساطة لإنهاء الحرب في أوكرانيا. كما قد
تتيح للجانبين مناقشة قضايا الطاقة والتجارة والأمن الإقليمي، بما في ذلك الدور
المتنامي للصين في دعم موقف روسيا اقتصاديًا وسياسيًا على الساحة الدولية.
اظهار أخبار متعلقة