سياسة دولية

حديث عن خطة أمريكية لقلب النظام في فنزويلا بذريعة "المخدرات" وحقوق الإنسان

مادورو يوجه خطابا لترامب "لا للحرب" عقب تدمير الولايات المتحدة قوارب قبالة سواحل فنزويلا - جيتي
مادورو يوجه خطابا لترامب "لا للحرب" عقب تدمير الولايات المتحدة قوارب قبالة سواحل فنزويلا - جيتي
كشف مسؤول أمريكي رفيع لموقع "Drop Site" أن معظم الزوارق التي استهدفتها الضربات الأمريكية بذريعة مكافحة تهريب المخدرات، لا تملك الوقود أو القدرة للوصول إلى المياه الأمريكية، وهو ما يتناقض مع تصريحات وزير الدفاع بيت هيغسث، كما وسبق للسيناتور راند بول أن أكد عدم وجود أي إنتاج للفنتانيل في فنزويلا.

ووفقا لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، فإن فنزويلا ليست دولة منتجة للكوكايين، فيما تتركز جميع محاصيل الكوكا – المكون الرئيسي للكوكايين – في كولومبيا وبيرو وبوليفيا، كما وأن التقرير السنوي لإدارة مكافحة المخدرات الأمريكية الذي نُشر في آذار/مارس الماضي، لم يذكر فنزويلا في الصفحات الأربع المخصصة لتهريب الكوكايين، مستشهدا بدلا من ذلك بالإكوادور وأمريكا الوسطى والمكسيك.

ورغم هذا ما زال مسؤولو الإدارة الأمريكية يقولون إن بعض الاتجار بالمخدرات يمر عبر فنزويلا، فيما يحاول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب استغلال قضية المخدرات كمبرر لتصعيده العسكري ضد مادورو، إذ أعلن أن المخدرات البحرية القادمة من فنزويلا انخفضت بنسبة 95 بالمئة مقارنة بالعام الماضي، مضيفًا: "الآن تأتي عبر البرّ… والبرّ سيكون التالي"، في مؤشر إلى إمكانية شنّ عمليات برية من دون موافقة الكونغرس. وفي اليوم التالي، أرسلت واشنطن حاملة طائرات إلى المنطقة، في خطوة تصعيدية جديدة.

ضربات دون إعلان حرب
والخميس، أخبر ترامب "سي أن أن" أنه يمكنه مواصلة شن ضربات ضد مهربي مخدرات مزعومين في الخارج دون أن يصدر الكونغرس أولا إعلان حرب رسمي، وبينما قال إنه سيخطر الكونغرس بأي عمليات على البر، إلا أنه زعم أنه لن يواجه أي معارضة، وقال: "لن أطلب بالضرورة إعلان حرب، أعتقد أننا سنقتل الأشخاص الذين يدخلون المخدرات إلى بلدنا. حسنًا؟ سنقتلهم، كما تعلم، سيكونون أمواتا.".

كما أثار تراكم القوات الأمريكية تساؤلات حول نية إدارة ترامب في المنطقة. وقال الناطق الرسمي باسم البنتاغون شون بارنيل، إن تحريك السفينة "جيرالد فورد" وجناحها الجوي المرافق والقيام بمجموعة ضربات كان يهدف إلى "تفكيك المنظمات الإجرامية العابرة للأوطان ومكافحة الإرهاب المتعلق بالمخدرات".

تغيير بذريعة حقوق الإنسان
وتشير مصادر مطلعة في البيت الأبيض إلى أن وزير الخارجية ماركو روبيو يقف وراء الخطاب العدائي والموقف العسكري المتزايد تجاه فنزويلا، وفي الأشهر الأولى من إدارة ترامب الثانية، حاول روبيو إقناع الرئيس بضرورة تغيير النظام في فنزويلا بذريعة حقوق الإنسان والانتخابات، لكنه لم ينجح. وبعد انضمامه إلى مجلس الأمن القومي، قدّم حجة جديدة مفادها أن مادورو "تاجر مخدرات إرهابي"، مستندًا إلى لائحة اتهام تعود إلى عام 2020 في عهد ترامب الأول.

النفط محور المصالح الأمريكية
وكشفت المصادر أن مادورو عرض تسليم موارد النفط  مقابل وقف التصعيد، إلا أن ترامب رفض العرض بعد أن أقنعه روبيو بأن الطريق الأفضل للحصول على نفط فنزويلا هو "تغيير النظام"، والتفاوض مع حكومة جديدة موالية، وقد أظهرت تقارير حكومية أن صادرات فنزويلا النفطية إلى الصين تبلغ نحو نصف مليون برميل يوميًا، وهي نسبة صغيرة مقارنة بالإمكانات الكاملة للبلاد.
تحالف "الخماسي" يدير السياسة الخارجية.

اظهار أخبار متعلقة


كما أوضحت المصادر أن السياسة الخارجية لإدارة ترامب تُدار من قبل ما يُعرف بـ"عصابة الخمسة"، والتي تشمل: ماركو روبيو وستيفن ميلر وسوزي وايلز وستيف ويتكوف ونائب الرئيس جيه. دي فانس"، أما وزير الحرب بيت هيغسث، فقد تبنى استراتيجية روبيو، واستمر في شنّ غارات على قوارب يُزعم أنها تحمل مخدرات، ما أدى إلى مقتل ركابها، فيما وصفها بأنها "حرب أبدية على المخدرات".

التمويل العسكري في كولومبيا
وتشير العقود الفيدرالية إلى نشاط عسكري مكثف في كولومبيا، شمل تدريب قوات محلية وتزويدها بزوارق قتالية وأنظمة محاكاة إطلاق نار، إلى جانب استشارات متعلقة بالطاقة والمعادن، لكن التمويل الأمريكي يواجه انتقادات بعد إدانات الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو لغارة جوية أمريكية أدت إلى مقتل صيادين في المياه الكولومبية منتصف أيلول/سبتمبر الماضي، كما اتهمت نائبة الرئيس الفنزويلية ديلسي رودريغيز شركة "إكسون موبيل" بتمويل عدوان عسكري في المنطقة.

الإعلام والحرب المعلوماتية
وفي السياق، كشفت الوثائق أن وكالة الاستخبارات الأمريكية حاولت تجنيد مسؤول إعلامي فنزويلي بارز مقابل تخفيف العقوبات، في خطوة تعكس سعيها لاختراق وسائل الإعلام المحلية، كما أظهرت سجلات العقود الفيدرالية تمويل عمليات استخبارات ميدانية وشركات خاصة تعمل على جمع معلومات في فنزويلا وغويانا.

التعليقات (0)

خبر عاجل