سياسة دولية

كيف حاولت الاستخبارات الأمريكية تجنيد ونستون تشرشل في مهمة دعائية؟

كان تشرشل أحد الشخصيات البارزة التي رشحتها وكالة المخابرات المركزية الأمريكية لهذه المهمة- جيتي
كان تشرشل أحد الشخصيات البارزة التي رشحتها وكالة المخابرات المركزية الأمريكية لهذه المهمة- جيتي
كشفت وثائق نشرتها مؤخرا وكالة المخابرات المركزية الأمريكية ، ونشرتها صحيفة "تلغراف" البريطانية، أن وكالة الاستخبارات الأمريكية حاولت تجنيد رئيس الوزراء البريطاني الأسبق السير ونستون تشرشل في مهمة دعائية سرية ضد الاتحاد السوفييتي خلال الحرب الباردة.

وكانت المحاولة، التي جرت في عام 1958، تهدف إلى دفع تشرشل إلى بث رسائل عبر إذاعة ليبرتي - وهي محطة إذاعية كانت مدعومة وممولة سرا من قبل وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، وتبث إلى دول حلف وارسو والاتحاد السوفييتي في أوروبا الشرقية.

كان الهدف من هذه البرامج، التي نُظمت من مقر وكالة المخابرات المركزية في لانغلي بفرجينيا، "إثارة الفكر التخريبي" بين المستمعين السوفييت وتقويض إيمانهم بالشيوعية. ركز البرنامج على الذكرى الخامسة والسبعين لوفاة كارل ماركس ، وكان يهدف إلى استغلال انتشار "التحريفية" في روسيا، وهو تيار فكري انحرف عن الماركسية اللينينية الرسمية.

وأملت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية في تقديم الماركسية باعتبارها عقيدة خاطئة تاريخيا، وغير ذات صلة بالحقائق الاقتصادية والاجتماعية المعاصرة، وبالتالي إضعاف شرعية الدولة السوفييتية.كان تشرشل، البالغ من العمر آنذاك 83 عامًا، صديقًا لمدير وكالة المخابرات المركزية آنذاك ألين دالاس . مع ذلك، لا تتضمن الوثائق تفاصيل المحتوى المُخطط لبرامجه الإذاعية، ويقول الخبراء إنه لا يوجد دليل على قبوله الدعوة. في ذلك الوقت، أجّل تشرشل زيارةً مُخططًا لها إلى واشنطن لأسباب صحية.

اظهار أخبار متعلقة


وكان تشرشل أحد الشخصيات البارزة التي رشحتها وكالة المخابرات المركزية الأمريكية لهذه المهمة. ومن بين الأسماء الأخرى المذكورة في الوثائق شخصيات سياسية بريطانية مثل كليمنت أتلي، وأنيورين بيفان، وهيو جيتسكيل ، بالإضافة إلى مثقفين مثل آرثر كويستلر وأرنولد توينبي.

وجرى أخذ شخصيات دولية بعين الاعتبار، مثل الرئيس الفرنسي السابق فنسنت أورييه، ونائب المستشار النمساوي برونو بيترمان.

 وأشار البروفيسور روري كورماك من جامعة نوتنغهام إلى أن محاولة التجنيد هذه تُمثل نموذجًا لاستراتيجية الدعاية التي انتهجتها وكالة المخابرات المركزية الأمريكية في خمسينيات القرن الماضي، والتي صُممت لتقويض السلطة وتشجيع التشكيك في الأفكار السائدة. ولا تزال إذاعة الحرية، التي موّلتها وكالة المخابرات المركزية بين عامي 1951 و1972، تعمل حتى اليوم بتمويل من الحكومة الأمريكية، بعد اندماجها مع إذاعة أوروبا الحرة.
التعليقات (0)

خبر عاجل