50 باحثاً من 20 دولة يناقشون إعمار غزة في ضوء التجارب الإسلامية
إسطنبول - عربي21 - طارق السباعي26-Sep-2509:13 AM
0
شارك
استطلاعات الرأي أظهرت أن إندونيسيا تتصدر دول العالم في حجم التبرعات الفردية - عربي21
انطلقت الجمعة في جامعة
إسطنبول صباح الدين زعيم التركية أعمال المؤتمر الدولي السادس للأكاديمية الأوروبية
للتمويل والاقتصاد الإسلامي (إيفي)، بمشاركة خمسين عالما وباحثا من عشرين دولة، لبحث
دور الاقتصاد الإسلامي في إعادة الإعمار في مناطق الحروب والكوارث ومن بينها غزة واستلهام التجارب التاريخية والمعاصرة في هذا
المجال.
وافتتح المؤتمر رئيس
جامعة إسطنبول صباح الدين زعيم أحمد جواد آجا، الذي أكد خلال
كلمته ان رغم إيجابية المؤتمرات ولكن طالب بالتركيز على النقاط السلبية وايجاد
المجرمون الذين لم يعبثون بالأمة الإسلامية، واستخدام أدوات الضغط والتكميم.
وأشاد آجا بربط إعادة
الإعمار بالاقتصاد الإسلامي خاصة في ظل الحرب المشتعلة في غزة وإيجاد حلول لإعادة إعمار
غزة، وتقديم يد العون في تلك اللحظات الحاسمة.
وطالب رئيس جامعة إسطنبول
صباح الدين زعيم بتوحيد جهود الأمة الإسلامية، في ظل حالة الشتات التي يمر بها
العالم الإسلامي والتي تسعي أعداء الأمة في تدميرها.
ومن جانبه قال عميد
كلية الأعمال والعلوم الإدارية بجامعة صباح الدين زعيم إبراهيم
غوران يوموشاق، أن الجامعة مشهورة بأقسام اللغة العربية والاقتصاد الإسلامي مقدما
الشكر للقائمين على المؤتمر على إحياء قضية غزة وإعادة الإعمار من خلال الاقتصاد
الإسلامي في ظل سيطرة الاقتصاد الغربي.
اظهار أخبار متعلقة
وطالب يوموشاف بالاستفادة
بالدعم رسمي أو صناديق الذكاء والمبادرات التي قد تؤثر على دعم غزة وإعادة إعمارها
والعمل سويا على إبراز القضية الأساسية وهي انتشال عزة من حالة الدمار التي تعيشه في
ظل حرب الاحتلال الإسرائيلي منذ السابع من تشرين الأول / أكتوبر 2023.
وفي كلمة مصورة
قال عضو مجلس أمناء جامعة الجنان اللبنانية أكد الحبيب عبد الغني أن
التحديات التي تواجه العالم الإسلامي ليست مجرد أزمات آنية، بل هي جزء من مخططات تستهدف
هويته وصورته الحضارية.
وشدد عبد الغني على
أن نقطة البداية يجب أن تكون بإعادة إعمار النفوس، ونشر قيم الأمن والسلام، وتعزيز
التواصل بين الشعوب في مختلف الأزمنة والأمكنة، مشيرا إلى سلسلة من الكوارث والأحداث
التي طالت دولاً عدة، بدءاً من الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين والاعتداءات المتكررة على
القدس، مروراً بمآسي البوسنة وأفغانستان ولبنان والعراق وسوريا واليمن، وصولاً إلى
المأساة المستمرة في غزة، والتي وصفوها بأنها "جريمة العصر" وجرح نازف يهدد
وجود مدن كاملة ويهجر مجتمعات بأكملها.
وفي سياق الحلول العملية،
دعا عبد الغني إلى الاستفادة من الإمكانيات الاقتصادية الضخمة المتاحة في دول منظمة
التعاون الإسلامي، مشيرا إلى أنه وفق بيانات المنظمة، بلغ الناتج المحلي الإجمالي لدولها
مجتمعة نحو 2.769 تريليون دولار في عام 2023، أي ما يعادل 3 بالمئة من الناتج العالمي،
وقرابة 5 بالمئة من الناتج الإجمالي للدول النامية.
وأضاف أن الأرقام أشارت
إلى تحقيق نمو متواصل بنسبة 1.6 بالمئة سنوياً خلال الفترة 2019-2023، ما يعكس قدرة
الدول الإسلامية على لعب دور محوري في إعادة الإعمار.
اظهار أخبار متعلقة
كما سلط عضو مجلس
أمناء جامعة الجنان الضوء على الأدوار المتعددة يمكن أن تسهم في جهود البناء، من أبرزها:
المؤسسات الوقفية التي
تصل أصولها إلى ما يقارب 150 مليار دولار، وتمول مئات المشاريع داخل العالم الإسلامي
وخارجه.
البنوك والمصارف الإسلامية،
وفي مقدمتها بنك التنمية الإسلامي، باعتبارها شريكاً أساسياً في توفير التمويل لمشاريع
البنية التحتية.
التبرعات الشعبية،
حيث أظهرت استطلاعات أن إندونيسيا تتصدر دول العالم في حجم التبرعات الفردية، وهو ما
يعكس ثقافة راسخة للعطاء في المجتمعات الإسلامية.
وخلال الجلسة الافتتاحية،
ألقى رئيس المؤتمر ورئيس الأكاديمية أشرف دوابة، كلمة رحب فيها بالمشاركين،
مشيراً إلى أن انعقاد المؤتمر يأتي في وقت تشهد فيه المنطقة والعالم تحديات اقتصادية
وأزمات إنسانية وحروباً مدمرة، تجعل من قضية إعادة الإعمار ضرورة ملحة.
وأكد دوابة أن
"الاقتصاد لعب عبر التاريخ دوراً محورياً في تجاوز الأزمات والنهوض من عثرات كبرى
في العالم الإسلامي"، مستشهداً بسقوط بغداد عام 1258م وما تبعه من انهيار حضاري،
إلا أن الأمة الإسلامية استطاعت أن تعيد بناء مؤسساتها العلمية والاقتصادية والاجتماعية
وتستعيد دورها الحضاري.
وأضاف: "اليوم،
نرى صوراً جديدة من الدمار في غزة وسوريا والعراق واليمن وليبيا والسودان وأفغانستان،
لكن شعوبنا تبني وتقاوم رغم الجراح، مما يستدعي استحضار التجربة الاقتصادية الإسلامية
كمنهج عملي للتعمير والتنمية".
وأوضح رئيس المؤتمر
أن المؤتمر السادس يأتي امتداداً لمسيرة علمية بدأت منذ المؤتمر الأول الذي تناول المصارف
الإسلامية، وصولاً إلى محطات لاحقة حول الأسواق المالية والنظام النقدي العادل والاستقلال
الاقتصادي للدول الإسلامية، مؤكداً أن الهدف اليوم هو بلورة رؤية اقتصادية إسلامية
حديثة تعالج قضايا الإعمار والتنمية المستدامة.
اظهار أخبار متعلقة
كما شدد على أهمية
التوازن بين الكفاءة الاقتصادية والعدالة الاجتماعية، مشيراً إلى أن الشريعة الإسلامية
ومقاصدها توفر إطاراً يضمن بناء اقتصاد يعزز العدالة ويحقق التنمية للإنسان والمجتمع،
وأضاف أن "استلهام التراث لا يعني الاكتفاء بالماضي، بل تطويره ليستجيب لتحديات
عالمنا المعاصر ويطرح حلولاً قابلة للتطبيق".
ويبحث المؤتمر، الذي
يستمر يومين (26-27 إيلول / سبتمبر)، في عدد من المحاور أبرزها: تجارب تاريخية في إعادة
الإعمار من منظور الاقتصاد الإسلامي، استراتيجيات بناء الاقتصاد المقاوم، ودور المؤسسات
المالية الإسلامية في مواجهة آثار الحروب والكوارث. كما يقدم المشاركون أوراقاً بحثية
ودراسات مقارنة بين النماذج الإسلامية والتجارب الدولية، في محاولة لصياغة رؤية متكاملة
لاقتصاد إسلامي قادر على الإسهام الفعّال في إعادة البناء والتنمية.