أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تعيين
مارك سافايا في منصب المبعوث الأمريكي الخاص إلى العراق. وقال ترامب عبر منصته "تروث سوشيال إن": فهم مارك العميق للعلاقات العراقية الأمريكية، وعلاقاته في المنطقة، سيساهم في تعزيز مصالح الشعب الأمريكي"، ولفت إلى أن مارك "كان لاعبًا رئيسيًا في حملته الانتخابية في ميشيغان، حيث ساهم هو وآخرون في تحقيق نسبة تصويت قياسية بين الأمريكيين المسلمين.
وأثار قرار الرئيس الأمريكي اهتمامًا واسعًا في الأوساط السياسية والإعلامية، وعد تعيينه لسافايا "مؤشر مهم على وضع العراق في صدارة الأجندة الأمريكية الحالية"، رغم أنه لا يمتلك رصيداً سياسياً معروفاً سوى نشاطه في حملة ترامب.
إليزابيث تسوركوف: التعيين خبر سيّئ لإيران
وفي تعليق مفاجئ، قالت الباحثة الإسرائيلية – الروسية إليزابيث تسوركوف، التي أُفرج عنها من قبضة كتائب حزب الله بعد 903 أيام من الأسر، إنها "تهنئ مارك سافايا على هذا التعيين المهم"، مشيرة إلى أنه "لعب دورًا محوريًا في تحريرها دون أي مقابل"، وأضافت تسوركوف أن "هذا التعيين خبر سيّئ للغاية لكل من يخدم مصالح إيران في العراق ويسعى لتقويض السيادة العراقية".
يُعرف مارك سافايا بأنه رجل أعمال أمريكي بارز ورائد في صناعة القنّب بولاية ميشيجان، يبلغ من العمر 40 عامًا، والرئيس التنفيذي لشركة "ليف آند بد"، إحدى أسرع شركات القنّب نموًا في الولاية، وهو مولود لعائلة عراقية كلدانية هاجرت من العراق في تسعينيات القرن الماضي.
علاقته بترامب
بنى علاقته بالرئيس الأمريكي من خلال اشتراكه في نادي "مار-آ-لاجو" الخاص بترامب في فلوريدا، حيث بنى علاقة وثيقة ومباشرة معه، ووُصف بأنه مؤيد قوي له وداعم لحملاته الانتخابية، وتوّجت هذه العلاقة بإعلان ترامب في 19 تشرين الأول/ أكتوبر 2025 تعيين مارك سافايا "مبعوثًا خاصًا لجمهورية العراق".
محطات حياته
استقرت عائلته في منطقة ديترويت بولاية ميشيجان، التي تحتضن أكبر جالية كلدانية خارج العراق، وينتمي إلى الطائفة الكلدانية الكاثوليكية، حيث نشأ في بيئة معروفة بنجاحها في قطاعات التجارة والتجزئة، ما دفعه منذ صغره للميل نحو التجارة والأعمال الحرة التي كانت سببًا في شهرته.
وقبل دخوله صناعة القنّب، أمضى سنوات في إدارة وتملك العديد من المتاجر الصغيرة ومحطات الوقود، ثم بدأ مشواره المهني بالدخول إلى صناعة القنّب في ميشيجان، من خلال بوابة برنامج مقدّمي الرعاية الطبي الأمريكي، الذي يسمح بزراعة كميات محدودة منه للمرضى، ومع تشريع الاستخدام الترفيهي في الولاية عام 2018، أسس شركته التي سرعان ما أصبحت لاعبًا رئيسيًا في السوق.
شهرة واسعة
استثمر سافايا عشرات الملايين من الدولارات في بناء وتجهيز منشآت زراعة ومعالجة على أحدث طراز، بما في ذلك مجمّع ضخم في ديترويت وآخر في سنتر لاين، ما أدى إلى خلق مئات الوظائف والمساهمة في الإيرادات الضريبية للمدن التي تعمل فيها شركته، كما تسيطر شركته على سلسلة الإنتاج بأكملها، من زراعة البذور إلى معالجة النباتات وصولًا إلى بيع المنتج النهائي للمستهلك في جميع أنحاء الولاية، حيث يستطيع الآن إنتاج أكثر من 50 سلالة مختلفة داخل المنزل باستخدام الزراعة العضوية في التربة، لتلبية طلبات المستهلكين.
اظهار أخبار متعلقة
الجدل في ديترويت
لم تخلُ مسيرة سافايا من الجدل. ففي ربيع 2024، أثارت حملة لوحات إعلانات Leaf & Bud نقاشًا في مجلس مدينة ديترويت بسبب "الانتشار المفرط" لإعلانات القنّب، فيما دعت العضو أنجيلا ويتفيلد-كالواي حينها إلى تقييد الإعلانات، وذُكر اسم سافايا صراحة في جلسات المجلس، كما تابعت القنوات المحلية مثل FOX 2 Detroit وDetroit News القضية على مدار شهرين قبل أن تحيل البلدية الملف إلى الدائرة القانونية لصياغة ضوابط جديدة للإعلانات قرب المدارس ودور الحضانة.
دعاوى قانونية دون إدانات
تكشف سجلات محاكم ميشيغان عن دعاوى تجارية ومدنية ارتبطت باسم سافايا، منها:
McGregor v. Savaya, Mark et al. (Leaf & Bud LLC) في مقاطعة ماكومب عام 2024.
Savaya v. Barash Eddie في مقاطعة أوكلاند عام 2023.
ورغم هذه القضايا، لا توجد أي اتهامات جنائية تتعلق بالقنّب أو المخالفات القانونية، إذ تقتصر الدعاوى على خلافات تجارية أو تعاقدية ضمن الصناعة.