كشفت مؤسسة "
The Sentry" الأمريكية، المتخصصة في تتبع شبكات تمويل العنف حول العالم، عن تورط شركات أمنية إماراتية وكولومبية وبنمية في إرسال
مرتزقة إلى
السودان لدعم قوات
الدعم السريع المتهمة بارتكاب جرائم حرب وإبادة جماعية، مؤكدة أن الجهة الممولة الرئيسة لهذه العمليات هي رجل أعمال إماراتي يرتبط تجاريا بمسؤول حكومي رفيع في
الإمارات.
ووفقا للتحقيق الذ نشرته المؤسسة تحت عنوان «مرتزقة في السودان مرتبطون بشريك تجاري لمسؤول رفيع في حكومة الإمارات»، فإن المرتزقة الكولومبيين المعروفين باسم "ذئاب الصحراء" انضموا إلى صفوف قوات الدعم السريع في مدينة الفاشر، حيث شاركوا في تدريب الأطفال والمشاركة في قتل المدنيين.
رجل أعمال إماراتي وشركات أمنية واجهة
حدد التحقيق هوية المورد الرئيس للمرتزقة بأنه محمد حمدان
الزعابي، مالك شركة غلوبال سيكيورتي سيرفيسز غروب (GSSG)، التي تصف نفسها بأنها "المزود الأمني المسلح الوحيد لحكومة الإمارات".
وأشارت المؤسسة إلى أن الشركة أُسست عام 2016 على يد أحمد محمد الحميري، الأمين العام لديوان الرئاسة الإماراتية — وهو منصب يعادل رئيس موظفي البيت الأبيض في النظام الأمريكي — قبل أن ينقل الحميري ملكية الشركة بالكامل إلى الزعابي في عام 2017.
ويعد هذا الارتباط، بحسب التقرير، دليلا إضافيا على صلة الإمارات بمستويات رفيعة بقوات الدعم السريع. ويشرف الحميري على ديوان يرأسه حاليا الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، الذي يتهم بالوقوف وراء دعم أبوظبي للميليشيا السودانية.
كما يمتلك الزعابي والحميري حصصا ضخمة في شركات أمنية أخرى داخل الإمارات، بينها شركة “سكيورتي غارد ميدل إيست” التي بيعت عام 2023 مقابل 82 مليون دولار لشركة تابعة لمستشار الأمن الوطني الإماراتي الشيخ طحنون بن زايد.
شبكة تجنيد عابرة للقارات
أوضح التحقيق أن شركة "GSSG" تعاقدت عام 2024 مع شركة كولومبية تدعى "Agency for Security International (A4SI)"، لتجنيد مئات الجنود السابقين ونقلهم إلى السودان.
وتدار الشركة الكولومبية من قبل العقيد المتقاعد ألفارو كيخانو المقيم في الإمارات، والمسجلة باسم زوجته كلوديا أوليفيروس.
أما الرواتب والمستحقات المالية لهؤلاء المرتزقة، فتحوّل عبر شركة بنمية تدعى "Global Staffing S.A".، في ما وصفته "The Sentry" بشبكة مالية متشابكة تستخدم لتغطية حركة الأموال بين الأطراف المشاركة.
وأشار التحقيق إلى أن كيخانو مثل شركة "GSSG" في اتصالات سياسية بتشيلي عام 2024، ما يدل على امتداد نشاط الشركة إلى أمريكا اللاتينية.
اظهار أخبار متعلقة
تورط إماراتي ممنهج
ذكرت المؤسسة أن هذه الأنشطة تأتي ضمن نهج إماراتي أوسع يعتمد على توظيف الأجانب والمرتزقة في مهام عسكرية عبر شركات خاصة. وأوضحت أن عددا من المرتزقة الكولومبيين تلقوا تدريبات في أبوظبي، قبل أن يعاد نشرهم عبر قاعدة بوصاصو في الصومال إلى مناطق صراع أخرى، منها السودان.
وفي ايلول/سبتمبر الماضي٬ قدمت الحكومة السودانية شكوى رسمية إلى مجلس الأمن الدولي ضد الإمارات وشركات GSSG وA4SI، متهمة إياها بتمويل وتجنيد مقاتلين لصالح قوات الدعم السريع. وقد نفت أبوظبي الاتهامات، ووصفت الأدلة الواردة في التحقيق بأنها “مفبركة”.
توصيات وتحذيرات
دعت مؤسسة "ذا سنتشري" في ختام تقريرها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة إلى فتح تحقيقات فورية في أنشطة كل من: ( محمد حمدان الزعابي - شركة GSSG - ألفارو كيخانو - كلوديا أوليفيروس - شركة A4SI الكولومبية - شركة Global Staffing S.A. البنمية)
كما طالبت بفرض عقوبات صارمة عليهم بموجب القوانين الخاصة بالسودان أو برامج العقوبات الدولية ذات الصلة، معتبرة أن تلك الأنشطة تقوض السلام والأمن والاستقرار في السودان.
ودعت المؤسسة المؤسسات المالية الدولية إلى تشديد الرقابة على تعاملات الشركات الأمنية الإماراتية، مؤكدة أن علاقة الزعابي الوثيقة بالحميري تشير إلى دعم محتمل من مستويات عليا داخل الحكومة الإماراتية لأنشطة قوات الدعم السريع.