مقالات مختارة

يوم الجمعة نتذكّر أصحاب الكهف وأصحاب النفق …

ياسر أبو هلالة
جيتي
جيتي
‏يتفاخر الأعلام الإسرائيلي بقتل 5 منهم ليلة الجمعة، كما في الصور ، وحقيقة هم من يفتخرون بما قدموا في ملحمة الطوفان التي لا مثيل لها في التاريخ.

‏◾️بحسب هيئة البث الاسرائيلية ” “الجيش الإسرائيلي قتل خلية مسلّحين خرجت من بنية تحتية إرهابية تحت الأرض في رفح
‏رصدت مجموعة القتال التابعة للواء ناحال خمسة مسلّحين خرجوا من بنية تحتية إرهابية تحت الأرض في شرق رفح، خارج الخط الأصفر، واقتربوا من قوات الجيش الإسرائيلي المنتشرة في جنوب قطاع غزة، بشكل شكّل تهديدًا مباشرًا عليهم.سلاح الجو، بتوجيه من القوات على الأرض، قام بتصفية المسلّحين”
‏◾️◾️قيل ان عدد من بقي خلف الخط الأصفر 50 ، أو150، أكثر أم أقل كما أصحاب الكهف . ” لا يعلمهم إلا قليل ” ربهم أعلم بهم، وهم من أكثر قصص حرب طوفان الأقصى إيلاما و إلهامًا؛ كل واحد منهم يصلح رواية وكتاب، وفيلم ..ولا شك أن كل لحظة يعيشونها منذ عامين سُجّلت بتفاصيلها، عند من لا يضل ولا ينسى ولا تخفى عليه خافية ، فما وطئوا موطئا يُغيظ الكفار إلا كتب لهم به عملَ صالح.

‏ثلة في نفق، أم الأمة في نفق ؟
‏هم التعبير الأوضح عن خطة ترامب الغامضة. التي قبلها المقاتلون لا عجزا عن قتال بل لوقف قتل غير المقاتلين.

‏ لم تتطرق الخطة للمقاتلين الذين بقوا وراء الخط الأصفر؛ إذ اعتبرتهم إسرائيل مشاريع قتل أو أهدافًا مشروعة ، ولم ينجح الوسطاء حتى الآن في إقناعها بنقلهم إلى بلد ثالث.

‏◾️◾️تخيّل مقاتلين لم يُلقوا سلاحهم منذ عامين، يعيشون في الأنفاق، لا يرون ضوء الشمس؛ كقصة أصحاب الكهف الذين خرجوا فوجدوا العالم قد تغيّر.مع فارق إنهم وجدوا الطغيان قد زال بعد قرون ، ومجدّهم الأحفاد واتخذوا عليهم مسجدا.
‏هؤلاء يجسدون قمّة الإيمان والتضحية والبطولة والشجاعة التي عرفها الإنسان.

‏هؤلاء يجسدون قمّة الإيمان والتضحية والبطولة والشجاعة التي عرفها الإنسان.
‏لا شمس لا هواء لا طعام لا ذ خيرة تكفي ، نقص في كل ذلك. لكن القليل منه كثير بالنسبة لهم. تزاور الشمس عن نفقهم ، تكفي قطرات ماء ، تكفي بضع رصاصات..
‏في داخل كل واحد منهم طاقةٌ تُوازي مفاعلاً نوويًّا. كيف يستطيع الإنسان أن يبقى صامدًا أكثر من عامين؟!

‏لماذا لا يستسلمون؟
‏من حقهم أن يرفعوا بعد عامين راية بيضاء ، لكنهم يفضلون عليها حمر الدماء!

‏بمعايير البشر العاديين يمكن للمرء أن يصبر يومًا، أيامًا، أو شهرًا؛ لكن أن يصبر عامين وهو يفتقر إلى ضرورات الحياة: الشمس، الهواء، الماء، الطعام… فهذا لا يكون إلا بإيمان بأن في هذا الجسد روحًا عظيمة، وإذا كانت النفوس عظاما تعبت في مرادها الأجساد.

‏كل مقاتل في أنفاق رفح يستحق ألا ننساه.
‏نتذكّر أن هؤلاء إن خرجوا من نفقهم تتخطفهم المسيرات و الاف 35.. وهم بين أمرين أحلاهما مرّ:
‏الفرار أو الردى… فاختاروا الردى
‏انقطع اتصالهم بعالمنا، لكن اتصالهم بالله لم ينقطع.

‏لهم أبناء وأمهات وأخوات لا يعلمون عنهم شيئا
‏وفرقٌ كبير بين من انقطع اتصاله بالبشر، وبين من انقطع اتصاله بالله.

‏لا نرى وجوههم ولا نعرف اسما منهم كما صاحب النقب المجهول حتى يومنا ، لكنه عند الله معلوم .
‏◾️روى الإمام أحمد (حديث رقم 23468) عن عطية بن بسر المازني:

‏أن المسلمين حاصروا قلعة، فوجدوا فيها نقبًا، فدخلوا منه وفتحوها.
‏فسأل النبي ﷺ:
‏“من صاحب النقب؟”
‏فلم يجبه أحد.
‏ثم جاء رجل مِن الليل، فاستأذن على النبي ﷺ وقال:
‏“أنا صاحب النقب، على أن لا تذكرني لأحد.”
‏فقال ﷺ:
‏“هو من أهل الجنة.
‏◾️◾️لعل الله يخرجهم من نفقهم ، ويلتحقوا بإخوانهم. وربما اختار لهم أن يلتحقوا بمن سبقهم في الشهادة .
‏وفي النهاية هم روايات من البطولة والشجاعة والتضحية والإيمان.
‏ستمرّ عقود ، وقرون ويغادر الجميع هذه الدنيا: الشهداء، ومن خان، ومن تخاذل ، ومن ظلم، ومن اجرم وسرق الأرض . .
‏ويخلد أصحاب النفق، كما خلد أصحاب الكهف.
‏فهم يجسدون الجذور الضاربة في أعماق الأرض، بينما أصحاب المسيّرات عابرون .
‏◾️◾️في يوم الجمعة، حين نقرأ سورة الكهف، لا نعلم عددهم: سادسهم كلبهم أم سابعهم… لكنهم خُلّدوا في التاريخ مع كلبهم الوفي .
‏ترفقت بهم الشمس إذ تزاور عن كهفهم ، وبسط الكلب لهم ذراعيه بعد أن تخلّى عنهم البشر
‏” وكانوا من آياتنا عجبًا.”

الشروق الجزائرية
التعليقات (0)