سياسة عربية

مغاربة في "أسطول الصمود" معتقلون لدى الاحتلال حتى الآن.. ما القصة؟

غالي وبن الضراوي لا يزالان قيد الاعتقال في سجن "كاتسيعوت"- أكس
غالي وبن الضراوي لا يزالان قيد الاعتقال في سجن "كاتسيعوت"- أكس
رغم مرور أسابيع على اختطاف المشاركين في "أسطول الصمود العالمي/ المغاربي" الهادف إلى كسر حصار الاحتلال الإسرائيلي على غزة، في المياه الدولية، من جيش الاحتلال الإسرائيلي، وإطلاق سراح جلّهم بعد أيام؛ إلاّ أنّ الغموض لا يزال يلفّ مصير المغربيين عزيز غالي، رئيس الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، وعبد العظيم بن الضراوي، العضو في المبادرة المغربية للدعم والنصرة.

غالي وبن الضراوي، لا يزالان، إلى حدود كتابة هذا التقرير، قيد الاعتقال في سجن "كاتسيعوت" بصحراء النقب، وذلك في وقت تتضارب فيه الروايات الرسمية والإعلامية حول ظروف احتجازهما وأسباب تأخر ترحيلهما إلى المغرب.

روايات متضاربة وصمت رسمي
القصة بدأت حين نشرت مواقع مغربية محلّية، خبرا، يفيد بأنّ "مكتب الاتصال المغربي في تل أبيب" قد نجح في الإفراج عن المعتقلين المغربيين. غير أنّ هذه الرواية سقطت أمام نفي قاطع من طرف ممثل اتحاد المحامين العرب في أسطول الصمود، عبد الحق بنقادي، الذي أكّد عبر تصريح صحفي، أنه اتصل بالمنسقة القانونية للأسطول، نجاة هدريش، فنفت بشكل مطلق أي تدخّل أو وساطة مغربية أدت للإفراج عنهم.

بنقادي انتقد، في الوقت نفسه، ما وصفه بـ"التسرع الإعلامي والانجرار وراء روايات تحاول تلميع صورة مكتب الاتصال المغربي لدى الكيان الصهيوني"، مؤكدا أنّ: "هذه الأخبار تسيء إلى مناضلين شرفاء نعرف مواقفهم الثابتة ضد التطبيع".

شهادات من داخل الزنازين
من داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي، نقل المعتقل السابق أيوب حبراوي، أحد المشاركين المغاربة في الأسطول الذي أفرج عنه مؤخرا، شهادة إنسانية وصفت بـ"المؤثرة".

وقال حبراوي: "كنا في الزنازين متقاربين، وكنت أسمع صوت الرفيق عزيز غالي في الزنزانة المجاورة. لم يزرنا أي مسؤول مغربي طيلة مدة الاعتقال، على عكس الوفود الأجنبية التي حظيت بزيارات رسمية من دولها. شعرنا كأننا يتامى وسط الآخرين".

وتابع عبر منشور على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": "إنّ محاولة بعض وسائل الإعلام القول إنّ عزيز غالي رفض لقاء مسؤول مكتب الاتصال ليست سوى محاولة مكشوفة لتحميله مسؤولية غياب الدولة عن أداء واجبها، وإيهام الرأي العام بأنّ السلطات كانت تقوم بمهامها الدبلوماسية على أكمل وجه، في حين أنّ الواقع كان عكس ذلك تمامًا".


وأضاف: "أما بخصوص الادعاء بأن الرفيق عزيز غالي رفض طبع جواز سفره بختم الكيان الصهيوني، فهو محض افتراء يراد به تشويه موقفه المبدئي وإظهاره كمصدر للمشاكل داخل المجموعة. الحقيقة أن أحدًا من المشاركين لم يطبع جواز سفره بختم الكيان".

من جهتها، كشفت المديرة القانونية لمركز "عدالة" في الأراضي الفلسطينية المحتلة، المحامية سهاد بشارة، أنها زارت المغربيين المعتقلين صباح الخميس 9 تشرين الأول/ أكتوبر 2025، مشيرة إلى أنّ: "حالتهما الصحية جيدة عموما، لكنهما منهكان ومتعبان نفسيا، ويواصلان إضرابهما عن الطعام".

وأضافت بشارة، عبر تصريح صحافي، أنّ: "المركز لم يتلقّ أي جواب رسمي حول موعد ترحيلهما"، فيما أوضحت أنّ: "هناك قرارا مبدئيا بالترحيل لكن دون تحديد توقيت، بسبب مماطلة إسرائيلية مغطاة بتعقيدات بيروقراطية".

اظهار أخبار متعلقة


تساؤلات كثيرة
في الوقت الذي رحّلت فيه سلطات الاحتلال أكثر من 260 مشاركا من الأسطول، من بينهم أربعة مغاربة، عبر تركيا والأردن، تم استثناء غالي وبن الضراوي دون أي مبررات واضحة، إلى حدود اللحظة.

الناطق الرسمي باسم مركز "عدالة"، معتصم زيدان، أكّد في عدد من التصريحات الصحافية، أنّ: "لا تهم موجهة لهما، والاحتجاز غير قانوني"، مبرزا أنّ: "سلطات الاحتلال تتحجج بعدم توفر طائرات أو مسارات آمنة لترحيلهما، وهي مبررات واهية تُخفي خلفها رغبة في معاقبتهما على مواقفهما الرافضة للتطبيع".

إلى ذلك، قضية غالي وبن الضراوي لم تعد مسألة احتجاز فردي، بل تحوّلت قضية رأي عام في المغرب، حيث رجّت مواقع التواصل الاجتماعي بالتغريدات والتدوينات المطالبة بإطلاق سراحهما، وبضرورة تدخّل السلطات المغربية في ذلك، كما امتلأت عدد من السّاحات بمواطنين محتجّين على استمرار اختطافهما من الاحتلال الإسرائيلي.


ويقول عدد من المحتجّين: "لم يكن الهدف من أسطول الصمود العالمي/ المغاربي، سياسيا، بل إنسانيا بالأساس، إذ شارك فيه مئات الناشطين من أكثر من 30 دولة لمحاولة إيصال المساعدات إلى غزة بعد انتهاء الحرب الأخيرة"، مبرزين: "كما تمّ إطلاق سراح الجميع لا بد من إطلاق سراح غالي وبن ضراوي".
التعليقات (0)