سياسة دولية

رسائل "صادمة" تكشف محاولات إبستين للتقرب من بيل غيتس

ملفات إبستين تعود للواجهة.. ضغوط زوجية أوقفت تعاونا بين غيتس والممول المدان - وكالة الأناضول
ملفات إبستين تعود للواجهة.. ضغوط زوجية أوقفت تعاونا بين غيتس والممول المدان - وكالة الأناضول
كشفت رسائل نصية "مدوية" نُشرت مؤخرا ضمن ملفات جيفري إبستين، عن تفاصيل غير مسبوقة حول طبيعة العلاقة التي ربطت بين الملياردير الأمريكي بيل غيتس والمجرم الجنسي الراحل، وسط اتهامات لإبستين بمحاولة استغلال اسمه ونفوذه لبناء شبكة علاقات أوسع مع شخصيات عالمية.

وتُظهر الرسائل، التي نشرتها صحيفة “ديلي ميل” البريطانية٬ وأكدت مضمونها شبكة “سي بي إس نيوز” الأمريكية، أن غيتس كان يبدي اهتماما واضحا بالتواصل مع إبستين، لكن زوجته السابقة ميليندا كانت ترفض بشدة هذا الارتباط، ما حال دون تنفيذ مشاريع كانت قيد النقاش بين الطرفين.

وبحسب ما ورد في المراسلات، أطلع مستشار غيتس إبستين عام 2017 على أن رجل الأعمال يرغب في الحديث معه، "لكن زوجته لن تسمح له بذلك". وأضاف المستشار في سلسلة من الرسائل: "إنه يحبك"، و"يسلم عليك"، و"يشعر بالسوء لأنه اضطر للتخلي عن مقترحاتكما المشتركة"، مشيرا إلى أن غيتس اعتبر المشروع "فكرة عظيمة"، إلا أن ميليندا رفضت استمرار التواصل.

مشروع خيري لم يولد
وتكشف الرسائل أن إبستين كان يسعى لدفع غيتس إلى إنشاء صندوق خيري موجه للمانحين (Donor-advised fund)، وهو مشروع كان يأمل في إدارته مستفيدا من ثقة غيتس وشبكته المالية الواسعة.

كما تشير المراسلات إلى أن إبستين تواصل مع كاثرين رويمملر، مستشارة البيت الأبيض السابقة في عهد باراك أوباما ورئيسة الشؤون القانونية حاليا في بنك "غولدمان ساكس"، معتبرا أنها "ستحب الجلوس مع ميليندا وتقديم الجانب الآخر من جيفري لها". وتظهر الوثائق أن علاقة رويمملر بإبستين كانت وثيقة خلال سنواته الأخيرة، رغم أنها لم تتهم بأي جرائم.

وجاءت الرسائل خلال ترتيبات حفل عشاء سنوي كان من المفترض عقده في واشنطن العاصمة، في إطار محاولات إبستين لتعميق صلاته بغيتس. وتؤكد وثائق أصدرها الكونغرس في أيلول/ سبتمبر الماضي وجود اجتماعات متعددة بين الطرفين مرتبطة ببحث دعم مالي لمؤسسة غيتس الخيرية للصحة العالمية.

اظهار أخبار متعلقة


طلاق غيتس.. ودور إبستين 
وفي عام 2021، أعلن بيل وميليندا غيتس طلاقهما بعد 27 عاما من الزواج. وقالت ميليندا لاحقا إن علاقة زوجها بإبستين كانت عاملا رئيسيا في قرار الانفصال، مؤكدة في تصريح سابق لمجلة فانيتي فير: "لم يعجبني أنه كان يعقد اجتماعات مع جيفري إبستين. لقد أوضحت له ذلك"، مشيرة إلى أنها التقت إبستين "مرة واحدة فقط".

ورغم كثرة التساؤلات، لم توجه لغيتس أي تهم جنائية تتعلق بصداقته مع إبستين، الذي توفي منتحرا داخل زنزانته في آب/ أغسطس 2019، في حادث لا يزال مثار جدل واسع ونظريات مؤامرة بسبب صلاته بشخصيات عالمية بارزة.

وفي بيان لشبكة “سي بي إس نيوز” عام 2022، قال غيتس: "لقاء إبستين كان خطأ أندم عليه بشدة. لقد كان خطأ كبيرا في الحكم". وأضاف: "ما زلت مكرسا لعملي في مؤسسة غيتس بالشراكة مع ميليندا، وهدفنا تقليل التفاوتات العالمية ومنح الجميع فرصة لحياة صحية ومنتجة".

شبكة علاقات واسعة
وتسلط الوثائق الضوء على شبكة العلاقات الواسعة التي نسجها إبستين، الذي أدين عام 2008 بتهمة استغلال الأطفال في الدعارة، وقضى 13 شهرا في الحجز قبل أن يفرج عنه بشروط عاد بعدها إلى حياته الباذخة.

ولم يقطع كثيرون علاقتهم به إلا بعد إعادة اعتقاله في تموز/ يوليو 2019 بتهم الاتجار الجنسي بقاصرات في فلوريدا ونيويورك.

وكان إبستين قد بنى ثروته من تقديم استشارات ضريبية وعقارية لأثرياء، وشملت دائرته الاجتماعية شخصيات من العائلة المالكة البريطانية، أبرزهم الأمير أندرو الذي جرد من ألقابه، والرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب، الذي دعا مؤخرا الجمهوريين في الكونغرس إلى نشر ملفات قضية إبستين واصفا القضية بأنها "خداع ديمقراطي"، إضافة إلى الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون.
التعليقات (0)

خبر عاجل