سياسة دولية

اتهامات تطال إيهود باراك في مذكرات ضحايا شبكة إبستين الجنسية

ضحية إبستين تروي في مذكراتها تفاصيل صادمة عن “رئيس الوزراء”.. وباراك ينفي - الأناضول
ضحية إبستين تروي في مذكراتها تفاصيل صادمة عن “رئيس الوزراء”.. وباراك ينفي - الأناضول
بدأت المكتبات الأمريكية، الثلاثاء، توزيع كتاب جديد يتضمن مذكرات فرجينيا جيوفري، إحدى أبرز ضحايا شبكة الاتجار الجنسي التي أدارها رجل الأعمال الأمريكي الراحل جيفري إبستين، المعروف بعلاقاته الوثيقة مع شخصيات سياسية واقتصادية بارزة، من بينها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود باراك.

المذكرات التي تحمل عنوان "لست فتاة أحد: ذكريات النجاة من الاعتداء والنضال من أجل العدالة"، كانت جيوفري قد أعدتها قبل انتحارها في نيسان/ أبريل الماضي، لتكون بمثابة شهادة شخصية على سنوات من الانتهاكات التي تعرضت لها في إطار شبكة إبستين، التي وُصفت بأنها من أخطر شبكات الاستغلال الجنسي في الولايات المتحدة.

وفي قراءة للكتاب، ذكر موقع "نيويورك بوست" بأن جيوفري كانت قد أشارت سابقا، ضمن وثائق قضائية، إلى إيهود باراك بوصفه أحد رجال النخبة الذين اعتدوا عليها جنسيا، وهو اتهام نفاه باراك بشكل متكرر في تصريحات علنية سابقة.

وبحسب ما أورده الموقع الأمريكي، تروي جيوفري في مذكراتها أنها التقت "رئيس الوزراء" لأول مرة في الجزيرة الخاصة التي كان يملكها إبستين في جزر العذراء الأمريكية عام 2002، عندما كانت تبلغ من العمر 18 عاما فقط. وتقول إنها تلقت أوامر بمرافقته إلى كوخ صغير في الجزيرة، حيث أوضح لها الرجل فور أن أصبحا وحدهما أنه "يريد العنف".

وأضافت في وصف صادم: "لقد خنقني مرارا حتى فقدت الوعي، وكان يستمتع برؤيتي خائفة على حياتي".

ورغم أن جيوفري لم تذكر اسم باراك صراحة في هذه الواقعة، واكتفت بالإشارة إلى "رئيس الوزراء"، إلا أنها تابعت قائلة: "لم أكن أعلم حينها أن تفاعلي الثاني مع رئيس الوزراء كان بداية النهاية بالنسبة لي"،
موضحة أنها توقفت بعد تلك الحادثة عن تجنيد فتيات صغيرات لصالح إبستين، كما كان يُجبرها سابقا.

وأشار تقرير "نيويورك بوست" إلى أن باراك نفى مرارا وتكرارا الادعاءات التي وجهتها إليه جيوفري، مؤكدا أنه لم يكن على علم بطبيعة أنشطة إبستين غير القانونية، رغم الصداقة التي جمعته به.

وفي سياق متصل، أعادت مقابلة نادرة مع غيلين ماكسويل٬ شريكة إبستين السابقة التي تقضي حكما بالسجن٬ تسليط الضوء على علاقة الأخير بباراك. ففي حوار أجرته معها مجلة أمريكية في 24 آب/ أغسطس الماضي، ونقله نائب المدعي العام تود بلانش، قالت ماكسويل إن إبستين كان "مقربا من رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق"، لكنها أضافت أنها "لا تتذكر سوى القليل عن لقاءاتهما".

وتعود قضية جيفري إبستين إلى عام 2005، حين وُجهت إليه تهمة ممارسة الدعارة مع قاصر، قبل أن تتكشف لاحقا تفاصيل أوسع حول شبكة منظمة للاتجار الجنسي بالقاصرات (تتراوح أعمارهن بين 13 و17 عاما)، استخدم فيها منازله الفاخرة وجزيرته الخاصة لارتكاب جرائم الاستغلال والاعتداء.

وفي عام 2019، أعيد اعتقال إبستين مجددا بتهم تتعلق بالاتجار بالبشر، قبل أن يُعثر عليه ميتا في زنزانته في سجن مانهاتن الفيدرالي في ما وُصف رسميا بأنه "انتحار"، رغم استمرار الشكوك حول ملابسات وفاته.

ورغم مرور أكثر من خمس سنوات على وفاته، فإن القضية ما زالت تتفاعل في الأوساط السياسية والإعلامية الأمريكية، خصوصا بعد نشر مذكرات جيوفري التي أعادت إحياء الجدل حول حجم تورط شخصيات بارزة من العالمين السياسي والاقتصادي في شبكة إبستين، ومدى تستر السلطات عن بعض تفاصيلها الحساسة.
التعليقات (0)

خبر عاجل