انتقد الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي
وليد جنبلاط في منشور عبر منصة "أكس" الوفودَ السياسية التي تزور واشنطن، معتبراً أن مهمتها تتركز على "التشكيك والتحريض" وتجاهل "العدوان اليومي".
وتساءل جنبلاط عمّا إذا كانت هذه الوفود قد طالبت برفع معاشات الجيش وقوى الأمن وتحديث تجهيزاتهما، كما دعا إلى معالجة ملف المحكومين الإسلاميين السوريين الذين ترفض السلطة تسليمهم، ولفت أيضًا إلى أزمة اكتظاظ السجون وتفاقم حالات المرض والانتحار داخلهان وتأتي تصريحات جنبلاط، ردا على رئيس الجمهورية، جوزف عون الذي قال في وقت سابق إن: "بعض اللبنانيين يللي بيروحوا على أميركا بيبخوا سم على بعضهن".
وفي وقت سابق، طرح وليد جنبلاط، تساؤلات حول جدوى الدعوات لتبني الحياد وتعديل الدستور اللبناني، مؤكدا أن مثل هذه الخطوات لا جدوى منها ما لم ينسحب الاحتلال الإسرائيلي أولا من الأراضي اللبنانية المحتلة.
وكتب جنبلاط، عبر منصة "أكس"، الخميس: "قبل أن نناشد الحياد ونعدل الدستور، مهلا أيها السادة، فهل إسرائيل ستخرج من الأراضي المحتلة؟"، مضيفا: "وهل من المفيد الخروج من المحيط العربي والتخلي عن مبدأ الأرض مقابل السلام؟". وأضاف: "أما تعديل الدستور فقد يدخلنا بدوامة نقاش داخلي نحن بغنى عنها".
وجاء موقف جنبلاط ردا على إعلان رئيس حزب الكتائب، النائب سامي الجميّل، تقديم اقتراح لتعديل الدستور اللبناني لإدخال مبدأ "الحياد" في مقدمته، معتبرا أن الحياد مطلب قديم يهدف لتحييد لبنان عن صراعات المنطقة.
وفي أحدث تصريح، قال سمير جعجع إنّ "الحكومة اللّبنانيّة لم تُظهر أيّ مثابرة ولا أيّ تصميم على نزع
سلاح حزب الله"، معتبرًا أنّ "غياب الإرادة السياسيّة في هذا الملف يمنع قيام دولةٍ فاعلة في لبنان"، وجاء كلام جعجع في مقابلة مع صحيفة "ذا ناشيونال"، تناولت سلاح حزب الله، والعلاقات مع سوريا، ودول الخليج، والولايات المتحدة، وإمكان التوصّل إلى اتفاق هدنة مع إسرائيل. وشدّد على أنّ "مستقبل لبنان القريب يجب ألّا يكون محصورًا بين خياري الحرب الأهليّة أو حرب إسرائيليّة جديدة على البلاد"، محذّرًا من أن "يتخلّف لبنان عن ركب منطقةٍ تتغيّر بسرعة بسبب حالة الجمود السائدة فيه".
وأوضح جعجع أنّه "في خطوةٍ كسرت محرّمًا استمر لعقود، كلّفت الحكومة اللّبنانيّة في آب الماضي الجيشَ رسميًا بجمع الأسلحة كلّها تحت سلطة الدولة، وبالتالي نزع سلاح حزب الله، وهو أمر يرفضه الحزب بشدّة"، مشيرًا إلى أنّ "مراقبين، ومن بينهم الولايات المتحدة الأميركيّة، يعتبرون أنّ التنفيذ لم يتم بالسرعة المطلوبة، فيما تُصعّد إسرائيل هجماتها على لبنان بشكلٍ متزايد".
بدوره، أكد رئيس البرلمان اللبناني،
نبيه بري، أن حزب الله لم يطلق رصاصة واحدة باتجاه إسرائيل منذ أحد عشر شهرا بشهادة كل العالم ولجنة مراقبة الأعمال العدائية "الميكانيزم" وقوات اليونيفيل، وأشار إلى تنفيذ لبنان كل ما يتوجب عليه بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في جنوب نهر الليطاني مقابل عدم التزام إسرائيل بأي من بنود الاتفاق.
ووصف بري المعلومات عن تهريب حزب الله للسلاح من البحر أو البر أو الجو بأنها كاذبة ولا صحة لها، وردا على سؤال بشأن إعادة ترميم حزب الله لقدراته اعتبر بري أنه من الطبيعي جدا لأي حزب أو تنظيم أو مكون سياسي أن يعيد بناء نفسه وترتيب أوضاعه الداخلية والتنظيمية من وقت إلى آخر.
اظهار أخبار متعلقة
إلى ذلك، أكّد وزير الداخليّة والبلديّات أحمد الحجّار أنّ لبنان يواجه "تحدّيًا أساسيًّا يتمثّل في بسط سلطة الدّولة على كامل أراضيها، تطبيقًا لأحكام الدّستور، واحترامًا لسيادة لبنان ووحدته الوطنيّة، وتعزيزًا للثّقة به في الدّاخل والخارج"، وفي هذا الإطار، أشار الحجّار إلى أنّ "الجيش اللّبناني يتولى، وسائر الأجهزة الأمنيّة، فرض السّيطرة الميدانيّة الكاملة على كلّ شبرٍ من الأرض اللّبنانيّة، وتشكل عمليّة تحرير أرضنا المحتلّة في الجنوب ووقف الاعتداءات الإسرائيليّة المتكرّرة أولويّةً وطنيّةً لا مساومة عليها".
ولا يزال الاحتلال الإسرائيلي، منذ سريان وقف إطلاق النار بوساطة أمريكية في 27 تشرين الثاني/نوفمبر 2024، ينتهك الاتفاق بشكل يومي، وتواصل احتلال 5 تلال لبنانية في الجنوب إلى جانب مناطق أخرى محتلة منذ عقود، رغم سقوط أكثر من 4 آلاف شهيد وإصابة نحو 17 ألفا خلال الحرب الأخيرة بين لبنان والاحتلال الإسرائيلي.