انتُخبت النائبة لوسي باول نائبًا جديدًا
لزعيم الحزب كير ستارمر، في خطوة تُعدّ مؤشراً على تصاعد الأصوات المطالبة بإعادة
توجيه الحزب نحو "قيمه الاجتماعية الحقيقية" بعد سلسلة من الإخفاقات
السياسية والتنظيمية التي هزت قيادته خلال الأسبوع الماضي.
وقالت باول، في خطابها الأول عقب إعلان
النتائج، إن
حزب العمال "يجب أن يتغير في طريقة عمله ليبقى أكثر مبدئية
واستراتيجية، وأقل تكتيكية"، مؤكدة أن "الحزب يحتاج إلى أن يكون أكثر
التصاقاً بالحركة العمالية والمجتمعات التي يمثلها، وأن يُسترشد بقيمه الجوهرية".
وأضافت النائبة عن مانشستر سنترال أن "
بريطانيا
عانت طويلاً من اقتصاد يخدم مصالح القلة على حساب الأغلبية"، مشددة على أن "الطريق
نحو التغيير يبدأ باستعادة الخطاب السياسي القادر على تحدي روايات اليمين المتطرف،
لا بمجاراة خطابه".
وأوضحت قائلة: "لن نفوز بمحاولة التفوق على حزب (الإصلاح)
اليميني، بل ببناء توافق تقدمي واسع يعيد الأمل للناس".
تأتي تصريحات باول في وقت يواجه فيه حزب
العمال ضغوطاً داخلية متزايدة بعد أسبوع وصفته وسائل الإعلام البريطانية
بـ”العاصف”، إثر سلسلة من الإخفاقات شملت الفوضى في تحقيقات قضايا عصابات
الاستغلال الجنسي، وعودة مهاجر أُعيد إلى فرنسا بموجب اتفاق "واحد داخل ـ
واحد خارج"، إضافة إلى إطلاق سراح غير متعمد لسجين خطير، وانتهاءً بهزيمة
انتخابية في معقل الحزب التقليدي بويلز.
من جانبه، اعترف زعيم الحزب كير ستارمر بأن "النتائج
الأخيرة تمثل تذكيراً مؤلماً بضرورة التجديد السريع داخل الحزب"، مؤكداً أن "العمال
يجب أن يتحدوا ويواصلوا التركيز على معركة استعادة روح الأمة البريطانية".
وقال في بيان له: "علينا أن نُظهر للناس أن التغيير
ممكن، وأن التجديد هو السبيل الوحيد لمواجهة التراجع والانقسام. هذه هي معركتنا
الحقيقية من أجل روح بلادنا".
ويُنظر إلى انتخاب باول، التي كانت قد
أُقيلت من حكومة ستارمر الظلية في سبتمبر الماضي، بوصفه تحولاً داخلياً مهماً قد
يدفع الحزب إلى مراجعة استراتيجيته السياسية، خصوصاً مع إعلانها أنها لا تنوي
العودة إلى أي منصب حكومي لتحتفظ بـ"حرية التعبير عن رؤيتها الإصلاحية".
ويعكس صعود باول إلى موقع نائب الزعيم رغبة
القواعد العمالية في رؤية قيادة أكثر استقلالية عن الحسابات الانتخابية الضيقة،
وأكثر التزاماً بمبادئ العدالة الاجتماعية التي ميّزت الحزب تاريخياً.
ويخشى شق من حزب العمال من أن الانقسام بين
تيار ستارمر المعتدل وباول ذات التوجه اليساري قد يعمّق التوتر داخل الحزب، في
لحظة سياسية حاسمة تسبق
الانتخابات المقبلة، وسط صعود مستمر للشعبويين واليمين
القومي في المشهد البريطاني.
اظهار أخبار متعلقة