سياسة عربية

موالون للسيسي يتهمون دمشق بترتيب تظاهرة ضد مصر ويطالبون بترحيل السوريين

عدد السوريين في مصر ارتفع بشكل كبير عام 2023 إلى أكثر من 153 ألف شخص – الأناضول
عدد السوريين في مصر ارتفع بشكل كبير عام 2023 إلى أكثر من 153 ألف شخص – الأناضول
أشعلت تظاهرة شهدتها سوريا، وهاجمت موقف النظام المصري من الحرب على قطاع غزة، ردود فعل وموجة انتقادات واسعة خصوصا من إعلاميين محسوبين على السلطة، تطورت لحملة توقيعات تطالب بفتح “ملف اللاجئين السوريين” أو ترحيلهم من البلاد، وهي تطورات قد تهدد بإشعال سجال سياسي إعلامي أوسع، وسط تاريخ معقد لوجود السوريين في مصر منذ 2011.


وكان مصريون تداولوا على مواقع التواصل الاجتماعي مظاهرات نظمها سوريون قرب الجامع الأموي في دمشق، ورددوا هتافات ضد رئيس النظام المصري عبد الفتاح السيسي، على خلفية جدل متكرر حول معبر رفح والإغاثة إلى غزة، فضلا عن خطاب السيسي الأخير  الذي قال فيه إن المنطقة تعيش في مفترق طرق ولابد من تقديرات سليمة للموقف لنفهم أهمية الحفاظ على الدولة، مؤكدا أن مصر لن تراهن بحياة مواطنيها لإدخال المساعدات بالقوة إلى غزة.

اظهار أخبار متعلقة


ونُسِبَت بعض المقاطع، تنظيم الوقفة إلى محيط السفارة المصرية في دمشق، ورغم غياب بيان سوري رسمي عن الواقعة، إلا أن انتشار الفيديوهات شكّل الشرارة التي دفعت أصواتًا إعلامية مصرية إلى الرد بقوة، ومنهم الإعلامي مصطفى بكري، الذي وصف المتظاهرين بـ"الخونة"، قائلا:" كان عليهم أن يتظاهروا ضد التفريط في الحقوق الوطنية لسوريا، واحتلال إسرائيل لمساحات شاسعة من الأراضي السورية أو ضد تدمير القدرات العسكرية للجيش السوري بمؤامرة مفضوحة".


أما الإعلامي المصري المحسوب على نظام السيسي، أحمد موسى، علّق على هذه المظاهرات، وطالب الحكومة المصرية بالتحرك في ملف اللاجئين، معتبرا أنه ملف "بات خطيرا"، وقال خلال تقديمه برنامج "على مسؤوليتي" في قناة صدى البلد: خرجت مظاهرات الجماعات (الإرهابية) في سوريا - حسب وصفه - ضد مصر، هذا الأمر جرى ترتيبه، ومن يسب بلدي فهو عدوي".

وأضاف: المظاهرة التي خرجت من سوريا مشهد عبثي، والمشهد العبثي كان ضد مصر، وليس ضد الاحتلال الإسرائيلي"، وتابع: "أحد العناصر في المظاهرة كان يقرأ من الهاتف، هل هذه المظاهرة هي رد جميل لمصر على ما قدمته تجاه السوريين منذ عام 2011، حيث فتحت مصر أبوابها لكل السوريين هنا، ولا توجد دولة في العالم استقبلت سوريين مثلنا، كما أننا تلقيناهم بترحاب كبير".


وواصل موسى حديثه: "ما سأقوله سيغضب كثيرين، يجب على الحكومة المصرية التحرك في ملف اللاجئين لأنه أصبح خطيرا جدا، أمريكا أمهلت السوريين 60 يوما لعودتهم إلى وطنهم، ألم تصبح سوريا مستقرة ومطمئنة؟ ونحن أيضا علينا التحرك في هذا الملف"، وأضاف: "نرفض المساس بالدولة المصرية ويجب محاسبة من تطاول علينا، وتساءل: هل المظاهرات السورية ضد مصر التي خرجت من قلب دمشق تمّت بموافقة النظام السوري"؟.

وتصدر وسم "ترحيل اللاجئين مطلب شعبي" قائمة الوسوم الأعلى تداولا في مصر على منصة "أكس" ودشنت حسابات معروفة بولائها للسلطة في مصر، حملة توقيعات تطالب بطرد اللاجئين، وتصنفهم بـ"التهديد المباشر للأمن القومي المصري".

وجاء في بيان الحملة الذي تداولته حسابات على موقع "أكس"، أن تواجد اللاجئين يحمل في طياته تداعيات خطيرة على النسيج الاجتماعي والموارد الوطنية والسلم الأهلي وهو ما لا يمكن السكوت عليه أو تجاهله، وزاد البيان: نطالب الحكومة بوقف أي دعم أو تسهيلات تمنح لهم داخل البلد، والبدء الفوري في تنظيم عودتهم إلى أوطانهم الأصلية، وتعديل السياسات التي سمحت بهذا التواجد غير المنضبط.

فيما قالت الإعلامية لميس الحديدي، عبر برنامجها التلفزيوني: "أزعجني مشهد شاهدته على التواصل الاجتماعي لتظاهرات سورية عقب صلاة الجمعة من الجامع الأموي في دمشق العاصمة السورية لما تعكسه من ازدواجية في المعايير، أتظاهر مع غزة ضد إسرائيل وضد محتل الجولان ومن احتل جبل الشيخ ومن قصف مبنى وزارة الدفاع في قلب دمشق، هذا هو العدو وليس مصر".


وتابعت:" لكن من الواضح أن إسرائيل ليست عدواً لأنك تعمل معها اتفاقا أمنيا والعلم الإسرائيلي مرفوع في السويداء، الدنيا لطيفة، هذا قرار سوري وأنتم أحرار فيه"، وأردفت "لكن إنك تسيب كل ده وتهاجم مصر التي تقف شوكة في حلق التهجير، هذا موضوع سخيف وازدواج معايير وتشتيت الفكرة عن الوضع الداخلي في بلادكم لدولة أخرى تقوم بدورها، روحوا أنتوا بقى قوموا بدوركم".

اظهار أخبار متعلقة


ويأتي اندلاع السجال الإعلامي في لحظة حسّاسة إقليميًا، حيث تصاعد التوتر على جبهات غزة ولبنان وسوريا، واستمرار الاستقطاب في الرأي العام العربي حول أدوار العواصم الإقليمية، مع ضرورة التركيز على أهمية الوعي الأمني والسياسي لدى المواطنين لمواجهة أي محاولات تهدد الأمن القومي.

ووفق المفوضية العليا لشؤون اللاجئين، فإن عدد السوريين المسجلين في المفوضية في مصر ارتفع بشكل كبير من 12800 في نهاية 2012 إلى أكثر من 153 ألف شخص نهاية 2023، وتقدِّر المنظمة الدولية للهجرة عدد السوريين في مصر بنحو مليون ونصف المليون سوري.
التعليقات (0)