رياضة عربية

فشل الرهان على "أوديني".. احتجاجات قبل لقاء إيطاليا و"إسرائيل" (شاهد)

السلطات المحلية نشرت المئات من عناصر الشرطة والجيش في أرجاء المدينة - الأناضول
السلطات المحلية نشرت المئات من عناصر الشرطة والجيش في أرجاء المدينة - الأناضول
قبل ساعات من انطلاق مباراة إيطاليا أمام الاحتلال الإسرائيلي ضمن تصفيات كأس العالم 2026، تحولت مدينة أوديني شمال شرق إيطاليا إلى ساحة سياسية مشتعلة، وسط إجراءات أمنية مشددة وتظاهرات حاشدة منددة بجرائم حرب الاحتلال الإسرائيلي في غزة.

ففي الوقت الذي يستعد فيه المنتخب الإيطالي لخوض مباراته على ملعب "فريولي"، خرج آلاف المحتجين في مسيرة دعت إليها لجنة "من أجل فلسطين – أوديني"، طالبوا خلالها الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) بحظر مشاركة "إسرائيل" في جميع المسابقات، متهمين منتخبها بـ"تمثيل سياسات الاحتلال".

ورغم موافقة الاحتلال الإسرائيلي وحركة "حماس" على اتفاق لوقف إطلاق النار بوساطة مصرية قطرية تركية ورعاية أمريكية، أكد المنظمون تمسكهم بالاحتجاج، مشددين على أن الهدنة لا تعني تجاهل الجرائم السابقة، حيث قال أندريا تشامبي، أحد المشاركين في المسيرة، لوكالة "رويترز": "وقف إطلاق النار لا يكفي. ما زال الفلسطينيون بلا صوت في أي اتفاق، والعدالة لم تتحقق بعد".


أوديني تحت الحصار الأمني
السلطات المحلية نشرت المئات من عناصر الشرطة والجيش في أرجاء المدينة، وأقامت حواجز خرسانية حول الاستاد، وأغلقت الطرق المؤدية إليه، في مشهد غير مألوف للمدينة الصغيرة الهادئة عادة.
وأعلنت الحكومة المحلية قيودًا على المرور وإغلاق المطاعم والمقاهي مبكرًا، كما منعت تقديم المشروبات في عبوات زجاجية أو معدنية خشية استخدامها في الاشتباكات.

اظهار أخبار متعلقة


وقال باولو ليتسي، أحد سكان المدينة، إن "المشهد أشبه بحالة طوارئ"، مضيفًا: "الطائرات تحلق على ارتفاع منخفض، والدوريات في كل مكان... كل هذا من أجل مباراة كرة قدم؟"، فيما أعلن الاتحاد الإيطالي لكرة القدم إنه باع ما يزيد قليلا على 9 آلاف تذكرة للمباراة أمام إسرائيل، أي أقل بكثير من العدد المخفض للحضور والبالغ 16 ألفا.


جدل سياسي حول "اختيار المدينة"
وأثار ناشطون تساؤلات حول سبب اختيار أوديني تحديدًا لاستضافة المباراة، معتبرين أن القرار له أبعاد سياسية أكثر من كونه رياضيًا.

فالمدينة تقع ضمن إقليم فريولي فينيتسيا جوليا المعروف تاريخيًا بتوجهاته المحافظة، لكنها تدار حاليًا من عمدة يساري، ما جعلها، "رمزًا لصراع داخلي بين اليمين واليسار في الموقف من الحرب على غزة".

وقالت الناشطة الإيطالية ميليسا من نوفارا: "اختيار أوديني محاولة لتقليل حجم الاحتجاجات، فمدن مثل ميلانو وتورينو أكثر صخبًا وأقل قابلية للسيطرة الأمنية".

اظهار أخبار متعلقة



أما الشاب ريكاردو فأشار إلى "ازدواجية الغرب" قائلاً: "استبعدت روسيا من البطولات بسبب أوكرانيا، لكن إسرائيل تمنح الضوء الأخضر رغم المجازر في غزة".

تضامن رياضي بديل

وفي العاصمة روما، أعلنت منظمات طلابية وفنية عن تنظيم مباراة رمزية بعنوان "بطولة حقوق الإنسان" بين فريقي إيطاليا وفلسطين، بمشاركة فنانين ومثقفين معروفين، بهدف تحويل الحدث الرياضي إلى مساحة تضامن إنساني.

وقال مغني الراب الإيطالي كينتو، أحد المشاركين في المباراة الرمزية، إن "كرة القدم يجب ألا تكون صامتة أمام المآسي، بل وسيلة لرفع الوعي".

ومن المقرر أن تُقام المباراة في ساحة أوستينسي المفتوحة للجمهور، بمشاركة منظمات حقوقية تدعو إلى "تحويل الملاعب إلى منصات للسلام لا التطبيع".


التعليقات (0)